شارك المقال
  • تم النسخ

أجواء مطبوعة بالتوجس والأمل في رأس السنة بالبيضاء

أزقة فارغة، مطاعم مقفلة، ومتاجر مغلقة، سكون غير اعتيادي، خيم على مدينة عرفت بصخبها ونشاطها .. هكذا ودعت مدينة الدار البيضاء، على غير عادتها، سنة 2021 بحلوها ومرها ، واستقبلت سنة جديدة، بمتمنيات وآمال جديدة، في أن تشكل سنة 2022، نهاية الوباء وبداية الفرج.

فالبيضاويون، الذين اعتادوا الاحتفال واستقبال أولى ساعات السنة الجديدة، بمطاعم على جنبات كورنيش عين الدياب، ووسط المدينة، لم يكن لهم سوى الامتثال، كباقي المغاربة، لقرار الحكومة بإلغاء احتفالات رأس السنة الميلادية ، وفرض حظر تجول من الساعة الثانية عشرة ليلا ليلة رأس السنة إلى الساعة السادسة صباحا كتدبير احترازي لمواجهة انتشار فيروس كورونا.

لكن هذه التدابير لم تمنع الكثيرين من الاحتفال، ولو بشكل صغير، بحلول السنة الجديدة، راجين في أن تكون هذه السنة فاتحة خير ، ونهاية وباء أضر بالبلاد والعباد.

فجولة بسيطة ليلة رأس السنة، في شرايين المدينة ، وفي أكبر متاجر الحلويات بالعاصمة الاقتصادية، التي زينت واجهاتها وعرضت حلويات مختلفة الأشكال والنكهات، يبرز بشكل جلي إقبال البيضاويين، رغم كل الظروف، على شراء حلويات رأس السنة، للاحتفال رفقة الأهل والأصدقاء .

فبالنسبة ل ( حميد)، يشكل الاحتفال برأس السنة “فرصة للفرح والابتهاج، والخروج من الدوامة التي أدخلتنا فيها جائحة كورونا “، وهو الذي لطالما اقتصر احتفاله بالسنة الجديدة، على شراء الحلوى وقضاء رأس السنة مع عائلته الصغيرة في المنزل .

وقال هذا الأربعيني ، الأب لطفلتين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، ” اعتدت شراء حلويات بسيطة لإدخال الفرحة على الأطفال فقط “، مضيفا أنه حتى قبل إقرار الحظر الليلي،” لطالما كنت أتجنب السهر إلى وقت متأخر خارج المنزل ليلة رأس السنة، فالشوارع تكون مكتظة ، لذلك أفضل قضاءها رفقة عائلتي الصغيرة في المنزل بكل هدوء”.

أما ( ياسين) ، الذي اعتاد قضاء ليلة السنة مع أصدقائه، فأكد أنه خلال هذه السنة، كما السنة التي قبلها، لم يشعر بطعم الاحتفالات ، كما قال ، مضيفا .. “دأبت على قضاء ليلة السنة مع أصدقائي، التي كنا نخطط لها قبل موعدها بكثير ، لكن خلال هاتين السنتين الأخيرتين، منعتنا الجائحة من الاحتفال كما نريد”.

وعبر هذا الشاب الثلاثيني، في تصريح مماثل، عن أمله في أن تكون هذه السنة الجديدة “فاتحة خير، ونتمكن من القضاء على الوباء، لاستعادة حياتنا الطبيعية في أقرب وقت ممكن”.

في ظل هذه الأجواء ، تميزت ليلة رأس السنة بانتشار أمني كبير، خاصة في المناطق الحيوية للمدينة، والتي اعتاد البيضاويون على زيارتها في مثل هذه المناسبات، من أجل ضمان الأمن والتزام المواطنين بالتدابير الاحترازية التي أقرتها الحكومة في ظل الحالة الصحية التي تعرفها المملكة، للحفاظ على سلامة وصحة المواطنين.

هكذا إذن ودعت مدينة الدار البيضاء وسكانها سنة 2021، واستقبلت سنة جديدة، في أجواء امتزج فيها التوجس والأمل .. توجس من وباء، حصد أرواح الملايين وزرع الخوف والهلع في قلوب الكثيرين عبر العالم، وأمل في غد أفضل، أكثر إشراقا ورحمة بالبلاد والعباد .

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي