نظم مركز مغارب محاضرة علمية بعنوان: “آية المداينة في القرآن الكريم: قراءة إناسية” يوم الأربعاء 29 يوليوز 2020م، على الساعة الثامنة مساء، حيث استضاف الدكتور محمد الحاج سالم، وهو أستاذ متخصص في علم الاجتماع والأنتروبولوجيا، وتندرج المحاضرة ضمن فعاليات “مجالس مغارب”.
أشار الأستاذ المحاضر في البداية إلى أهمية الموضوع، منوها إلى فرادة الآية من مستويات متعددة، سواء من حيث كونها أطول آية في القرآن الكريم، إضافة إلى أن معظم الدارسين والمفسرين يرون أنها آخر ما نزل من آي ا لقرآن الكريم، ناهيك عن كونها نصا مكثفا رغم أنها أطول آية في القرآن.
كما توقف محمد الحاج سالم عند مجموع الأنظمة التي احتوت عليها الآية الكريمة، منها: نظام التوثيق، ونظام الكاتب بالعدل، ونظام الشهود، ونظام الولاية، ونظام التجارة الحاضرة، ونظام الرهن، ونظام حماية كتابة العقود ولحماية الشهود.
بعد ذلك انتقل الدكتور إلى الحديث عن ثلاث مسائل جاءت في هذه الآية، وهي:
أولا: مسألة الكتابة؛ حيث بين أن المجتمع الذي نزلت فيه الرسالة كانت فيه الكتابة شائعة ، والذي يؤكد هذا الأمر تكرار فعل كتب و مشتقاته في الآية ست مرات.
ثانيا: مسألة الأجل المسمى؛ أي المذكور على وجه التعيين والتحديد والحصر، فلابد من تعيين الأجل وإلا فقد يعد العقد باطلا، لأن من شروط صحة المداينة تعيين الأجل حسب قول الزمخشري، واستنبط منها المحاضر أن العرب كانوا على دراية بما يسمى بعلم التأريخ.
ثالثا: مسألة الناسخ والمنسوخ؛ حيث توقف محمد الحاج سالم عند قول من ذهب إلى أن هذه الآية منسوخة، وخلص إلى أنه لا يوجد ناسخ ومنسوخ في القرآن الكريم ولا يمكن لآية أن تنسخ أخرى.
كما توقف الدكتور المحاضر عند مسألة التأريخ مشيرا إلى اقتراب صدور كتابه في هذا الباب بعنوان: “الزمن المقدس بين الجاهلية والإسلام”، وفي ثنايا حديثه أشار إلى أن العرب في الجاهلية كانت تؤرخ بالنجوم لمعرفة المواسم كمواسم الحج والعمرة، وبالتالي فإن التأريخ كان نجميا، ولم يكن شمسيا ولا قمريا.
وختم المحاضر مجلسه بالإشارة إلى ضرورة العلم بتاريخ العرب وأحوال الجاهلية للقيام بالقراءة الإناسية للقرآن الكريم.
تعليقات الزوار ( 0 )