في محاولة للهرروب إلى الأمام، اتهمت صحيفة “الخبر” الجزائرية، المقربة من المخابرات العسكرية، في تقرير لها، المغرب بالوقوف خلف التصريحات العدائية التي أطلقتها وزارة الخارجية المالية ضد الجزائر، والتي اتهمت الأخيرة بدعم الإرهاب.
ووصف البروفيسور مبروك كاهي، الخبير في الشؤون الإفريقية، بيان الخارجية المالية بأنه “استمرار للسياسة العدائية التي تنتهجها السلطات الانتقالية في مالي منذ العامين الماضيين”.
وأضاف في تصريح لصحيفة “الخبر” أن البيان يحمل بصمات “قوى إقليمية وظيفية” تسعى إلى تأزيم الوضع في المنطقة وعرقلة أي مسار سلمي لحل الأزمة في مالي.
وبحسب المصدر ذاته، فإنه “لا يوجد شك في التنسيق في صياغة الخطاب وربما من يكتب خطابات خارجية المغرب هو نفسه من يكتب حاليا خطابات خارجية مالي”.
وأشار كاهي إلى أن هذه القوى تعمل على استغلال العداء الخارجي، سواء تجاه فرنسا كقوة استعمارية سابقة، أو تجاه الجزائر، دون مبرر منطقي.
كما لفت إلى أن السلطات المالية تعتمد على تحالفها مع النيجر وبوركينا فاسو، الذي وصفه بـ”تحالف الأزمة”، والذي يعجز عن مواجهة التحديات الأمنية الحقيقية في المنطقة، مثل انتشار الجماعات الإرهابية.
وفقًا لكاهي، فإن المغرب يلعب دورًا محوريًا في تأجيج التوترات بين مالي والجزائر، من خلال ما وصفه بـ”المشاريع الوهمية”، مثل المبادرة الأطلسية التي تهدف إلى تمكين دول الساحل من الوصول إلى الموانئ الأطلسية.
وأكد أن هذه المبادرة تهدف إلى عرقلة عودة دول الساحل إلى تجمع “الإيكواس” (المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا)، وإلى التشويش على مشروع الجزائر لإنشاء طريق عابر للصحراء.
كما أشار كاهي إلى أن المغرب يتلقى دعماً من جهات خارجية، بما في ذلك إسرائيل، مما يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي.
من جهة أخرى، أشار كاهي إلى أن الفيلق الإفريقي الروسي يشجع الخطابات العدائية في المنطقة، مما يفاقم من تعقيد الأزمة.
وأكد أن التدخلات العسكرية الأجنبية، سواء من روسيا أو غيرها، تزيد من حدة التوترات وتجعل حل الأزمات أكثر صعوبة.
تعليقات الزوار ( 0 )