شهد إقليم الصحراء تعيين 8 مبعوثين أمميين حاولوا الدفع بعجلة قضيته.
ويعتبر الإيطالي ستيفان دي مستورا ثامن مبعوث للأمين العام للأمم المتحدة إلى إقليم الصحراء، بعد تعيينه بالمنصب في 6 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وسبق أن اقترح، مبعوثون شغلوا المنصب نفسه خططا للتسوية، منها ما كان أقرب للتحقق، وأخرى تم رفضها.
ومنذ 1975، هناك نزاع بين المغرب وجبهة “البوليساريو” حول إقليم الصحراء، بدأ بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة.
وتحول الصراع إلى مواجهة مسلحة استمرت حتى 1991، وتوقفت بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار اعتبر “الكركرات” منطقة منزوعة السلاح.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، فيما تطالب “البوليساريو” باستفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي لاجئين من الإقليم.
وفيما يلي أسماء المبعوثين الأمميين إلى إقليم الصحراء:
1- جوهانس مانس (1990 ـ 1991)
ينحدر الدبلوماسي جوهانس مانس، من سويسرا، حيث تم تعيينه من طرف الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة خافيير بيريز دي كوييار، ممثلا له خاصا بقضية الصحراء في 29 أبريل/نيسان 1990، وظل في هذه المهمة حتى ديسمبر/ كانون الأول 1991.
2- صاحب زادة يعقوب خان (1992 ـ 1994)
عين الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بطرس غالي، في مارس/ آذار 1992، الدبلوماسي الباكستاني صاحب زادة يعقوب خان، ممثلا له خاصا بقضية الصحراء، وانتهت مهمته في أغسطس/ آب 1994.
ويعقوب خان من مواليد ديسمبر/ كانون الأول 1920، وخدم في العسكرية الباكستانية حتى وصل إلى رتبة جنرال، ثم عمل سفيرا لبلاده في بلدان مثل الولايات المتحدة، كما شغل منصب وزير للخارجية.
استطاع يعقوب خان، أن ينظم لقاء بين المغرب والبوليساريو عام 1993، لأول مرة، وفشل في عقد الجولة الثانية في السنة الموالية.
3- إيريك جينسن (1994 ـ 1997)
تم تعيين إيريك جينسن، من طرف غالي، ممثلا خاصا بالنيابة من 1994 وحتى 1997.
أصدر جينسن كتابا عن قضية الصحراء صدر عام 2005 بعنوان: “الصحراء الغربية: تشريح المأزق”، باللغة الإنجليزية.
شهدت فترته بداية عملية “تحديد الهوية” لمن يستحقون المشاركة في استفتاء تقرير المصير، إلا أنه لم يصل إلى نتائج ملموسة .
4- جيمس بيكر (1997 ـ 2004)
عين الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان، الأمريكي جيمس بيكر عام 1997 ممثلا خاصا له بقضية الصحراء، واستمر إلى 2004، حيث قدم استقالته.
وتولى بيكر مناصب كبيرة بالإدارة الأمريكية، مثل وزير الخارجية.
واقترح في يونيو/ حزيران 2001، اتفاقا أطلق عليه “مخطط بيكر الأول”، قبله المغرب ورفضته البوليساريو والجزائر، ثم اقترح “مخطط السلام” الذي عرف بـ”مخطط بيكر الثاني”.
مخطط بيكر الأول، طرح فكرة الحكم الذاتي، فيما نص مخطط بيكر الثاني عام 2003 على إرساء حكم ذاتي في الصحراء، مع بقائها تحت السيادة المغربية لمدة خمس سنوات، ثم ينتهي بتنظيم استفتاء لتقرير المصير، إلا أن الرباط رفضته.
وبسبب اختلاف الأطراف، طلب مجلس الأمن بموجب قرار أبريل/ نيسان 2004، إيجاد حل سياسي متفاوض عليه، على أن يكون حلا سياسيا وواقعيا وعمليا ودائما على أساس التوافق.
5- بيتر فان فالسوم (2005 ـ 2008)
عام 2005، عين عنان الدبلوماسي الهولندي بيتر فان فالسوم، ممثلا له خاصا بقضية الصحراء، واستمر إلى أبريل 2008.
واستطاع فالسوم عام 2007 ولأول مرة تنظيم 4 جولات محادثات بين المغرب والبوليساريو في الولايات المتحدة، لكن هذه المحادثات لم تفض إلى نتائج.
وقال فالسوم خلال تقديمه استقالته، إن “خيار الاستقلال الذي تطالب به البوليساريو غير واقعي، وإن خيار استفتاء تقرير المصير الذي طـُرح سابقا أمر تجاوزه الزمن”.
واعتبر مجلس الأمن الدولي، آنذاك، أن تصريح الممثل الخاص “يعبر عن رأيه الشخصي”، وهو ما جعل الجزائر تشيد بموقف المجلس، في حين وصف المغرب تصريح فالسوم بـ”الموقف الشجاع”، وانتقدته البوليساريو.
6- كريستوفر روس (2009 ـ 2012)
عين الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس ممثلا له خاصا بقضية الصحراء في يناير/ كانون الثاني 2009، حتى 2012.
وعقد روس 9 جولات من المحادثات غير الرسمية بمانهاست بضواحي نيويورك.
قررت الحكومة المغربية في مايو/ أيار 2012 سحب الثقة من روس.
واتهمته الرباط بأنه “سلك أسلوبا غير متوازن ومنحازا بخصوص القضية الصحراوية”، وذلك إثر تضمينه أحد تقاريره اتهاما للمغرب بـ”تعقيد عمل” البعثة الأممية. بينما قالت بوليساريو إن قرار الحكومة المغربية “تعسفي وغير مؤسس”.
7- هورست كوهلر (2017 ـ 2019)
تم تعيين الدبلوماسي الألماني هورست كوهلر من قبل الأمين العام الحالي للأمم المتحدة الحالي أنطونيو غوتيريش، مبعوثا شخصيا له للصحراء عام 2017 واستمر عمله إلى 2019.
وقام كوهلر بتنظيم مائدتين مستديرتين بمشاركة كل من المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا، الأولى في ديسمبر/ كانون الأول 2018، والثانية في مارس 2019 في جنيف.
وفي مايو 2019، أعلنت الأمم المتحدة استقالة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، هورست كوهلر لدواع صحية.
8- ستيفان دي مستورا
في 6 أكتوبر 2021، أعلن غوتيريش تعيين الإيطالي ستيفان دي مستورا، مبعوثا شخصيا له إلى إقليم الصحراء خلفا للمبعوث المستقيل كوهلر.
جاء ذلك وفق ما أعلنه ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي عقده بالمقر الدائم للمنتظمة الدولية في نيويورك.
وقال دوجاريك: “غوتيريش أعلن اليوم تعيين ستيفان دي مستورا مبعوثا شخصيا له لإقليم الصحراء”.
وأضاف: “سيخلف دي مستورا، هورست كوهلر الذي أنهى مهمته في 22 مايو 2019، والذي أعرب له الأمين العام عن الامتنان لجهوده الحثيثة والمكثفة التي أرست الأساس لزخم جديد في العملية السياسية بإقليم الصحراء”.
وتابع: “سيبذل المبعوث الشخصي الجديد مساعيه الحميدة نيابة عن الأمين العام، وسيعمل مع جميع المحاورين المعنيين، بما في ذلك الأطراف والبلدان المجاورة وأصحاب المصلحة الآخرين، مسترشدا بقرار مجلس الأمن 2548 (2020) والقرارات الأخرى ذات الصلة”.
وصدر القرار 2548، في أكتوبر 2020، ومدد ولاية “بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في إقليم الصحراء” (مينورسو) حتى أكتوبر الجاري، وحث جميع الأطراف على العمل لمساعدة البعثة الأممية لإيجاد حل سياسي واقعي للنزاع.
وأوضح دوجاريك أن دي مستورا يتمتع بخبرة تزيد على 40 عاما في الدبلوماسية والشؤون السياسية، حيث شغل خلال مسيرته المهنية مع الأمم المتحدة، منصب المبعوث الخاص للأمين العام لسوريا، كما عمل ممثلا خاصا للأمين العام لأفغانستان والعراق، والممثل الشخصي للأمين العام لجنوب لبنان، ومدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في روما.
تعليقات الزوار ( 0 )