قرر عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إعفاء محمد أبو درار من رئاسة فريق “البام” بمجلس النواب، وتكليف رشيد العبدي لتنسيق أشغال الفريق إلى حين انتهاء حالة الطوارئ الصحية.
ويأتي إعفاء أبو درار من مهامه، حسب البلاغ الذي توصلت جريدة بناصا بنسخة منه، “بناء على تسجيل مجموعة من التصرفات الفردية غير المقبولة من طرف السيد محمد أبدرار رئيس الفريق تهم التدبير اليومي والسياسي لفريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب”.
وبعد استشارة موسعة لمجموعة من أعضاء المكتب السياسي للحزب بالصفة؛ يقول بلاغ وهبي “قررنا نحن الأمين العام للحزب، إعفاء السيد محمد أبدرار من مهام رئاسة الفريق، وتكليف السيد رشيد العبدي بمهمة تنسيق أشغال الفريق إلى حين انتهاء حالة الطوارئ الصحية ببلادنا، وتوفر الشروط الصحية والموضوعية لعقد اجتماع السيدات والسادة النواب أعضاء الفريق، لانتخاب رئيس جديد”.
محمد أبو درار لم يتقبل قرار إقالته، ورد في تدوينة بحسابه الشخصي على الفيسبوك، بأن المراسلة لا قيمة لها من الناحية القانونية، لأن تعيين رؤساء الفرق النيابة “مؤول” بشكل رسمي لأعضاء الفرق في اجتماع رسمي.
تدوينة أبودرار رد عليها النائب عبد الرزاق الورزازي بقوله “الشيء بالشيء يذكر اسي بودرار، أنت أيضا تم تعيينك من طرف السيد الأمين العام السابق ولم يكن للسادة أعضاء الفريق أي رأي في ذلك وتم توظيف توقيعاتنا بشكل فيه الكثير من التحايل إذن هل سنعتبر توليك رئاسة الفريق قرارا باطلا قياسا على ما ذكرت”.
كما قالت لطيفة الحمود، نائبة برلمانية من مغاربة بلجيكا: “وأخيرا تُسند الأمور إلى أهلها .. بهذا القرار الموفق للسيد الأمين العام نسدل الستار على أشهر من العبث وانعدام الكفاءة والمسؤولية في تسيير شؤون الفريق.
كل التوفيق للسيد النائب رشيد العبدي في مهمته الجديدة.”
وعن الأسباب الكامنة التي دفعت عبد اللطيف وهبي إلى إزاحة أبو درار، حسب مصدر من داخل البرلمان، وهي ان أبودرار لم يكن يشاور أعضاء الفريق بمجلس النواب، حيث كان يميز بين أعضاء الفريق في المداخلات والأسئلة ويقصي الكثير من النواب الشباب وبعض الأطر مثل المحامين والمحاسبين ورجال الأعمال والنساء اللواتي لهن بصمتهن في المشاركة في تخصصاتهن داخل المغرب وخارجه، وخاصة الذين لهم تكوين سياسي وقانوني”.
” كما أن مجموعة من النواب كانوا يتضايقون من شخصية ضعيفة ليست لها تكوين علمي وقانوني، إذ أن أبا درار لا يتوفر على أية شهادة علمية ولم يحصل على الأقل، على شهادة البكالوريا، فكيف يمكن لمثل هذا الشخص أن يقود مجموعة من النواب لهم تكوين قانوني ويحوز البعض منهم على شواهد جامعية؟ يتساءل نفس المصدر.
وعن الخطأ الذي أفاض كأس الخلاف مع الأمين العام، وعجل بإزاحته عن قيادة الفريق النيابي لحزب البام بمجلس النواب، يضيف مصدر آخر في اتصال مع جريدة “بناصا” بأن الأمر يتعلق بمجموعة من النواب الذين أعلنوا تمردهم على أبو درار الذي أصبح يعرقل عمل الفريق بتصرفاته الفردية الطائشة والتي توجها بالخطأ الكبير المتعلق بتدابير الإجراءات الصحية التي اتخذتها بلادنا ضد وباء كورونا “.
ويقول ذات المصدر :” بعد اتخاذ التدابير الصحة ضد وباء كورونا، كان هناك تواصل مع رؤساء الفرق النيابية ورئيس مجلس النواب الحبيب المالكي للتنسيق لاتخاذ تدابير تخص مجلس النواب، حيث تفاعل جميع رؤساء الفرق النيابية في استشارة قيادات أحزابها، كما بادرت مجموعة من الفرق في عملية التنسيق فيما بينها، غير أن أبو درار، رئيس فريق الحزب بمجلس النواب، لم ينسق لا مع قيادة الحزب ولا مع الفرق النيابية الأخرى”.
وأضاف نفس المصدر: ” وما أفاض الكأس هو أن بعض رؤساء الفرق كانوا يتصلون مع أبو درار ولا يرد عليهم، وهو ما جعل البعض يتواصل مع عبد اللطيف وهبي بشكل مباشر، وهذا ما عجل بإزاحته عن رئاسة الفريق”.
وأكد نفس مصدر “بناصا” بأن “إزاحة محمد أبودرار عن رئاسة الفريق “كانت منتظرة بسبب الأخطاء التي راكمها لكونه ضعيف التكوين السياسي، ثم أيضا في طريقة تدبيره لفريق نيابي كبير، ناهيك عن “شبهات قد أثيرت حول تجارته في الشاي، إذ يعد الرجل من أكبر مزودي مدن الصحراء بالشاي الأخضر المستورد من الصين”.
ولماذا اختار عبد اللطيف وهبي رشيد العبدي بدل نائب آخر؟
في الجواب على السؤال، يقول نفس المصدر: “رشيد العبدي له شخصية متفردة من بين مجموعة من النواب، وأن اختياره لم يكن مجاملة له بقدر ما كان بناء على كفاءة الرجل وسلوكه السياسي المبني على التوازن والمصداقية في الخطاب، اختلفنا أم اتفقنا معه، هذا بالإضافة إلى أن الرجل يتوفر على كفاءة في العمل داخل الفريق النيابي، ناهيك على أنه عضو بمكتب مجلس النواب، وله تكوين سياسي مميز، لأنه نائب برلماني لمدة ثلاث ولايات، وخطيب مفوه، ورجل محبوب من قبل جميع مكونات الفريق النيابي لحزب الأصالة والمعاصرة، وكذا من قبل رئاسة مجلس النواب، فهو شخص جد مقرب من الحبيب المالكي إذ يستشيره في الكثير من الأمور التي تخص عمل مجلس النواب”.
تعليقات الزوار ( 0 )