نظمت فعاليات من المجتمع المدني المغربي بألمانيا، يومي السبت والأحد، وقفة سلمية أمام البرلمان الإقليمي لمدينة بريمن (شمال-غرب)، بهدف التواصل مع مكونات المجتمع المدني الألماني بخصوص القضية الوطنية، وتحسيس الرأي العام المحلي لهذه المدينة بمواقف المملكة المتعلقة بمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كحل لإنهاء نزاع الصحراء.
وعرفت هذه المظاهرة، التي نظمت تحت شعار “لا تقصوا الأغلبية” و”الحل الوحيد هو مخطط الحكم الذاتي”، بمبادرة من جمعية “شبكة من أجل البحث والحوار” وبشراكة مع الجمعيات المغربية في كل من بريمن وهامبورغ، مشاركة القنصل الشرفي للمغرب بمدينة بريمن، السيد فولكر كرونينغ، إلى جانب نساء صحراويات من الأقاليم الجنوبية وبعض الكفاءات المغربية المقيمة بألمانيا وأعضاء الجمعيات المغربية.
وبهذه المناسبة، قام المتظاهرون المغاربة بنصب منصة في ساحة السوق لمدينة بريمن، التي تعد مركز النشاط التجاري والسياحي بالمدينة على مدى يومين، وذلك أمام مقر البرلمان، حيث قدموا التوضيحات اللازمة للمهتمين بالقضية الوطنية وتوزيع مطبوعات باللغتين الألمانية والإنجليزية على الزوار تتضمن الحقائق القانونية والتاريخية بشأن مغربية الصحراء.
كما رفعوا لافتات تحمل شعارات تدعو البرلمان والرأي العام الألماني إلى الاستماع لرأي أغلبية سكان الصحراء، الذين يمارسون حقوقهم المدنية والسياسية بكل طمأنينة في الأقاليم الجنوبية للمغرب، ويؤيدون مخطط الحكم الذاتي “كحل وحيد” لتسوية نزاع الصحراء المفتعل، باعتباره “حلا سلميا عمليا ومستداما”.
وقاموا أيضا بنصب خرائط للمملكة، في إشارة واضحة للبرلمانين الألمان بأن الصحراء جزء لايتجزأ من الأراضي المغربية.
وفي مداخلة له، قال السيد كرونينغ إن هذه المبادرة التي جاءت من طرف المجتمع المدني المغربي في ألمانيا، تثمن الحكم الذاتي في الصحراء المغربية من أجل السلام والتنمية في المنطقة، مذكرا بالموقف الألماني الإيجابي الأخير والداعم لهذه المبادرة ذات المصداقية.
من جهتها، أوضحت السيدة خداجتنا ماء العينين، البرلمانية وسفيرة النوايا الحسنة، في كلمة لها، أن هذا المشكل الذي “يفرق بين أبناء العمومة ينبغي أن يتوقف”، مؤكدة أن مقترح الحكم الذاتي “هو الحل الأمثل الذي ليس فيه لا غالب ولا مغلوب. شعاره السلم والوحدة من أجل البناء”.
وفي معرض شرحه للقضية الوطنية، اغتنم السيد عبد الرحيم النص، رئيس “شبكة البحث والحوار” هذه الفرصة لفضح الانتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان من قبل جبهة “البوليساريو” داخل مخيمات العار، تلك المتعلقة بتجنيد الأطفال وكذا الاختلاس الممنهج من قبل “البوليساريو” للمساعدات الإنسانية الموجهة إلى الساكنة المحتجزة في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري.
بدورهم، عبر المشاركون عن نجاعة المبادرة المغربية التي تروم منح حكم ذاتي موسع لجهة الصحراء، والتي وصفها المجتمع الدولي بالحل الجاد وذي المصداقية، معربين عن شجبهم لكل مواقف الانفصال التي من شأنها أن تهدد أمن المنطقة برمتها.
تجدر الإشارة إلى أن “شبكة البحث والحوار” هي جمعية مغربية ألمانية جرى تأسيسها مؤخرا بفرانكفورت، من طرف مجموعة من الكفاءات المغربية المقيمة بألمانيا، وتهدف إلى إقامة جسور التواصل والحوار بين المغرب وألمانيا في مجالات الدبلوماسية الموازية.
تعليقات الزوار ( 0 )