“لم نكن نتوقع هذا يا وزير”، كانت هذه هي العبارة الأكثر تكراراً في لجة الشؤون الخارجية التي عقدت في وقت مبكر من بعد ظهر يوم أمس الأربعاء بمجلس النواب. صمد خلالها ألباريس ضد غضب جميع المتحدثين البرلمانيين، سواء من شركاء الحكومة أو المعارضة، بعد خطابه الأول الذي استمر لـ 23 دقيقة، والذي تفاخر فيه بأنه وضع حداً للأزمة مع المغرب، بفضل دبلوماسيته السرية.
وجاء تصريح ألباريس، وفق ما ورد في “abc”، بعد إعلانه أن “المسؤولية الأساسية لأية حكومة هي الحفاظ على علاقات حسن الجوار بين دولتين مثل إسبانيا والمغرب تربطهما كافة أنواع المصالح والعلاقات”، موضحاً أنه بعد إعادة العلاقات الثنائية، بدأت مرحلة جديدة يتم تطويرها على خارطة طريق واضحة وطموحة، لصالح “وحدة أراضي وسيادة إسبانيا، واستقرارنا وازدهارنا”.
وتابعت الجريدة الإسبانية، أن العهد الجديد سيصبح مرئيا في الأول من أبريل المقبل، مع رحلته إلى الرباط، والتي ستليها زيارة لبيدرو سانشيز سيتم تحديد موعدها لاحقا، مسترسلةً أنه بعد الصورة مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، ستتضمن أجندة الباريس “التطبيع الكامل للروابط البحرية”، مبرزاً أنه “في نفس اليوم سنبدأ في تصميم عملية عبور المضيق”.
ونبه إلى أن إعادة فتح الحدود في سبتة ومليلية، “سيكون على جدول الأعمال مع إعادة تنظيم حركة الأشخاص والبضائع”، مردفةً أنه بعد حوالي سنة من بدء أخطر أزمة هجرة بين المغرب وإسبانيا، شدد ألباريس، على أن هناك علاقات إنسانية وأمنية واقتصادية بين البلدين، مسترسلاً: “مثل هذه الروابط المهمة هي التي جعلت من الضروري وضع حد لحالة التوتر وانعدام التواصل”.
وأردف أن هذا الأمر، الذي كان له تأثير على المواطنين الإسبان، كان يجب “إغلاقه وإرساء أسس علاقة أقوى”، متابعةً أن ألباريس، وخلال كلمته، تلقى تصفيقا فقط من أعضاء حزب العمال الاشتراكي الذين كانوا في اللجنة. كان أغلب أعضاء المجلس غاضبين منه، وأيضا من بيدرو سانشيز، الأمر الذي دفع وزير الخارجية لتوبيخهم بسبب عدم أخذهم في الاعتبار، أن كل شيء عاد لطبيعته مع المغرب.
وخلال عبارته الأخيرة، توضح الجريدة، رد النواب، بأن “تغيير إسبانيا لموقفها بشأن الصحراء، تحول تاريخي في السياسة الخارجية الإسبانية بعد 47 عاما، مسترسلةً أن ألباريس تلقى انتقادات قاسية من جميع الأطراف، وحتى من “بوديموس” الشريك الحكومي لحزب العمال، على الرغم من تبريره الموقف الأخير للحكومة بأن “إسبانيا تريد المساهمة في الحل بدل الاكتفاء بدور المتفرج”.
تعليقات الزوار ( 0 )