اعتبرت وسائل إعلام إماراتية، بأن الحوار الليبي الذي تجري أطواره في مدينة بوزنيقة المغربية، والذي يأتي في إطار مساعي المملكة، لإيجاد حل سلمي لإنهاء الصراع المسلح الذي تشهده ليبيا منذ سنوات، _ اعتبرته _ فاشلا قبل انطلاقه، لأنه جاء بنفس عقلية اتفاق الصخيرات، على حد قولها.
ونشرت العربية على موقعها الإلكتروني، تقريرا عن الحوار الذي تحتضنه، اليوم الأحد، مدينة بوزنيقة، نقلت فيه ما أسمته بـ”أصوات معترضة ضمن البرلمان (طبرق)”، على الخطوة التي تحتضنها المملكة المغربية، مضفة بأن المنتقدين يرون بأنه “من المستحيل إعادة إحياء اتفاق الصخيرات الذي وقع في ديسمبر 2015 في المغرب، وأثبتت الأحداث المتتالية فشله”، حسب القناة دائما.
وأوردت العربية تصريحا لعضو مجلس نواب طبرق، علي التكبالي، قال فيه إنه “لا يمكن ترميم اتفاق الصخيرات، عبر إطلاق حوار بنفس العقلية”، متسائلا عن السبب الذي حال دون تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين، الذي شهد توافق المجتمعين على وقف التدخلات الأجنبية، دون أن يفوت المتحدث فرصة مهاجمة تركيا على مساندتها لحكومة الوفاق.
وواصلت القناة التابعة للإمارات، البحث عن التصريحات المعارضة للحوار الليبي في المغرب، حيث عرجت هذه المرة على تدوينة للنائب الآخر، محمد العباني، على موقع “فيسبوك”، التي قال فيها، إن محاولة ترميم اتفاق الصخيرات غير قانونية، نظرا لصدور قرار سابق عن برلمان بنغازي يلغي المصادقة على اتفاق الصخيرات.
وأردفت العربية في تقرير ثانٍ لها، بأن أعضاء من المجلس الأعلى للدولة الليبية، الذي يرأسه خالد المشري، أعربوا عن انزعاجهم من تفرد الأخير وهيمنته على لجنة الحوار المتوجهة للمغرب، دون أن تشير إلى هوية الأعضاء، أو تورد أي تصريح جاء على لسانهم، في خطوة اعتبرها كثيرون، تشويشا على جهود المملكة لمساعدة الليبيين.
ويرى مراقبون بأن الإمارات، التي تدعم الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، الذي انقلب على الشرعية التي أفرزتها صناديق الاقتراع، والمجسدَة في حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، المعترف بها على المستوى الدولي، _ بأنها _ لا ترغب في التوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة الحالية، وهو الأمر الذي أكده حفتر، عبر رفضه للحوار.
وسبق للمغرب أن أكد في أكثر من مناسبة، على لسان مسؤوليه، أنه يقف على مسافة واحدة بين جميع الفرقاء الليبيين، ولا يملك أي أجندة داخل ليبيا، مشيرا إلى أن مساعيه تأتي بهدف مساعدة الأشقاء لإنهاء الصراع، وهي التحركات التي لاقت ثناءً من ممثلي حكومة الوفاق وبرلمان طبرق، المجسدين لطرفي النزاع في الأراضي الليبية.
وكان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، قد أكدت، خلال كلمة له على هامش الحوار الليبي المنعقد في بوزنيقة، بأن المغرب “يفسح المجال لحوار ليبي بدون تدخل”، موضحاً بأن “الصراع على الأرض في ليبيا خلف دمارا واسعا”، داعيا الليبيين على “تغلييب روح المسؤولية”، ومشددا على أنهم قادرون على “تجاوز كل الصعوبات”.
تعليقات الزوار ( 0 )