قرار وزارة التربية بشان الدخول المدرسي القادم و التي ترك قرار الدراسة قرار غير ملزم و انما مرتبط بيد الاباء و اولياء الامور .
القرار معقد , كتب بطريقة ذكية من خلال اعتماد صيغة التعويم و ترك فجوات كبيرة للتأويل بما يتيح هامش المناورة و التحرك المفتوح بناء على اي مستجد . قراءة اولية , وغير عميقة تدعوالمهتمين و الباحثين و اصحاب الاختصاص الى تجاوز منطق الانفعال الى تحليل القرار و استحضار ابعاده .
الانطباع الاولي للقرار يدعونا الى استعادة رؤية المفكر و البيداغوجي إيفان إليش و المتضمن في كتابه مجتمع بلا مدارس ؟ اطروحة اليتش تم عزلها و معاداتها لمدة طويلة لاسباب سياسية و ايديولوجية منها ان المدرسة هي المؤسسة الاولى و الفعالة في الصراع السياسي و الايديولوجي وفق ما ذهب اليه بيير بورديو حين اعتبر ان حرب الاغنياء على الفقراء تبدأ بالمدرسة.
الاسس النظرية لتصورات ايفان اليتش تتحدد في نقد الاسس السلطوية للمدرسة و اجبارية التعليم و تسليع المعرفة و احتكارها و تدجين التلميذ و ماسسةفعل التعليم . وتكريس تسليع القيم بدل ماسستها , حيت اصبحت المدرسة مؤسسة ربحية خاضعة للنظام الراسمالي اكثر من اعبارها مؤسسة لبناء المجتمع . عموما , قرار الوزارة يؤسس لفكرة موت المدرسة و نهايتها و هو قرار مفاجئ و مرتكب يكشف مجموعة استناجات اولية منها :
اولا : قرار تقني يؤشر على جهل مركب بطبيعة المدرسة كمؤسسة سياسية لها رهانات كبرى.
ثانيا : تكريس الحصار على النظريات المغضوب عليها : مثل نظرية موت المدرسة و مجتمع بلا مدرسة و مدرسة الصراع.
ثالثا : التسيير عن طرق اللا- قرار , البيان يكشف اننا امام مسؤول لا يمكك القدرة على اتخاذ القرار .
رابعا : الدعوة الى الفوضى , عدم الذهاب الى المدرسة معناه البقاء في الشارع , وهو ما يشكل وظيفة معاكسة لوظيفة المدرسة و التي تتحدد في إبعاد الأطفال عن الشوارع ،و هو اجراء خطير له نتائج سلبية لاسيما في ظل انهيار السبه الكلي لسلط الاسر وازمة القيم داخل المجتمع .
خامسا : ترسيخ موقف الانسحاب المفكر الالماني كارل شميد اعتبر ان الدولة و المؤسسات القوية تظهر في اوقات الشدة , و هو ما يعني ان قوة الوزارة ينبغي ان تظهر في وقت الشدة و ليس ترسيخ سلوك الانسحاب و تحميل المسؤولية للاسر و الاباء. سادسا : ترسيخ منطق اللاتكافؤ بين المتمدرسين بين من يحضر ومن لا يحضر , و هو اجراء في غاية الخطورة . طيلة مدة طويلة ساد الاعتقاد ان النظريات المعادية للمدرسة ايفان اليتش نموذجا كانت هذه التصورات توصف انها مثل الفاكهة اللذيذة الغير التي يستلذها الفم , لكن لا قدرة له على هضمها , فربما مع قرار الوزارة الحالي فقد اصبحت ففاكهة مرة و المواطن المغلوب على امره ملزم بهضمها و يديه فوق راسو .
تعليقات الزوار ( 0 )