شارك المقال
  • تم النسخ

وزيرة خارجية إسبانيا: أمريكا لها “حرية التصرف” في تحديد موقفها من الصّحراء

تُحاول أرانشا غونزاليس لايا، وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، شراء الوقت حتى تنتهي المعركة الدبلوماسية مع المغرب، وتتراجع معها ضغوطات المعارضة ووسائل الإعلام الإيبيرية التي تحاصرها بالأسئلة “الحرجة” المتعلقة بتأجيج العلاقات الدبلوماسية بين الرباط ومدريد.

وفي ردها يومه (الثلاثاء) على أسئلة الصحافة، بشأن ما إذا كان ينبغي على الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، تغيير موقف سلفه بشأن اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء، راوغت وزيرة الخارجية الإسبانية في الإجابة، مكتفية بالقول إنها لا ترغب في “التكهن” أو “التحدث” نيابة عن ما تحدده أمريكا.

وأضافت وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، في مقابلة صحافية مع إذاعة (كادينا سير) “نحن نحترم شركائنا وحلفائنا، وسوف يكون الأمر بيد الولايات المتحدة لتقرر ما هو موقفها، وإسبانيا لا تتدخل في ذلك.

وأكدت أرانشا غونزاليس لايا، في السياق ذاته، على أن ما تصرح به إسبانيا دائمًا; وهو شيء تشاركه الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا على أنه من المهم أن نعطي للقضية دفعة للمفاوضات في الأمم المتحدة بشأن نزاع الصحراء، مردفة: “دع كل دولة تحدد مواقفها، فنحن لن نتدخل”.

من جانب آخر، طالبت المسؤولة الحكومية بـ”حرية التصرف” بشأن الوضع الدبلوماسي مع المغرب، بينما استبعدت قول أي شيء من شأنه أن يشكك في الإرادة الإسبانية لاستئناف العلاقات الثنائية بين البلدين بعد الأزمة الحادة التي تسببت فيها خارجيتها.

وفي المقابلة الصحافية ذاتها مع إذاعة “كادينا سير”، ادعت وزير الخارجية الإسبانية، أن حكومة مدريد لم تسعى إلى تأزيم العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، ولم تغذّيها ولا تريد الاستمرار في تأجيجها مستقبلا، كما يجب أن نواصل خلق “ظروف تقديرية”، وفق تعبيرها.

وجوابا على سؤال بخصوص عقد اجتماعات أو محادثات سرية من أي نوع مع نظيرها المغربي ناصر بوريطة، قالت وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية: ” لا تعليق، وأتحفظ على الإجابة”.

وفي هذا السياق، أصرت رئيسة الدبلوماسية الإسبانية على أنها لا تريد “قول أو فعل أي شيء من شأنه التشكيك في إرادة استئناف العلاقة واستئنافها مع “المحاورين المغاربة”.

ولدى سؤالها عن قرار المغرب، الذي أعلن في السادس من يونيو الجاري، أنه لن يكون هناك تنظيم لعملية “مرحبا 2021” أو ما يعرف في الأوساط الإسبانية بـ”باسو ديل إستريشو”، أشارت لايا إلى أن العالم لم يصل بعد إلى مرحلة “الحياة الطبيعية”، وأن المغرب هو الملزم بشرح اتخاذ هذا القرار.

واستطردت المسؤولة الحكومية بالقول: “على أية حال، فإن أوروبا أغلقت حدودها عمليًا مع العالم بأسره باستثناء عشرات البلدان” وأضافت: ” أظن أن المغرب لم يفعل ذلك من أجل معاقبة إسبانيا، ولكن لأننا نستأنف الحياة الطبيعية في التنقل بشكل تدريجي”.

وتتناقض تصريحات أرانشا غونزاليس لايا، مع التصريحات التي أدلت بها، الأسبوع الماضي، أمام البرلمان في ردها على أسئلة الصحافيين، والتي أكدت فيها أن موقف إسبانيا من نزاع الصحراء لم يتغير مع هذه الحكومة الائتلافية التي يقودها بيدرو سانشيز ولن يتغير في المستقبل.

وأشارت المسؤولة الحكومية ذاتها، إلى أن موقف مدريد من قضية الصحراء هو “سياسة دولة، ولهذا فهو ثابت، وهذه الحكومة لم تغيره، وبصراحة لن تغيره، لأنها ترتكز على مبادئ غير قابلة للتجزئة، مثل الدفاع عن التعددية واحترام الشرعية الدولية، وهما ركيزتا العمل الدبلوماسي”، وفق تعبيرها.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي