لطالما قدمت الجزائر نفسها على أنها حامية القضية الصحراوية، مدعيةً أنها تدافع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، لكن خلف هذا القناع، تكشف وثائق ووقائع تاريخية عن حقيقة مغايرة تماماً.
وتُشير وثائق من المكتبة الوطنية الأمريكية إلى أن دعم الجزائر لجبهة البوليساريو يتجاوز بكثير إطار الدفاع عن حقوق الإنسان، فبدلاً من ذلك، يستخدم النظام العسكري الجزائري هذه الجبهة الانفصالية كأداة في لعبة جيوسياسية معقدة، تهدف إلى تحقيق غايات بعيدة المدى.
هوية مزعومة وقوة عسكرية
وتعاني الجزائر من أزمة هوية عميقة، فبسبب تاريخها المعقد تحت حكم سلاطين مختلفين ثم الاستعمار الفرنسي، لم تتمكن من بناء هوية وطنية متماسكة، لذلك، تلجأ إلى دعم قضايا خارجية لتعزيز مكانتها الإقليمية وإلهاء الرأي العام عن مشاكلها الداخلية.
دعم القضايا الخاسرة
ودعم الجزائر للبوليساريو ليس حالة معزولة، فهي تدعم أيضاً حركات مثل حزب الله والحوثيين اليمن وإيران، جميعها حركات تواجه عزلة دولية، وهذا الدعم المتواصل لقضايا خاسرة يثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية للجزائر.
الجزائر وموريتانيا: نموذجان متناقضان
وعلى النقيض من الجزائر، تبدي موريتانيا قبولها بخطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب لحل قضية الصحراء المغربية، رغم الضغوطات الجزائرية، وهذا الاختلاف في الموقف يكشف عن ازدواجية المعايير الجزائرية، والتي ترفض أي حل سلمي لهذا النزاع.
تداعيات خطيرة
وبحسب الخبراء، فإن دعم الجزائر للبوليساريو له تداعيات خطيرة على المنطقة وعلى الجزائر نفسها، فهو يزيد من حدة التوتر، ويؤخر تحقيق السلام والاستقرار، ويوجه الموارد بعيداً عن التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتشير عدد من التقارير، إلى أن الدعم الجزائري لجبهة البوليساريو ليس نابعاً من قناعة أيديولوجية، بل هو نتيجة لحسابات سياسية ضيقة، فبدلاً من أن تكون قوة إيجابية في المنطقة، تلعب الجزائر دوراً مدمراً، وتعرقل جهود تحقيق السلام والاستقرار.
تعليقات الزوار ( 0 )