أعادت واقعة “سرقة الأضاحي” إلى الواجهة كل تلك الإستفهامات والتساؤلات المربكة حول منظومة القيم والأخلاق في المجتمع المغربي، ومدى فعالية التربية والتكوين اللذين يتلقاهما الشخص في المجتمع ككل وفي المؤسسات التعليمة والتربوية للدولة.
فبقدر ما كانت هذه الواقعة صادمة ومستفزة للمغاربة، فإنها أعادت النقاش حول البنية الأخلاقية والتربوية داخل المجتمع المغربي، حيث طرحت العديد من الأسئلة حول دلالات وأسباب الانفلات التربوي، وهل نحن بصدد انهيار منظومة الأخلاق والقيم، وعلى من تقع مسؤولية هذه الوضعية، هل على المجتمع، أم الدولة أم كليهما.
خلل في فهم الدين
ويقول الكثيرون إن المشهد يوحي بخلل كبير أصاب المعتقد الإيماني لدى المواطن المغربي، ليفرز ممارسات تبعت على نفاق ورياء، فما وقع يمكن تصنيفه في خانة ما جرى قبل بضع شهور حين خرقت جماعات تتبنى الخطابات الدينية قرار الحجر الصحي، اعتقادا منها أن طلبات الرحمة من السماء ولو في ظل تجمعات بشرية حاشدة ستحميها من تداعيات الوباء.
من جهة ثانية يُعتقد أن من بين مكامن الخلل في فهم الدين، هو الاعتقادات التي ترسخت حيث صار عيد الأضحى بمثابة قهر لبعض اللأسر، بحيث أنه لا يمكن أن تجد مسلما بالمغرب بدون أضحية عيد، وإن كان لا يتوفر فيه شرط الاستطاعة ، بل يضطره الأمر لتكليف نفسه لكي يشتري أضحية العيد، وهذه السٌّنة بدورها ليست خالصة لله ولا اتباع سنة نبيه، وإنما فقط لإسعاد الأطفال أو تجنب نظرة المجتمع.
ضغوط نفسية
وذهب آخرون لاعتبار أن “الضغوط النفسية” التي عاشها المواطنين طيلة الشهور الأربعة الأخيرة بسبب جائحة كورونا كانت من بين الدوافع التي أدت إلى ارتكاب عملية السرقة الجماعية للأضاحي في سوق “أزماط بالدار البيضاء”، حيث أن الحالة النفسية وقلة الإمكانيات المادية للمواطنين الذين تضرروا من تداعيات جائحة كورونا، إضافة إلى الارتباك الذي سبق العيد، بعد عزل ثمانية مدن، أثقل الضغط النفسي على المواطنين، وهو ما أدى إلى الفوضى والسرقة.
رفع الأسعار
وهناك من حمّل المسؤولية لـ”الكسابة” أو “الشناقة”، بسبب رفع أسعار الأضاحي الذي حصل جرّاء الارتباك على مستوى توفير العرض من الأضاحي في السوق، بعد أن عجز البائعون عن التنقل بسلاسة، ما جعل الطلب يفوق العرض، ومن ثم ارتفعت الأسعار بشكل صاروخي حسب تعبير البعض، رغم أن ذلك لا يشفع لهم أو يجيز أعمال النهب والسرقة.
إلغاء العيد
ويرى البعض أنه كان من الأفضل إعلان إلغاء عيد الأضحى هذه السنة طالما أن الظروف غير مناسبة لإقامته، وهو الأمر الذي كان سيجنب الكثير من المصائب الاجتماعية، ومنها ارتفاع عدد المصابين يوميا بفيروس كورونا، وحوادث السير التي شهدتها، وارتفاع ثمن الكبش في آخر يومين قبل العيد.
تعليقات الزوار ( 0 )