أصدرت ست نقابات تعليمية بفاس بلاغا نددت من خلاله بما وصفته ب “الإهانة” التي تعرض لها أحد نساء ورجال التعليم من طرف المدير الإقليمي أثناء قيامه بمهمة الحراسة خلال امتحانات البكالوريا بالثانوية التقنية بفاس، وهو البلاغ الذي خلف موجة من الغضب وسط فاعلين تربويين ونقابيين على منصات التواصل الاجتماعي.
وقالت النقابات في بلاغها، الذي تتوفر جريدة “بناصا” على نسخة منه، إن المدير الإقليمي اقتحم قاعة الامتحان “دون إخبار رئيس المركز مما خلق نوعا من الفوضى لدى الجميع سواء المترشحين والمترشحات والسادة المكلفين بالمراقبة أو المكلفين بتدبير المركز ولم يبق الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلى إهانة واستفزاز أحد المكلفين بالمراقبة لا لشيء سوى أن المراقب لم يقف إجلالا وتعظيما عند دخول السيد المدير الإقليمي لإحدى القاعات”، بحسب البلاغ.
وتعليقا على ذلك، قال المدير الإقليمي بفاس إن المديرية لم ترغب في إصدار أي رد كتابي حول هذا الأمر “لأنها تقدر المرحلة الانتخابية المتمثلة في انتخابات اللجان الثنائية وأنه لا داعي لجر الحبل مع النقابات”، مشيرا في تصريح لجريدة “بناصا” إلى أن “كل تركيز المديرية كباقي مديريات المملكة منصب على الامتحان”.
وفيما اعتبر أن “كل ما ورد في بلاغ النقابات خاطئ”، أوضح أن زيارته لمركز الامتحان سالف الذكر كانت “وفق لجنة إقليمية تضم رؤساء مصالح وأطر أخرى مكلفة بمراقبة الغش”، مضيفا أنه يتوفر على صور ومقطع فيديو يوثقان لعملية دخوله إلى المركز وقاعة الامتحان.
وعن دخوله إلى قاعة الامتحان دون إخبار رئيس المركز بذلك كما جاء في بلاغ النقابات، قال متحدث “بناصا”: “لا يمكن لي دخول المركز دون أن يكون معي رئيس المركز لأنه هو صاحب السلطة الأولى داخل المركز وسلطته ربما أكبر من سلطة المدير الإقليمي”، مشيرا إلى أن جميع أعضاء اللجنة الإقليمية كانوا يحملون بطاقات تعريفية (بادجات) عند دخولهم إلى مركز الامتحان.
وتابع موضحا: “طلبت من رئيس المركز زيارة القاعات وكان حاضرا معي ودخل معي إلى قاعة الامتحان وفي الوقت الذي دخلت إلى القاعة بعد أن سبقتني إليها اللجنة الإقليمية وجدت الأستاذ جالسا على مقربة من باب القاعة “وطالق رجليه” وقام بعرقلة دخولي (عكلني) إلى القاعة لأن طريقة جلوسه كانت معرقلة لعملتي الولوج والخروج من القاعة”، بسحب تعبيره.
وأبدى المسؤول التعليمي ذاته عدم موافقته على جلوس الأستاذ أثناء القيام بمهمة المراقبة، معبرا عن ذلك بالقول: “الأستاذ كمراقب لا يجب أن يكون جالسا وعدم وقوفه لأداء هذه المهمة يعني أنه لا يرصد المترشحين الذين يقومون بمحاولات غش وأولئك الذين يشتغلون بشكل عادي”.
وكشف أنه حينما دعا الأستاذ إلى الوقوف لمباشرة مهمته كان جوابه هو أنه يتلقى الأوامر من طرف رئيس المركز، قبل أن يتدخل هذا الأخير لتقديم المدير الإقليمي إلى الأستاذ الذي قال بالحرف: “ودابا مني المدير الإقليمي أنا غا نوقف ليه”، ليرد المدير الإقليمي على كلامه قائلا: “ما توقفش لي أنا وقف دير خدمتك شكون أنا لي غا توقف لي”، ما دفع بالأستاذ إلى الجلوس مجددا “بواحد القوة” معللا ذلك بأنه يشتغل وهو جالس.
وبناء على ذلك، طلب المدير من رئيس المركز بعد مغادرة القاعة تعويض الأستاذ بأحد أساتذة الاحتياط بمبرر أنه بدا له في حالة غير طبيعية وموافاته بتقرير في الواقعة، ليتوصل المدير الإقليمي بعد ذلك بأخبار مفادها أن “رئيس المركز المحسوب على إحدى النقابات هو الذي قام بالتحريض وتأجيج الوضع لأنه هو الذي أطلع الأستاذ على تفاصيل ما دار بينهما بعد الخروج من قاعة الامتحان”.
وفيما إذا كانت لدى رئيس المركز أي مصلحة انتخابية في “الانقلاب” على المدير الإقليمي، قال إنه غير قادر على تنفيذ ذلك أو تأكيده “ولكن السؤال الذي أطرحه هو ما هي مصلحة رئيس المركز المحسوب على الإدارة؟”
وشهدت الثانوية التقنية خلال اليوم الموالي وقفة تضامنية مع الأستاذ بحضور النقابات، قبل أن تصدر هذه الأخيرة بيانا حول الموضوع دفع بالمديرية إلى الاتصال بها لتخبرها بأنها توصلت بمعطيات مغلوطة “والمدير الإقليمي لا يمكن له إهانة الأستاذ الذي يراهن عليه لإنجاح هذه المحطة ولا فائدة له من وراء ذلك وليست له أي مصلحة في أن يطلب من الأستاذ الوقوف له إجلالا”، بحسب قوله.
وردا على ما إذا كانت المديرية ستتخذ أي إجراء في حق الأستاذ، قال المدير الإقليمي: “من المحتمل ذلك بعد الانتهاء من مرحلة تقييم أداء رؤساء مراكز الامتحان”.
ولم يستبعد المسؤول ذاته أن يكون العمل غير المسبوق الذي قامت به المديرية على مستوى محاربة ظاهرة الغش أثار بعض الحساسية، مشيرا إلى أن المديرية سجلت 790 حالة غش خلال الامتحانين الجهوي والوطني وهو “رقم غير مسبوق”، بحسب وصفه.
تعليقات الزوار ( 0 )