على الرغم من أسابيع من التعثر والانتكاسات، تعمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي لم يتبق لها سوى أربعة أشهر على تكثيف جهودها الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة مع إبداء تفاؤلها في العلن.
ولا شك أن تحقيق اختراق في المحادثات سيمثل دفعة كبيرة لحظوظ المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس في السباق إلى البيت الأبيض.
ويرى خبراء على أي حال أن واشنطن ليس لديها من خيار سوى الاستمرار في المحاولة.
ومنذ إعلان إسرائيل في الأول من سبتمبر استعادة ستة رهائن قالت إن حماس قتلتهم في جنوب غزة، أحدهم يحمل الجنسية الأمريكية، شددت إدارة بايدن على ضرورة التوصل إلى هدنة، حتى مع إصرار بنيامين نتانياهو على عدم تقديم أي تنازلات على الرغم من الاحتجاجات الجماهيرية من الإسرائيليين الذين يؤيدون التوصل إلى اتفاق.
وحض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس كلا من إسرائيل وحركة حماس على إبرام اتفاق قال مسؤولون أميركيون إنّه أنجز بنسبة 90%.
وأكد “من واجب الطرفين التوصل لاتفاق بشأن القضايا العالقة”.
وأقر الوزير الأمريكي بأنه لحين الحصول على موافقة نهائية من كلا الجانبين، فإن الاتفاق الذي يتم التفاوض عليه لوضع حد لأحد عشر شهرا من إراقة الدماء قد ينهار في أي لحظة.
وقال إن كل يوم قد يجلب “حدثا فاصلا يتسبب ببساطة بإبطاء الأمور ويخاطر بإفشالها نظرا لحساسية الوضع”.
عرض الرئيس الأميركي في 31 ماي خطة لوقف القتال لستة أسابيع في المرحلة الأولى وتتضمن إطلاق سراح عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنون والجرحى مقابل “إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين” لدى إسرائيل.
وتعثرت المحادثات للتوصل إلى هدنة في الأسابيع الماضية بسبب خلافات أبرزها الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر المعروف باسم “محور فيلادلفيا” الذي يصرّ رئيس وزراء إسرائيل نتانياهو على إبقاء قوات إسرائيلية فيه، في حين تتمسك حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.
وسعت الولايات المتحدة، بالتعاون مع الوسيطين القطري والمصري، في الأسابيع الأخيرة إلى العمل على جسر الفجوات المتبقية.
ويبحث الوسطاء الأمريكيون عن صيغة تحدد أين ومتى تنسحب القوات الإسرائيلية، حيث يتحدث الاتفاق عن الانسحاب من المناطق “المكتظة بالسكان”؛ ولكنهم بحاجة أيضا إلى تهدئة غضب مصر، أول دولة عربية وقعت اتفاق سلام مع إسرائيل.
تعليقات الزوار ( 0 )