Share
  • Link copied

هل يساعد جهاز الكشف عن كورونا “السريع جدّاً” المغرب على إحياء الاقتصاد؟

سخرت السلطات المغربية، منذ بدء تفشي كورونا، مجموعة من الموارد لعدد من المؤسسات والمراكز البحثية من أجل الاشتغال على اختراعات ووسائل من شأنها المساعدة على تجاوز الأزمة، وهو ما نجحت فيه بعض الجهات التي صنعت جهازاً للتنفس الاصطناعي، وأسرة للإنعاش، إلى جانب أطقم للكشف السريع عن الفيروس التاجي.

وفي هذا السياق، خرج جهاز الكشف السريع جداً، الذي اخترعه فريق متخصص تابع للمؤسسة المغربية للعلوم المتقدمة والابتكار، في شتنبر الماضي، صادق عليه معهد معتمد في البلاد لاحقاً، إلى الأسواق، وبات متاحاً للمؤسسات العمومية والخاصة وللمطارات والمستشفيات والمعاهد، الأمر الذي جعل مراقبين يتحدثون عن كونه أحد الوسائل التي من شأنها تسريع وتيرة النشاط الاقتصادي.

ويعتمد الجهاز صغير الحجم، والذي يمكن حمله باليد، على تكنولوجيا الكشف بالأشعة تحت الحمراء، وعلى نماذج الذكاء الاصطناعي المدمجة، وسبق استعماله في مناطق أخرى في العالم للكشف عن فيروس زيكا، حيث تصل نسبة نجاعته إلى حوالي 94 في المائة، ولا تتعدى مدة تحديده إصابة الشخص من عدمها 20 ثانيةً.

وحول هذا الأمر، قال منير وطاسن، مدير تطوير الأعمال والتقييم في مركز الأجهزة الذكية والإلكترونيات الدقيقة، إن “فكرة المشروع جاءت في إطار مجموعة من المشاريع التي أعطت انطلاقتها المؤسسة المغربية وإدارتها التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات، والهدف منها هو تطوير مجموعة من الحلول”.

وأضاف وطاسن في تصريح متلفزٍ، أنه “عبر الاطلاع على بعض المقالات العلمية، وخاصة تلك الصادرة عن بعض المختبرات بدولة البرازيل، اكتشفنا أن هذه التقنيات استعملت للكشف عن داء زيكا، وبالتالي فأطقم وأطر المؤسسة قامت بالتفكير في استعمال هذه التقنية من أجل الكشف عن داء كورونا”.

ومر تصنيع الجهاز، وفق المتحدث، عبر ثلاث مراحل، “الأولى بدعم من المستشفى العسكري بالرباط ومعهد باستور بالدار البيضاء، عبر توفير حوالي 1000 عينة سلبية وإيجابية من داء كورونا، وهي المرحلة التي مكنتنا من تطوير البرمجيات الأولى من الذكاء الاصطناعي ومكنتنا من التأكد من فعالية ونجاعة هذه التقنية فيما يخص كورونا”.

والمرحلة الثانية، يتابع وطاسن، “كانت عبر صناعة النسخة الأولى التي تم وضعها لمرحلة التقييم من طرف مختبر الدرك الملكي حسب معايير دولية، مكنتنا من مقارنة النتائج فيما يخص خاصية PCR، مع الجهاز، أما المرحلة الثالثة فهي وضع ملف تقني للسلطات الصحية في وزارة الصحة من أجل المصادقة على الجهاز”.

ونبه الخبير، إلى الجهاز في مرحلته الأولى يعتمد على الكشف عن فيروس كورونا عبر البلعوم الأنفي، وهو يتطلب أشخاص تتوفر فيهم شروط الكفاءة ومكونين لأخذ هذه العينة، الأمر الذي يجعله مخصصا للمؤسسات دون الأشخاص الذاتيين، من أجل مواكبة استئناف الأنشطة الاقتصادية، مشيراً إلى أن المهندسيين سيحاولون العمل على طريقة أخرى تعتمد على اللعاب ليكون الجهاز متاحاً للجميع.

ومن جهته أوضح وديع السعيدي، المسؤول عن الهندسة في المركز نفسه، ، أن الجهاز المخترع، يعتمد على “تقنية التحليل الطيفي للعينة من البلعوم الأنفي، وهي نفس العينة المستعملة في فحوصات PCR المعتمدة في العالم، يتم تهييجها من طرف هذا الجهاز بأشعة تحت الحمراء ويتم استخراج طيف هذه العينة، الذي يُحلّل ببرمديات للذكاء الاصطناعي المطور في المؤسسة”.

وأردف السعيدي في تصريح تلفزيوني، أن “الجهاز صمم أصلا لاستعماله للكشف السريع بنطاق واسع لفيروس كورونا، ويمكن استعماله من أجل التمكن من الانفتاح الاقتصادي في القريب، وأيضا في المطارات، حيث سيتيح فرز عينات الأشخاص السلبيين بطريقة سريعة، والأشخاص المشكوك فيهم يمكن إحالتهم على التقنيات المعيارية الأخرى مثل PCR”.

وفي سياق متّصل، أطلقت المقاولة المغربية المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية “جيغالاب”، الخميس، وحدة صناعية لإنتاج اختبارات كورونا “صنع في المغرب”، حيث قال المدير العام للمؤسسة، كريم زاهر، إن الخطوة من شأنها أن “تمكن من تصنيع اختبار PCR واحد واختبارين سريعين بطاقة إنتاجية تبلغ مليوني وحدة في الشهر لكل اختبار”.

وأضاف زاهر، في ندوة صحفية، أن اختبار الكشف السريع يمكن أن يجريه أي مواطن لنفسه دون الحاجة لأي تكوين مهني، مستشهدا بعدد من البلدان التي خطت هذه الخطوة مثل فرنسا وكوريا الجنوبية واليابان وألمانيا، وهو دول وفرت اختبار اللعاب السريع في الصيدليات من أجل تسهيل الفحص وتحديد الحالات المشتبه في إصابتها.

جدير بالذكر أن الحكومة، شرعت بداية شهر يونيو الجاري، في تخفيف القيود المفروضة لمواجهة تفشي جائحة كورونا، وسط استقرار في وتيرة انتشار الفيروس التاجي، بعدما قررت السماح لقاعات الأفراح والحفلات وقاعات السينما بالعودة إلى الاشتغال، إلى جانب رفع النسبة المسموح بها في وسائل النقل إلى 75 في المائة، والترخيص للتجمعات في حدود 50 شخصا بالأماكن المغلقة، و100 في المفتوحة.

Share
  • Link copied
المقال التالي