واصلت الإصابات اليومية بفيروس كورونا المستجد الارتفاع في المغرب، حيث بلغت في آخر نشرة وبائية صادرة عن وزارة الصحة 951 حالة، وذلك لأول مرة منذ شهور، الأمر الذي بات ينذر بعودة الحكومة لتشديد الإجراءات، خصوصاً مع اقتراب عيد الأضحى، المناسبة المعروفة بالتجمعات التي من شأنها مفاقمة الوضع الوبائي.
ولم يخف رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، قلقه من الوضعية الوبائية الحالية، بعدما عرف الأسبوعان الأخيريان ارتفاعاً ملحوظا في عدّاد الإصابات الذي بات يقترب أكثر من حاجز الألف حالة يوميا، حيث قال إن الظرفية الراهنة “باتت تدعو إلى القلق”، بعد أن تضاعفت الإصابات الجديدة، وزادت الحرجة، مطالباً بمزيد من الحيطة والحذر.
ومن جانبه، لم يستبعد خالد أيت الطالب، وزير الصحة، العودة إلى تشديد القيود الاحترازية في حال استمرت الإصابات الجديدة بالفيروس التاجي في الارتفاع، محذّراً في السياق نفسه من “التهاون في مواجهة الوضعية الوبائية الراهنة”، وداعياً إلى ضرورة “الالتزام بالإجراءات الوقائية” المفروضة على رأسها الكمامة والتباعد الاجتماعي.
وأعاد الوضع الراهن، احتمالية تأجيل الانتخابات المقبلة، خصوصاً في حال قررت الحكومة العودة إلى تشديد القيود ومنع التجمعات، الأمر الذي قد يهدّد إقامة الاستحقاقات القادمة المعروفة بالتجمعات الكبيرة التي يقوم بها المرشحون خلال محاولتهم إقناع بعض المصوتين المحتملين بالذهاب إلى الصناديق، أو إحضارهم عبر السيارات إلى مركز التصويت.
ومن المتوقع أن تعرف الانتخابات المقبلة، مشاركة جيدة نسبياً للناخبين، قد تزيد، وفق محللين سياسيين، عن الــ 50 في المائة، بالنظر إلى أنها ستجمع بين الجماعية والجهوية والوطنية، الأمر يعني حوالي 8 ملايين مواطن، وهو عدد كبير يمكن أن يتسبب في انفجار وبائي، خصوصاً في ظل أن عدداً من الأشخاص الذين تلقوا جرعات التلقيح، حملوا العدوى.
وفي الوقت الذي يخشى العديد من النشطاء، من إمكانية تسبب إجراء الانتخابات، في حال استمر الوضع الوبائي في التدهور خلال شهر شتنبر المقبل، في كارثة قد تتجاوز في تداعياتها، تلك التي نجمعت عن عيد الأضحى السنة الماضية، يتخوف فاعلون سياسيون من أي قرار يقضي بتأجيل الاستحقاقات، وربما إلغاؤها.
وأفادت مصادر لجريدة “بناصا”، أن هناك سياسيين يخشون من أن تكون الظرفية الوبائية الحالية، والإلغاء المحتمل للانتخابات، سبباً في لجوء الدولة إلى حكومة تكنوقراطيين لتحل محل الحكومة الحالية التي يقودها حزب العدالة والتنمية، وهو الأمر الذي من شأنه، حسبهم، أن يعيد البلاد سنوات إلى الوراء بعد أن كانت قد خطت خطوات مهمة في مجال الديمقراطية.
وأوضحت المصادر نفسها، أن هذه الهواجس، كانت قد خفتت بعد تأكيد وزارة الداخلية في السنة الماضية بأن الانتخابات ستجرى في موعدها، غير أن الارتفاع الكبير في عدد الإصابات بفيروس كورونا، على بعد شهرين فقط على الاستحقاقات، والتهديد الحكومي بتشديد الإجراءات الاحترازية أعاد هذه المخاوف مرّةً ثانية.
يشار إلى أن وزارة الصحة، سجلت أمس الخميس، 951 إصابة جديدة، ليرتفع إجمالي الحالات المسجلة منذ دخول الوباء للمغرب، إلى 519139، ليصل إجمالي الحالات النشطة التي تتابع علاجها في المنازل والمستشفيات لـ 5491، ويرتفع عدد الحالات الحرجة التي ترقد في غرف الإنعاش والعناية المركز إلى 242.
تعليقات الزوار ( 0 )