في ظل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تشهد مدينتا سبتة ومليلية، المحتلتين من قبل إسبانيا، حالة من القلق المتصاعد بسبب مخاوف من دعم إدارة ترامب لموقف المغرب بشأن هاتين المدينتين.
وتأتي هذه المخاوف بعد أن اعترفت الإدارة الأمريكية السابقة بزعامة ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية المغربية في عام 2020، ووعدت بفتح قنصلية أمريكية في المنطقة.
وفي يوليو 2018، خلال قمة حلف الناتو، التقى دونالد ترامب مع المسؤولين الإسبان، بما في ذلك وزيرة الدفاع مارغاريتا روبلز ورئيس الوزراء بيدرو سانشيز. وفي ذلك الوقت، كانت العلاقات بين الولايات المتحدة والمغرب تشهد تطورًا ملحوظًا، خاصة في مجال التعاون العسكري والأمني.
ومع عودة ترامب إلى السلطة في عام 2025، يبدو أن المغرب يعول على استمرار الدعم الأمريكي لمواقفه الإقليمية، فقد أعرب المغرب عن أمله في أن تفي إدارة ترامب بوعودها السابقة، بما في ذلك فتح قنصلية أمريكية في الصحراء، وهو ما يعتبر خطوة دبلوماسية مهمة تؤكد الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على المنطقة.
مخاوف إسبانية من “مسيرة خضراء” جديدة
ووفقًا لتقارير صحيفة “الإسبانيول” الإسبانية، فإن هناك مخاوف جدية في أوساط السياسيين والإعلام الإسباني من أن تدعم إدارة ترامب مبادرة مغربية جديدة تشبه “المسيرة الخضراء” التي قام بها المغرب في عام 1975 لاستعادة الصحراء. وهذه المرة، قد تكون سبتة ومليلية هدفًا محتملًا لمثل هذه المبادرة.
وقد زادت هذه المخاوف بعد أن كشف وزير الدفاع الإسباني السابق، فريديريكو تريلو، عن تفاصيل جديدة حول مشاركة الولايات المتحدة في النزاع حول جزيرة ليلى (بريجيل) في عام 2002، مما أظهر أن واشنطن كانت على استعداد لدعم المغرب في نزاعاته الإقليمية مع إسبانيا.
وبحسب الصحيفة، فإنه إذا قررت إدارة ترامب دعم المغرب في قضية سبتة ومليلية، فقد يؤدي ذلك إلى تصعيد كبير في التوترات بين المغرب وإسبانيا. فإسبانيا تعتبر هاتين المدينتين جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، في حين يطالب المغرب باستعادتهما منذ عقود.
ومن ناحية أخرى، فإن التعاون العسكري المتزايد بين المغرب والولايات المتحدة يثير قلقًا إضافيًا في مدريد، حيث يرى بعض المحللين أن هذا التعاون قد يشجع المغرب على اتخاذ خطوات جريئة في قضية سبتة ومليلية.
ردود الفعل الإسبانية
وفي إسبانيا، تتصاعد الدعوات لتعزيز الوجود العسكري في سبتة ومليلية، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة لتجنب أي دعم أمريكي محتمل للمغرب في هذه القضية. كما طالب بعض السياسيين الإسبان بضرورة إعادة النظر في العلاقات مع المغرب، خاصة في ظل التوترات المتزايدة بين البلدين.
وفي ظل عودة ترامب إلى البيت الأبيض، تظل قضية سبتة ومليلية نقطة اشتعال محتملة في العلاقات المغربية-الإسبانية، حيث يعول المغرب على دعم أمريكي لتعزيز مواقفه الإقليمية، بينما تتوجس إسبانيا من هذا التقارب بين البلدين.
تعليقات الزوار ( 0 )