شهد المغرب، خلال الأيام الأخيرة، انخافاضاً نسبيا في عدد الإصابات بفيروس كورونا، فبعد أن كانت المحصلة قد وصلت لأزيد من 6 آلاف يوميا، عادت لتنخفض، وتصل قبل يومين لـ 2587، غير أن اللافت في الأمر، أن هذا التراجع، قابله تراجعٌ في عدد الاختبارات اليومية للكشف عن “كوفيد19″.
وقامت مختبرات ومستشفيات المملكة يوم الخميس الماضي، بإجراء 22490 اختباراً، جاءت 4559 نتيجة منه إيحابية، قبل أن تنخفض الاختبارات الجمعة، لـ 20190؛ بينها 4706 إصابة مؤكدة، لتعود من جديد، وترتفع يوم السبت، لـ 22954؛ بينها 4702 إصابة، لتنخفض مرةً أخرى يوم الأحد، لـ 20198، وتُسجل من بينها 3979 إصابة.
ووصلت الاختبارات، الإثنين، لأدنى مراتبها منذ عدة أشهر، حين اقتنى المغرب أجهزة اللازمة، بعدما أجرت مستشفيات ومختبرات ومصحات المملكة، 17566 تحليلة في اليوم، كانت من بينها 2587 إصابة مؤكدة، وهو أقل معدل يومي للإصابات منذ أشهر، غير أن انخفاض عدد الاختبارات، جعل المغاربة، ينظرون للأمر بعين الريبة.
وعادت الاختبارات للارتفاع قليلا في اليومين الماضيين، حيث وصلت في الثلاثاء، لـ 1907؛ منها 3999 إصابة مؤكدة، لتناهز يوم أمس الأربعاء، الـ 21 آلفاً، غير أنه، وبالرغم من ذلك، ما تزال بعيدةً عن العدد الذي كانت تدريه مستشفيات ومصحات ومختبرات المملكة، قبل شهور، والذي كان يتجاوز أحياناً الـ 25 ألف.
وأثار هذا الانخفاض الكبير في عدد الاختبارات اليومية، الشكوك بشأن اعتماد الوزارة، إستراتيجية تقليل عدد الاختبارات اليومية، من أجل تراجع أعداد الإصابات المسجلة، سيما وأن الأمر، أتى أكله مباشرةً بعد نزول عدد التحليلات اليومية عن الـ 18 ألفاً، وهو ما يثير قلق شريحةٍ واسعةٍ من المواطنين، الذين يعانون أعراض المرض، باعتبار أن القرار، سيؤثر على مدةِ انتظارهم للحصول على النتائج.
وكانت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، قد اتهمت عدداً من الجهات، وعلى رأسها جهة فاس مكناس، بتخفيض التحاليل التي تجرى لمرضى كورونا، من أجل إظهار أن الوضع الوبائي بها تحت السيطرة، وهو ما يُفسر، حسبها، تراجع عدد الإصابات اليومية منذ فترة بالجهة التي كانت تتصدر قائمة المناطق الموبوءة قبل شهور.
وسبق لمجموعة من النشطاء أن شككوا في أن هناك إستراتيجيةً لتخفيض عدد التحليلات اليومية في عدد من الجهات بالمملكة، من بينها الشرق، التي بات إجراء المواطن للاختبار، يُحتم عليه الانتظار لحوالي أسبوعين قبل أن يعرف النتيجة، وهو ما جعلهم يرجحون، تحديد سقف للعينات التي يتم فحصها يومياً، بغيةَ إبقاء عدد الإصابات تحت السيطرة.
وبالرغم من الوعود التي كانت قد أطلقتها الوزارة قبل فترة، بشأن رفع عدد الاختبارت اليومية، خصوصا في الدار البيضاء، التي تعرف وضعاً وبائيا خطيراً لتصل 10 آلاف، إلا أن عددها بالعاصمة الاقتصادية للمغرب، ما يزال لا يتجاوز 6 آلاف، في وقت تراجعت فيها وطنيا لتقل عن الـ 18 ألفاً.
وطالب مجموعة من الفاعلين الصحيين، في وقت سابقٍ، الوزارة، برفع عدد الاختبارات اليومية، وتسريع التعامل معها، من أجل الحد من تفشي الفيروس التاجي، والمساهمة في التكفل المبكر بالإصابات الجديدة، بغيةَ تخفيض عدد الوفيات، التي باتت تعد بالعشرات يومياً، إلا أن وزارة أيت الطالب، سارت في الاتجاه المعاكس.
يشار إلى أن وزير الصحة، كان قد كشف، مؤخرا، أمام مجلس النواب، بأن المصالح الصحية في الأقاليم والجهات، تخلت، عن التحاليل الاستباقية، والتحاليل التي تجرى للمخالطين، مبرراً الأمر، بأنه يأتي بغيةَ تخفيف الضغط على المستشفيات.
تعليقات الزوار ( 0 )