بالرغم من مرور حوالي 4 أشهر على انتقال إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إلى مستشفى لوغرونيو بسرقسطة الإسبانية، من أجل تلقي العلاج بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد، إلا أن الطريقة التي اكتشفت بها الاستخبارات المغربية الأمر، ما تزال تثير العديد من التساءلات في مجموعة من التقارير الإعلامية الدولية.
وكانت مجموعة من التقارير الإعلامية الدولية، قد أكدت أن الاستخبارات المغربية اكتشفت توجه غالي إلى إسبانيا، مباشرة بعد ركوبه في الطائرة الرئاسية الجزائرية، لينتج عن ذلك أزمة حادة في العلاقات بين المملكتين، مع تأكيد الرباط على أن الازدواجية وغياب الوضوح، لن يجعل الشراكة بين البلدين تتستمر، وقطعت علاقاتها بشكل شبه كامل مع مدريد.
وقالت “لاراثون“، في تقرير حديث لها، إن الرحلة السرية لرئيس جبهة البوليساريو، إلى إسبانيا، تم اكتشافها بفضل برنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس، كما تم تقب وصول سالم لبصير لمستشفى لوغرونيو لمرافقة “زعيم الرابوني”، عبر الطائرة نفسها، منبهةً إلى أن المغرب سبق له، أن نفى بشكل قاطع، استعمال هذه التقنية.
وأوضحت الجريدة، أنه لحدود الآن، لم يتم الكشف عن الطريقة التي تم بها تعقب غالي، والتأكد من أنه نقل على متن طائرة حكومية جزائرية، إلى مطار سرقسطة، ونقله لمستشفى سان بيدرو دي لوغرونيو، مردفةً أن عدداً من التقارير تنسب الأمر إلى تقنية “بيغاسوس”، الإسرائيلية، وهو البرنامج الذي سبق للشركة نفسها، أن نفت استهداف أرقام كبار المسؤولين
وتابعت أن مجلة “جون أفريك”، كشفت عن خبر وصول غالي إلى إسبانيا، وتسجيله بهوية مزورة، الأمر الذي تبعه نفي رسمي من قبل مسؤولي جبهة البوليساريو، الذين قالوا إنه يتواجد بمستشفى في العاصمة الجزائرية، قبل أن يتم تأكيد الأمر لاحقاً، لتدخل العلاقات الدبلوماسية بين مدريد والرباط، في أزمة ما تزال مستمرة إلى غاية الآن.
واسترسلت “لاراثون”، أن الاستخبارات المغربية، عملت على استهداف جميع شركات الهاتف الجزائرية، وأرقام العديد من هواتف مسؤولي البوليساريو، عبر برنامج التجسس “بيغاسوس”، مسترسلةً أن المغرب، وضع الجميع تحت المجهر، حيث قام، وفقها، بالتنصت شمل العديد من المسؤولين ورؤساء الأقسام وممثلي المجتمع المدني بتندوف، إلى جانب جهاز الأمن والتوثيق في الجبهة.
وزادت، أنه البرنامج، مكن من اكتشاف رحلة غالي من الجزائر إلى إسبانيا، كما تم تعقب تحرك لبصير إلى المستشفى من أجل مرافقته، مختتمةً أن المعلومات المكتشفة تم نسبها إلى المديرية العامة للدراسات والتوثيق، التي يقودها ياسين المنصوري، إلا أنه، وفق “لاراثون”، فإن التقرير التي تحدثت عن استعمال تقنية “بيغاسوس”، قد تكون صحيحة، حسبها.
وفي سياق ذي صلة، سبق للمغرب أن نفى بشكل قاطع استعماله البرنامج الإسرائيلي المذكور، من أجل استهداف الصحافيين أو مسؤولي البلدان المجاورة، متوجها إلى القضاء في فرنسا وإسبانيا وألمانيا، من أجل مقاضاة الجهات التي قامت بترويج هذه “الاتهامات”، التي لم يمكنوا، إلى حدود الآن، من تأكيدها عبر تقديم أدلة على ذلك.
هذا، وكانت المهلة التي منحتها المحكمة الفرنسية، للمواقع الإعلامية والمنظمات التي اتهمت المغرب بالتجسس على هواتف مسؤولين سامين في باريس، وإسبانيا والجزائر، من أجل تقديم الأدلة التي من شأنها تأكيد قيام المغرب بذلك، قد انقضت، دون الإدلاء بأي وثيقة في هذا السياق، الأمر الذي اعتبره العديد من المتابعين، تأكيداً على زيف الشائعات المغرضة التي استهدفت المملكة.
ومن جهتها أيضا، نفت شركة “NSO” الإسرائيلية، المطورة لبرنامج التجسس “بيغاسوس”، استعمال التقنية من أجل التجسس على مجموعة من المسؤولين في عدد من البلدان المغاربية، من بينهم الملك محمد السادس، حيث قال شاليف حوليو، مدير الشركة إن الأخيرة قامت بالتأكد من حقيقة استهداف الأرقام المذكورة، ليتبين لها أن الأمر غير صحيح.
تعليقات الزوار ( 0 )