شارك المقال
  • تم النسخ

هل أصبح الشعب متراخيا في الالتزام بالتدابير الوقائية من فيروس “كورونا”؟

أعلنت السلطات المغربية، خلال اليوم الثالث من شهر مارس السنة الماضية، عن تسجيل أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا، لمواطن مغربي مقيم بإطاليا، بعدما تم التأكد من الإصابة بمعهد باستور المغرب، حيث تم وضعه بوحدة للعزل بمستشفى مولاي يوسف بالدار البيضاء، لتنطلق في حينها مخاوف المغاربة من انتشار الفيروس، وتبدأ الاجراءات الاحترازية لمنع كل التظاهرات التي من شأنها أن تكون مركزا لانتشار الفيروس، وتعليق الرحلات من وإلى الصين.

شكل اعلان أولى الإصابات بالفيروس، صدمة قوية للمغاربة الذين يترقبون الإجراءات التي ستقوم بها السلطات لمنع انتشار الفيروس، لتليها بعدها حملة من الحكومة من أجل تهدئة الأوضاع، حيث دعا رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، المغاربة إلى التحلي “بالهدوء وتجنب مشاعر الخوف والهلع والارتباك وأن يستمروا في العمل الاعتيادي، وتنقلاتهم الاعتيادية دون تغيير، ما لم تصدر أوامر غير ذلك من السلطات المختصة”.

وبعد وصول عدد حالات الاصابة بالفيروس الى 62 حالة، أعلنت السلطات المغربية عن حالة الطوارئ الصحية، تقضي ‘’ وتقييد الحركة في البلاد ابتداء من يوم الجمعة 20 مارس 2020 على الساعة السادسة مساء لأجل غير مسمى، كوسيلة لا محيد عنها لإبقاء هذا الفيروس تحت السيطرة’’

وشكل بلاغ وزارة الداخلية، مرحلة جديدة في التعامل مع انتشار فيروس كورونا، حيث انطلقت الحملات الأمنية في كل أرجاء البلاد، ووضعت حواجز أمنية بمداخل المدن، وفرض رخص للتنقل بالنسبة للأشخاص الذين يشتغلون في قطاعات لم يشملها التوقيف، بالإضافة التعقيم المدن وعدد من الأحياء التي سجلت إصابات عدة، مع إطلاق حملات واعلانات على التلفزيون الرسمي، ومنصات التواصل الاجتماعي، تطالب المواطنين بالالتزام بتدابير الحجر الصحي، إلى حين انخفاض عدد الحالات المسجلة.

إجراءات دفعت المغاربة إلى التهافت على شراء المواد الغذائية بشكل كبيرة، إضافة الى مواد التعقيم التي كانت في ذلك الحين، مادة نادرة، حيث أصبحت المعقمات ومواد التنظيف من الأشياء الضرورية في ‘’مشتريات’’ العائلات المغربية، وأصبح الكل خائفا من انتشار الفيروس مع التعقيم لكل المواد الغذائية وكل ما تم شراؤه من الخارج، واختلفت الروايات حول طريقة انتشار الفيروس، بين مشكك في الرواية الرسمية ومنادي بالالتزام بالتعليمات التي تصدر من الجهات الرسمية.

ووفق مهنيين فإن مواد التعقيم والتنظيف والكمامات، في فترة الحجر الصحي وما تلاها من أشهر قليلة، كانت بالنسبة لهم من الأشياء الأكثر مبيعا، إلا أنه بمجرد العودة للحياة بشكل طبيعي، انخفضت المبيعات وأصبح المغاربة متعايشين مع الفيروس، باستثناءات قليلة، تهم بالأساس الأشخاص الذين يشتغلون في أماكن تعرف توافد عدد كبير من الأشخاص، أو مستعملي وسائل النقل الحضرية، الأخيرة التي يتم تعقيمها من قبل الشركات التي فوض لها تدبير القطاع، بالإضافة الى سائقي سيارات الأجرة.

وحسب ما يتم تداوله من مقاطع فيديو وصور، لأسواق شعبية ومحلات تجارية وساحات عمومية، بعدد من المدن المغربية، فلم يعد المغاربة مكترثين للتعقيم أو ارتداء الكمامات، الا باستثناءات قليلة، كما هو الشأن بالنسبة لحافلات النقل العمومي، التي عادت الى حالتها الطبيعية كما كانت عليه ما قبل اعلان تسجيل أولى حالات الاصابة بفيروس كورونا، كما هو الشأن بالنسبة لسيارات الأجرة التي لا تعقم الا نادرا حسب ما عبر عنه نشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وهنا يمكن أن يتساءل المتتبع للشأن العام، هل فعلا تخلص المغاربة من الإجراءات الاحترازية لتفادي انتشار والاصابة بفيروس كورونا، أم أن هناك تراخي من كل الجهات، من أجل العودة الى الحالة الطبيعية بشكل متدرج.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي