نجح حزب الأصالة والمعاصرة، الذي تأسس في الـ10 من شهر غشت، من سنة 2008، في دخول التحالف الحكومي، لأول مرة في تاريخه، وتمكن من الظفر بحقائب وزارية مهمة، وهو ما عجز عنه سابقوه في قيادة الجرّار، وذلك بعد حوالي سنة ونصف على انتخابه على رأس “البام”.
أول الغيث الاعتراف..
لم يتأخر وهبي كثيراً في الاعتراف بأخطاء من سبقوه في قيادة “التراكتور”، حيث بادر إلى الاعتذار عن ما قام به قياديو “التراكتور” في السنوات الماضية، وعلى الرغم من موجة الهجرة التي تسببت فيها تصريحاته في البداية، إلا أنه ظلّ متشبثا بموقفه، وأنهى زمن الخطوط الحمراء التي وضعها الأمناء العامون السابقون، وعلى رأسهم إلياس العماري وحكيم بنشماس.
تصريحات وهبي لم تعجب العديد من أعضاء المجلس الوطني للحزب، حيث اعتبروها تراجعاً عن الأهداف التي تأسس لأجلها “الجرار”، وانحرافاً كبيراً عن التصوّر، ودفع العديد من منتخبيه إلى الانسحاب، فيما قرّر آخرون تشكيل تيار معارض من داخل التنظيم، من أجل الاستعداد للمؤتمر المقبل للإطاحة بالأمين العام الحالي.
لم نأت لمحاربة الإسلاميين
خلافاً لإلياس العماري، الذي كرّر مراراً وتكراراً، أن الأصالة والمعاصرة جاء لمحاربة الإسلاميين، لم يتاون وهبي، في التأكيد على حق الإسلام السياسي في التواجد في الساحة الحزبية، دون أن يستبعد احتمال تحالف “الجرار” مع العدالة والتنمية بعد انتخابات 2021، قبل أن يعزّز تصريحاته بلقاءات حزبية لم يسبقها إليه أسلافه.
سارع وهبي بعد فترة من انتخابه أميناً عامّاً لـ”البام”، إلى عقد مجموعة من اللقاءات مع عدد من الأحزاب السياسية، على رأسها العدالة والتنمية، الذي كان في السابق، أشدّ الخصوم السياسية للأصالة والمعاصرة، مؤكداً أن باب التحالفات مفتوحة على جميع الاحتمالات، ومقدماً اعتذاره للمغاربة على تسبب “البيجيدي” و”البام”، في العزوف الانتخابي، بسبب صراعاتهما السابقة.
الارتدادات الداخلية.. وهبي يرصّ الصفّ ويمضي
رغم الارتدادات الداخلية التي خلفها النهج الجديد الذي سارع عليه وهبي، ومغادرة العديد من الوجوه السياسية التي كانت من ركائز “البام”، في السنوات الماضية، إلا أن الأمين العام استمر في طرقه الجديد، مع مساعيه لرصّ الصف الداخلي، والحفاظ على ثبات البيت، من أجل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، التي كان يطمح “الجرار” إلى تصدرها.
ولم ينكر وهبي، في أحد الحوارات الإعلامية التي أجريت معه، مساعيه إلى تغيير حزب الأصالة والمعاصرة، ليكون “حزباً سياسيا عاديا متنورا ومنفتحاً على الجميع، ويحترم الديمقراطية”، منبهاً إلى أن “التراكتور”، ارتكب أخطاء في الماضي، قبل أن يقول: “أنا أعترف بها، وأعتذر”، ومشدداً على أن “جميع الأحزاب التي تحترم الثوابت هي أحزاب صديقة (…) حتى خلافي مع التجمع، لا منعني من التحالف معه”.
تصدّعات اللحظات الأخيرة تثير الشّكوك
قبل أشهر قليلة على الانتخابات، عرف حزب الأصالة والمعاصرة مجموعة من التصدعات في بعض الجهات، ما هدّد مسار “التراكتور”، كما أن وهبي وجد نفسه في أكثر من مرّة، في مرمى الانتقادات بمواقع التّواصل الاجتماعي، بعد تصريحات أدلى بها، على غرار تقليله من أهمية نسبة المشاركة في الانتخابات.
تأكيد وهبي أن الحزب لا يقبل “من يضع رجلاً هنا ورجلاً هناك”، لم يثنه عن السعي جاهداً لرأب الصدع الداخلي، من أجل ضمان مشاركة قوية في الانتخابات، حيث عمل على إنهاء الخلافات الداخلية، أو تأجيلها لما بعد الاستحقاقات، ولعل أبرزها هو ثني هشام المهاجري، النائب البرلماني عن مغادرة “الجرار”، وإقناعه بالاستمرار.
جاءت الانتخابات
أعلن وهبي، قبل الانتخابات، في تصريح لجريدة “بناصا”، أن حزبه سيتصدر الاستحقاقات، نظرا للعمل الكبير الذي قام به مناضلوه، ورغم أن ذلك لم يتحقّق، إلا أن نتائج “الجرار”، الذي حلّ ثانيا خلف التجمع الوطني للأحرار، كانت لافتة، خصوصاً في ظل ما واجهه الحزب من مشاكل داخلية، طيلة الفترة التي أعقبت انتخاب وهبي على رأسه.
وبعد ظهور النتائج، وافق حزب الأصالة والمعاصرة، على مقترح التجمع الوطني للأحرار، ليكون أحد الأطراف الحزبية الثلاثة المشاركة في الحكومة الجديدة، وذلك لأول مرة في تاريخه الحديث بالمقارنة مع شركائه في السلطة التنفيذية، وينجح وهبي في تحقيق ما عجز عنه سابقوه في الأمانة العامة لـ”البام”.
تعليقات الزوار ( 0 )