“كورونا” بيننا ومعنا.
تخطيه لحاجز المئة هو إعلان الحرب علينا.
كائن لا يعرف معنى اللهو واللغو والسهو.
“فيروس” يتربص ويترصد ويراقب وينتظر.
يجيد المطاردة وسرعة الانقضاض عندما تتحرك أجسادنا.
له خط هجوم بصبغيات محترفة تهز شباك الحياة المنحرفة.
يحسن ضربات الجزاء والمناورة والمراوغة أثناء الحركة الجماعية في فضاء خارجي هو الجائح والجارح فيه.
هزيمته في خطة عزله وعدم القرب والاقتراب من ساحة نفوذه.
حصانتنا في تقوية خط الدفاع الأسري مع إفراغ وسط الميدان الجماعي.
ومناعتنا في إعطاء معنى للجدار الخلفي وعدم لمس الجدران بشكل عرفي.
“كورونا” معنا وبيننا, هدفه استهداف أهالينا ونسيج مجتمعنا.
“كورونا” جائحة هاربة من عالمها في الصغر, ضاربة لعالمنا في الكبر, جارحة غير رحيمة مع سلوك الاستهتار والمكابرة والإنكار.
فعل الحظر والحجر لا يعني قطعا ممارسة الحجز أو القهر وإنما هو الاستنفار لقطع سلسلة الانتشار أمام استمرار الوهن والاستهتار.
إنه تكتيك الاستباق وحشر الفيروس في منطقة الراحة والاسترخاء وعدم التوسع والامتداد.
اعلموا أن ولوج الجارح لمنطقة الخطر يجعل العداد مفتوح لإحصاء ضحايا البشر.
كسب التحدي في الاستجابة للتعبئة الوطنية وتفعيل سلطة دعم قوية.
بين الصورة المرعبة والصورة المطمئنة يبقى الرهان على ثقافة العلاقات التضامنية.
أين هي الأطر والأقلام وأعلام الأحزاب؟؟ أمام مشهد تتلاحق فيه الهواجس الفكرية والخواطر النفسية وكسر حواجز الإجراءات الاحترازية.
الحاجة أضحت ملحة للتهدئة المعنوية والتوعية الاجتماعية وليس فقط للمساهمات المادية.
“كورونا” أعاد ترتيب أولوياتنا و فرض علينا أسلوب يومي مغاير ينبغي أن يصاحبه تصرف إعلامي يتناسب مع حالة الطوارئ الصحية والحجر الأسري في برامجه اليومية.
“كورونا” ساعد على أجرأة نظام التعليم عن بعد رغم ضعف تغطيته وأيضا العمل عن بعد في سابقة هي الأولى مع تعطيل الدوائر وتعليق الوظائف.
صحيح أن السيطرة على “كورونا” هو إيجاد علاج مضاد له من خلال عقار أو لقاح إلى ذاك الحين فالقيادة والسيادة تبقى لقيم الانتظام والانضباط والالتزام في لحظة التحدي والحرج والتي لها أصول في المناهج والمراجع التربوية و التعليمية وفي الثقافة الإعلامية, هكذا انتصرت الصين.
من زاوية حرب “كورونا” فإن النموذج الأفضل والأمثل لرفع التحديات المستقبلية هو في “أنسنة” عملية التنمية وجعل الإنسان محورا فيها وقيمة اعتبارية لها.
كل الإستراتيجيات تسقط أمام غياب الوعي الفردي والحس الإنساني والتضامن المؤسساتي والتصرف بمسؤولية وبطريقة ذكية مع الوافد “كورونا”.
للتاريخ فالجامعة بأطرها وطلبتها وأجهزتها متواجدة في جغرافية المجتمع للتوجيه والتأطير وتقديم الخدمات ضمن دائرة إمكاناتها وتأثيرها.
أخيرا عندما تنصهر الفوارق في حالة الطوارئ نصبح سواسية في المصير والمسار أمام وباء خطير, “إنها عدالة كورونا” وكل التحية والتقدير للقوى الشعبية الحية والأجهزة الرسمية في الخط الأمامي للحد من استفحال الوضع كما هو الحال في بعض البلدان ذات النظم الصحية المتقدمة.
شعارنا: عزل كورونا في اعتزال ساحته -هذا بلاغ للناس
الدكتور عبدالكبير بلاوشو كلية العلوم – جامعة محمد الخامس الرباط
تعليقات الزوار ( 0 )