Share
  • Link copied

نقض مقولات عبثية المقاومة

تروج في فضاءات التواصل الاجتماعي وعلى اليوتيوب مقولات تدعي الحكمة والعقلانية وبرودة الاعصاب  تقزم وتحقر  المقاومة ونصف صواريخ القسام وسرايا القدس بالعبثية  وأنها لا تؤدي إلا الى مزيد من الدماء  والموت ولا تحقق ايةةاهداف استراتيجية وان حماس والجهاد تسبب الهلاك للفلسطينين.

وأصبح من يجلسون على الكراسي الكثيرة في الصالونات الفارهة يسخرون  من  الفلسطينين  ويصفون دولة الاحتلال الاسرائيلي بالحكمة ويتغزلون  في رجولتهم وقوتهم  ومنهم من كان الى عهد قريب تنتفخ اوداجه بخطب عصماء ضد اليهود داعيا عليهم بتينيم أطفالهم  وتستيتهم ، لكنهم انقلبوا اليوم خاسئين ، داعيه الى سلامي يقهر فيه القوي الضعيف .

لكن  ماذا جر السلام الاعرج غير الهزائم تلو الهزائم ومزيدا من الاستيطان وتقسيم المقسم وتجزىء المجزأ؟ ماذا جلبت اتفاقية اسلوا الفلسطينين رغم كل هذه السنين من التسويات والتسويفات؟ ماذا ربحت مصر من التطبيع مع إسرائيل غير مزيدا من الفقر ومحاصرتها بالجوع  وهي تمد يدها لاسرائيل واسرائيل تبني سد النهضة في أثيوبيا وعندها بالصواريخ لحماية السد من اي هجوم أو مغامرة مصرية غير محسوبة العواقب؟ ، لم يشفع لمصر تطبيعها مع العدو الصهيوني الذي لم يقابل الإحسان بالإحسان وإنما قابله بالإساءة ، وتهديد الأمن المائي بمصر وقطع شرايين النيل عنها وهو قطع الحياة بمصر وإعطاش الملايين المصريين تاريخ اسرائيل مع من ابرموا السلام معها تاريخ أسود

   متى كانت مقاومة المحتل تراعي التوازن العقلاني لميزان القوى، والحال انه لا حل امام من استعمرت أرضه ان يجلس الموائد المستديرة  و أن يحلل ويناقش قدراته وينتظر أن لا يحارب حتى يمتلك قوة المحتل ،  وإلا لما حارب ماو تسي تونغ ، فرنسا الإستعمارية ، ولما حارب عبد الكريم الخطابي جيوش اسبانيا وفرنسا بعتادهما ، ولما حارب عمر المختار  جيوش إيطاليا وهو لا يملك إلا بضعة بنادق ، ليس امام الضحية إلا الموت بكرامة او الموت بخذلان فالموت حاصل في كل الاحوال ، لماذا نحاسب الضحية المحتلة أرضه على قيامه بمقاومته ونسميها بالمقاومة العبثية ، إنك لا تملك الخيار ، لأن المحتل الصهيوني يأتي عندك ويقول لك بكل وقاحة اخرج من دارك ، سأرق دارك ، أو سيسرقها غيري ، تصور انك ولدت وترعرت في داركم واتيت أنا تحت مسميات دينية واعتقادية ووضعت على راسك المسدس وأخرجتك منه بالقوة ثم انك خرجت ورشقتني بالحجارة ، فاخرجت مدفعا كبير  وقتلت اهلك ، ما ذا ستفعل حينها ، ألا تنتفض وتحاربني بكل ما أوتيت من وسائل ولو كانت ضعيفة وبدائية ام انك ستعقلن الأشياء ، أنه اقوى مني وانه لذلك من ألاعقل ان تمد يد السلام له ولما لا أقبل يدع واخدم اهله ،  وعندما تجد فوارق القوة الهائلة تتقبل العيش مواطنا من الدرجة الثانية دون منهم  وبابسط مقومات المواطنة والحياة.

إن هذا الوضع المقزز  الذي لا يقبله انسان شهم، هو نفس وضع الغزاويين والفلسطينين عموما ، إنهم يقاومون ليس لأنه خيارهم المفضل ولكن لانهم اجبروا على ذلك.

لن اناقش الموضوع من وجهة نظر القصص الدينية والأساطير التي يحاول البعض ان يروج لها او ان يمنحها بعضا من المصداقية والمعقولية  وإلا فإن وجود شعب العمالقة والكنعانيين هو وجود قديم من العهد البرونزي ، كان لليهود حقا وجود أو لنقل مرورا بهذه الارض شأن مرورهم في كل ارض الدنيا بمصر والعراق  زمن نبوخد نصرالبابلي كما كان لهم وجود بالمغرب وليبيا ، وأوروبا  وإفريقيا السوداء وباليمن وأثيوبيا.

لماذا نؤمن بقصص التوراة التي تعتبر اليهود شعب الله المختار وبحكايات وأساطير  لا تدعمها الجغرافيا والأركيولوجيا   لقد بنى الاسرائيليون الصهاينة  وجودهم القومي على الدين ، أسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمنح الجنسية لأي شخص كانا والداه يهوديان أو أمه يهودية ولو كان مغربيا او باكستانيا، ليس هناك دولة في العالم يمكن ان تمنحك جنسيتها فقط لأنك مسلم. ، هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمنح جنسيتها على أساس الدين ، الأ ترون أن  عدد اليهود بالعالم لا يتجاوز 20 مليونا فقط لانهم مجتمع مغلق    وغير منفتح على باقي الأعراق ، فهم لا يتزوجون من ديانات اخرى ، طبعا أنا افرق هنا  واميز  بين اليهود. وبين الصهاينة ، فاليهودية كديانة ليس لنا معها اي مشكلة ،بل أنها ديانة سماوية معظم ونحترم ومجلس كل أنبيائهم من يعقوب واسحاق موسى واليسع  وزكريا  ،  بل إن الديانة اليهودية  أقرب الديانات الى الاسلام من حيث الاعتقاد بإله واحد ومن حيث الشريعة وهناك كثير من اليهود  الشرفاء الفضلاء من يرفضون قيام دولة اسرائيل على انقاض دولة فلسطين لانها حسب رأيهم  تخالف الشريعة الموسوية التي تؤكد على ضرورة عيش إليهود  في الاوطان التي ازدادوا فيها ومنهم طائفة الحرديم التي خرجت في مظاهرات بأمريكا مساندة للمقاومة الفلسطينية.

لكن  ومع الأسف هناك اراء تخرج هنا وهنا من بيننا تقف مع الظالم وتسفه المظلوم وتلومه على انتفاضته من شدة الألم وتدعوه للموت بهدوء وابتسامة ، في عز الدمار ، وفي عز قتل الاطفال والابرياء تفلسف الامور وتتظر  بتعالي وعقلانية باردة فجة وتدعي ادعاءات تفتقد الأدلة والبراهين وتقول لقد اخطئوا إذ قاوموا. كان عليهم الاستسلام وترك الإسرائلية يفعلون ما شاؤوا.

 ولكن هل كان للفلسطينيين  خيار آخر ، وقوافل من الصهاينة تقتحم المسجد الاقصى بشهر رمضان وتخطط مجموعات المتطرفين لا قتحامه ليلة 28 من رمضان تنفيذا  لنبوءة فجة  شوهاء  تبتغي تدمير المسجد واكتشاف الهيكل المزعوم ولولا وقوف الأبطال مضحين بأرواحهم ، لنفذت الخطة  الى نهايتها.

 إلا ترون جهل اليهود وهم يتجمعون بالكنيس في تجمهرات لا عقلانية أدت بهم الى ازدحامات قتلت العشرات منهم  هي طقوسهم وذلك شانهم، ولكن يبدو انهم وعلى خلاف السائد عنهم لم يديروا امر اجتماعهم الديني بحكمة المهم أعتقد أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال لوم الضحية ورفع القبعة للجلاد ، لا يمكن لوم المظلوم وتحية الظالم فقط لأنه قوي ويمتلك كل دعم القوى الاستعمارية الامبريالية ، هل نسينا نحن المغاربة استعمار فرنسا لنا هل يمكن أن نسمي المقاومين من مثل علال بن عبد الله ارهابيين أو أنهم أغبياء فقط لانهم قاموا بالسكاكين امام البندقية وانتقلوا شهداء من أجل الوطن.

*محام بهيئة القنيطرة

Share
  • Link copied
المقال التالي