نقابات البريد تُجمعُ على الانخراط في إضراب الجمعة وتهدّد بالاستمرار في التصعيد

أجمعت النقابات الممثلة للشغيلة البريدية في المغرب، على الانخراط في إضراب الجمعة المقبل، مع تهديدها بالتصعيد ضد استمرار الحكومة في التغاضي عن تلبية المطالب المرفوعة منذ فترة، وعلى رأسها الزيادة في الأجور، إسوةً بباقي العاملين في القطاعات العمومية الأخرى.

وطالبت النقابة الوطنية للبريد التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والجامعة الوطنية للبريد واللوجستيك، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، في بلاغ مشترك لهما، توصلت “بناصا” بنسخة منه، بـ”احترام الحريات والحقوق النقابية وإرساء حوار جاد وفعال ومنتج”.

وشددت النقابتان على تلبية مطلب الزيادة في الأجور لفائدة البريديات والبريديين، بناءً على اتفاق 25 أبريل 2019، مع ضرورة “الطي النهائي لملف تعديل النظام الأساسي وطل المرتبطات المتعلقة به؛ المرسوم، الاتفاق الإطار، الجماية الاجتماعية… مع التزام بريد المغرب وفرعه البريد بنك على حد سواء بالتنزيل السليم والموحد لما اتفق عليه من مضامين النظام الأساسي”.

ودعتا إلى “التسريع في التسوية النهائية والكاملة لوضعية إفراغ المستخدمين واحترام قرارات التفريغ دون أن يجعل من الإعفاءات إفراغاً لعملية التفريغ من مضمونها الحقيقي والتي تعتبر مكتسباً بمجرد تنزيل قرارات التفريغ”، مع “وضع الآليات والضمانات اللازمة لحماية الوحدة النظامية والأدرية والهيكلية لبريد المغرب وطل فروعه بما يضمن ويصون مكتسبات وحقوق كل الفئات”.

ونبه البلاغ المشترك، إلى ضرورة “وضع حدّ عاجل للتدبير العشوائي والمرتجل للموارد البشرية بكل أقطاب بريد المغرب وفرعه البريد بنك”، و”التسوية الفورية لجداول الترقية الداخلية المتراكمة لسنتي 2018 و2019″، مع “التسوية الشاملة لملفي حاملي الشهادات وذوي الأقدمية والكفاءة المهنية”.

وحث البلاغ على “إقرار حق المرأة البريدية في ولوج مناصب المسؤولية والاستفادة من التعويض عن الأبناء والتمدرس، ورفع الحيف عنها من خلال الإعفاءات التي تلاحقهن بشكل كيدي وانتقامي”، مسجلتان في الختام “إصرار وسعي الإدارة الواهي لزرع التفرقة عوض فتحها لمفاوضات جادة ومسؤولة، ومنتجة”.

وأشارت النقابتان إلى أن الإضراب الذي من المنتظر أن تخوضه الشغيلة البريدية يوم الجمعة المقبل، “لن يكون إلا بداية لانبعاث شرارة النضال حتى انتزاع الحقوق والمطالب العادلة”، مردفاً بأنه سيكون هناك إضراب تصعيدي سيتم الإعلان عن تاريخه في الـ 13 من الشهر الجاري.

ومن جانبها، أكدت النقابة الوطنية لمجموعة بريد المغرب، المنضوية تحت لواء الفدرالية الديمقراطية للشغل، أنها ستشارك في الإضراب الإنذاري يوم الجمعة المقبل، الـ 13 من شهر نوفمبر الجاري، مع دعوته لمقاطعة المداومة يوم السبت الـ 14 من الشهر نفسه.

وأبدت النقابة في بلاغ توصلت “بناصا” بنسخة منه، استغرابها من “التعطيل المتعمد للوائح الترقية لسنتي 2018 و2019″، معتبرةً بأن الإسراع بتسويتهما سيكون تصحيحا لتصرف غير مقبول، كما أشارت إلى الانزعاج “القوي من التماطل الذي يعرفه الملف الاجتماعي، والتلكؤ في إخراج مؤسسة الأعمال الاجتماعية من مصحات ومختبرات ومستشفيات، في تبخيس للتوافق الذي تم في هذا الشأن خلال المفاوضات حول النظام الأساسي وملحقاته”.

واعتبر البلاغ بأن “أي إجراء تأخذه الإدارة فيما يتعلق بالتقاعد التكميلي، يجب أن يستفيد منه الجميع وخاصة ذوي الأجور الصغرى والمتوسطة، وليس فئة المسؤولين المتمتعين أصلا بأجور عليا ومنح سمينة”، معرباً عن قلقله “من بعض الممارسات الساعية إلى ضرب العمل النقابي والتصرف مع الشغيلة بمنطق فوقي تسلطي وتعسفي، وإطلاق سيف العقوبات دون مبررات جدية”.

وبدورها، انخرطت الجامعة المغربية للبريد، المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، في الإضراب الذي أعلنت عنه بقية النقابات يوم الجمعة الـ 13 من شهر نوفمبر، مع إعلانها تصعيد الاحتجاج، وتنفيذ “إضراب وطني يومي الخميس والجمعة 19 و20 نوفمبر، وبأشكال نضالية أكثر جرأة إذا لم تستجب إدارة بريد المغرب للمطالب المشروعة، وأبرزها الزيادة الحكومية”.

وكشفت الجامعة في بلاغ توصلت “بناصا” بنسخة منه، أنها على استعداد “للتعاون مع كل من يدافع بصدق وإخلاص عن المصلحة العامة وحقوق وكرامة الشغيلة”، مهيبةً “بكل البريديين والبريديات التجند والانخراط بكثافة في معركة الإضراب الوطني ليوم الجمعة 13 نوفمبر، وما قد يليه من معارك نضالية حتى تحقيق كل المطالب العادلة والمشروعة للأسرة البريدية”.

وناشدت النقابة رفاقها وشركاءها في النضال، بالانخراط في “التصعيد وتأجيج النضالات بإضراب وطني ثاني لمدة 48 ساعة، أيام 19 و20 نوفمبر”، منبهةً إلى أنه “قد تليه محطات نضالية تصعيدية أكثر جرأة وشراسة حتى تستجيب الإدارة لكل مطالب الأسرة البريدية وعلى رأسها الاستفادة الفورية من الزيادة الحكومية”.