شارك المقال
  • تم النسخ

نشطاء مغاربة يطالبون بإزاحة اللغة الفرنسية عن المقررات الدراسية وتعويضها بالإنجليزية

أطلق مجموعة من النشطاء المغاربة حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة بإزاحة اللغة الفرنسية عن المناهج التربوية في مدارس البلاد، وتعويضها بالإنجليزية، نظرا للفوارق الشاسعة بينهما على المستوى العالمي، ولأن الثانية تعدّ “لغة العلم”، وفق تعبيرهم.

وتداول النشطاء هذا المطلب عبر هاشتاغ “نعم للإنجليزية بدل الفرنسية بالمغرب”، الذي شاركوه على موقعي التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، و”وتويتر، من أجل إيصال الرسالة للمسؤولين عن الشأن التربوي، بغية إلغاء تواجد الفرنسية، حيث لقي المطلب تفاعلا واسعاً بعدما ناهز عدد متداوليه الـ 4 آلاف، مع إمكاينة تضاعف الرقم.

ويرى المطالبون بتغيير الفرنسية، التي تنتشر بشكل كبير في المغرب، وتصدر جل الوثائق الإدارية بها، بالإنجليزية، أن الأولى لا تقدم أي إضافة إلى المناهج التربوية في المملكة، باعتبار محدودية تواجدها على المستوى العالمي، مقابل التفوق الكبير للإنجليزية، التي تعتبر لغة الكوكب الأولى، وتشكل المؤلفات العلمية الصادرة بها، الأغلبية القصوى.

وفي تعليقه على المطلب، قال الإعلامي مصطفى الحسناوي، وهو واحد من المشاركين في الحملة، إن التدريس باللغة الأم هو الأصل في جميع الدول المحترمة، التي تحترم نفسها وتسعى لخير شعبها ونهضته، مضيفاً في تدوينة نشرها على حسابه بـ”فيسبوك”: “ثم تدريس اللغات الأخرى أيا كانت، كلغة للدراسة وليس كلغة للتدريس، من أجل الاطلاع على اللغات والثقافات الأخرى ومعرفتها واكتشافها والاستفادة منها والانفتاح عليها”.

وتابع: “في واقعنا المتردي والمتخلف، لا يمكننا تدريس الكثير من التخصصات العلمية والتقنية بلغاتنا الوطنية، عربية كانت أو أمازيغية، للفارق الهائل بين السرعة التي تتقدم بها العلوم، والجمود التي تعرفها تلك اللغات، وأيضا لصعوبة اندماج الدارسين باللغات الوطنية، في سوق الشغل، والتعامل مع المنتجات التكنولوجية والتخصصات العلمية والتقنية الدقيقة”.

وأوضح الحسناوي، أن دراسة الهندسة والإلكترونيك والفيزياء والكيمياء والطب والصيدلة والمعلوميات، بالعربية أو الأمازيغية، يحتاج لأن تكون صاحبة “اليد العليا في البحث والاكتشاف العلمي، والصدارة والريادة في الموقع السياسي والاستقلالية الاقتصادية.. وإلا فما عليك إلا أن تختار بين أهون الشرور وأقل الأضرار، وتختار لغة عالمية لتدرس بها الناشئة”.

واسترسل أن هذه اللغة، يجب أن “تتوفر فيها كل شروط النجاح والإنجاح والتطور والانتشار، لا أن تختار لغة تفقد مجالاتها الحيوية يوما بعد يوم، وتنحسر وتنكمش كل لحظة، فضلا عن أنها ليست لغة عالمية”، متابعاً: “اللغة الفرنسية لغة جميلة جدا، لغة رومانسية، لغة الشعر والأدب ولغة الفلسفة والفكر، بها يمكن الاطلاع على الأعمال الأصلية لفيكتور هوغو ومارسيل بروست وشارل بودلير وجاك بريفير…”.

وأردف أن الفرنسية، تتيح أيضا “السفر إلى عدد من الدول والتواصل بها”، مواصلاً: “يتحدث بها أكثر من 300 مليون شخص في العالم، في 54 دولة، منتشرة في القارات الخمس، وهي لغة رسمية في المنظمات والمؤسسات الدولية..”، مستدركاً: “صحيح تتفوق عليها لغات أخرى كالصينية والهندية والروسية والإسبانية والبرتغالية… ولكنه تفوق في عدد الناطقين بها فقط، ولو أن الصينية تتفوق أيضا لأسباب اقتصادية”.

وأبرز الحسناوي أن هناك “معايير مختلفة لتصنيف اللغات، أهمها القوة الاقتصادية والقوة العسكرية والهيمنة السياسية، والتقدم في المجالات المعرفية والعلمية والانتشار الإعلامي… وهي المعايير والشروط المتوفرة في اللغة الإنجليزية”، مسترسلاً: “اللغة الأولى عالميا، بكل المعايير والشروط، عدد الناطقين بها، سرعة انتشارها، تواجدها في كل قارات العالم، كونها لغة الاقتصاد والتجارة والتكنولوجيا والبحث العلمي، لغة السفر والفن والمتعة… يمكنك أن تكتفي بها لتتجول العالم كله، وتشتغل بها في أي دولة، وفي أي تخصص”.

واعتبر أن الإنجليزية “بديل جيد، ورهان رابح جدا، في غياب الشروط الموضوعية والظروف المناسبة للتدريس باللغات الوطنية، التي أكرر دائما، أنها الأصل في التدريس”، مبرزاً: “لذلك إذا كان المسؤولون المغاربة، عندهم إرادة لتحقيق نهضة حقيقية وقفزة نوعية في التنمية، وفي التخلص من الارتباط والارتهان للمحتل القديم، وتحقيق نوع من الاستقلالية عنه. فإن هذا المطلب الشعبي بالتحول إلى التدريس بالإنجليزية، مع الإبقاء على الفرنسية كمادة للدراسة وليس للتدريس، هو فرصة مناسبة جدا”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي