Share
  • Link copied

ميراوي: المحاكاة حجر الزاوية في تكوين أطباء الغد

قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، الجمعة بطنجة، إن التكوين عبر المحاكاة والابتكار البيداغوجي يعتبر حجر الزاوية في تكوين أطباء الغد.

واعتبر ميراوي، في كلمة خلال الافتتاح الرسمي للدورة الأولى لمؤتمر “التكوين والابتكار في مجال المحاكاة الطبية”، أن وزارته تعمل بجد لإحداث مراكز ووحدات للمحاكاة بشراكة مع المراكز الاستشفائية الجامعية ومع عدد من الفاعلين الصناعيين، متوقفا عند الإمكانات الكبيرة التي تتيحها هذه التكنولوجيا، والتي تجعل منها رافعة قوية للنجاح في الرهانات المرتبطة بالتأطير البيداغوجي، وأيضا لضمان تعليم ذي جودة يتماشى مع المعايير الدولية.

وتابع الوزير “وفق هذه الروح، بدأت الوزارة في التفكير في تجويد مدة التكوين بكليات الطب والصيدلة، من خلال زيادة الاعتماد على تقنيات المحاكاة ومنصات التعلم المبتكرة”، مسجلا بأن هذا الاختيار، وبالإضافة إلى الإمكانات التي يتيحها في مجال ربح الوقت، سيكون فرصة لتعزيز سعة عرض المقاعد التربوية بكليات الطب والصيدلة وزيادة عدد الخريجين، ما سيساهم في امتصاص الخصاص الذي يعاني منه المغرب في المجال في زمن أقصر.

على صعيد آخر، ذكر الوزير بأن تنظيم هذا المؤتمر يندرج في صلب النقاش الراهن حول آفاق تطوير أنظمة الصحة، في ضوء التحولات التكنولوجية التي حدثت، بفضل ظهور الرقمنة، مشيرا إلى أن المؤتمر يشكل فرصة من أجل إثراء التفكير حول رافعات تسريع التحول الرقمي لنموذج التكوين الطبي بالمغرب.

واعتبر ميراوي بأن “هذا التحول حاسم في مستقبل منظومتنا الصحية وقدرتها على رفع التحديات الراهنة والمقبلة”، مشددا على أن “الانتعاش غير المسبوق للتحولات التكنولوجيات الجارية (الذكاء الصناعي، البيانات الضخمة، الواقع الافتراضي، الواقع المعزز …) تفرض علينا اليوم مراجعة النماذج التي سادت إلى اليوم في مجال التكوين الأساسي والمتواصل لمهنيي الصحة”.

وسجل أن تجديد نماذج التكوين في مجال علوم الصحة وتحسين الممارسة الطبية من خلال التعزيز المستمر للمهارات في هذا المجال، تعتبر كلها متطلبات أساسية لإرساء النظام الصحي الوطني على أسس متينة، لتمكينه من الاستجابة بالشكل الأمثل لمتطلبات الجودة والفعالية، مذكرا بأن ورش تعميم التغطية الصحية، الذي أطلقه المغرب تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يضع في قلب اهتماماته، من بين أمور أخرى، تطوير العرض الصحي وتعزيز الولوج إليه من قبل الجميع.

وتبعا لذلك، يضيف ميراوي، تم إيلاء أهمية كبيرة لتكوين مجموعة من الكفاءات بجودة عالية، لتلبية حاجيات الدولة وتعزيز إرساء مناهج وابتكارات تكنولوجية متطورة للغاية، مشيرا إلى أن السياق الحالي المتسم بأزمات صحية متنامية، يجعل من قضايا تكوين الموارد البشرية والنهوض بالبحث العلمي والابتكار في مجال الصحة ذات أهمية استراتيجية كبيرة.

ويهدف مؤتمر التكوين والابتكار في مجال المحاكاة الطبية، المنظم بين 24 و 26 فبراير الجاري بتعاون بين مؤسسة “موروكو سيم” بشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي وكلية الطب والصيدلة بطنجة والمركز الاستشفائي الجامعي، إلى استخدام المحاكاة في التعليم الطبي وطرح آخر المستجدات التي تعرفها العلوم الطبية عن طريق المحاكاة والابتكار الأكاديمي والعلمي.

ويتضمن برنامج المؤتمر، الأول من نوعه بالقارة الإفريقية، العديد من التطبيقات والطرق العلاجية، وهي المحاكاة الإجرائية، والمحاكاة مع ردود الفعل اللمسية، ومحاكاة عمليات التمريض المصاحبة، والمحاكاة بالموجات فوق الصوتية.

كما سيتم التطرق إلى قواعد التدريس عن طريق المحاكاة، المخصصة لجمهور واسع من الأكاديميين والأطباء والأطباء المقيمين والأطر شبه الطبية والطلبة والمهندسين المتخصصين في تخصصات ذات الصلة.

Share
  • Link copied
المقال التالي