أعلنت وزارة التربية الوطنية، مساء أمس الإثنين، عن نتائج الاختبار الكتابي لمباريات التوظيف بالتعاقد، الذي أجري الأربعاء الماضي، لتنطلق معه أفراح المارّينَ، وأتراح الراسبين، وتختلف ردود الأفعال في صفوف الفئة الأخيرة، لدرجة أن البعض وصل به الحال إلى أن يُقرّر وضع حدّ لحياته، فيما اختار آخرون، التشجيع على خلق مشاريع صغيرة ومبتكرة للتخلص من البطالة.
ومن أصل حوالي 287 ألف مترشح لمباريات التوظيف بالتعاقد، مرّ إلى مرحلة الاختبار الشفوي، ما يناهز 30 ألف شخص، يتنافس على 17 ألف منصب، أي أن ما يقارب 250 ألف مترشح ومترشحة، لم يتمكنوا من اجتياز الامتحان الكتابي، وعدد كبر منهم، يخوض الاستحقاق للمرة الثانية على الأقل، علماً أن هناك من ما يزال يسعى للحصول على منصب، منذ عهد “الترسيم”.
وعقب إعلان النتائج، تباينت ردود الفعل، بين فرحٍ بالمرور، وحزينٍ بالرسوب، إلا أن الفئة الأخيرة، وباعتبارها الأغلبية العظمى، كانت تدويناتها على مواقع التواصل الاجتماعي، الأكثر، حيث قال أحد المترشحين الذين فشلوا في الوصول للاختبار الشفوي: “المرة الرابعة، وخا خذيت بزاف تاع الدعوات أو بنادم دعا معايا باش نفرح ويوفقني الله، منجحتش. بقا فيا لحال (…) وتا حاجة مبقات عجباتني كلشي تبدل عليا”.
وحكت مترشحة أخرى عن الوضع في منزلها، بعدما لم تجد اسمها ضمن لوائح الناجحين في الاختبار الكتابي لمباريات التوظيف بالتعاقد، والصدمة التي لحقت أهلها، حيث كتبت: “كنسمع ماما كتبكي من تحت المانطة.. إحساس خايب والله، كون غير مدفعتش من الأول”.
وأوضحت مترشحة، في تعليقها على التدوينة السابقة: “أنا وخا خدمت مزيان، واعتمدت على راسي، في التالي متهزيتش، صراحة بقا فيا الحال حيت ثاني عام كندوز في بلاد مفيهاش حس النزاهة، ولكن وخا بقا فيا الحال، مبكيتش حتى الدابا فاش شفت منشورك، الله يسمح لينا من الوالدين هما مساكن نية يحساب ليهم أي واحد كيخدم مزيان كيهزوه في حين العكس..”.
وفي سياق موضوع النزاهة، التي أثبتت المباريات المتعاقبة للتوظيف بالتعاقد، غيابها التام، نظرا لاعتماد أغلب المترشحين على الغش لاجتياز الكتابيّ، كتب أحدهم: “والله وما كنت نقال لدزتي جميع النقالة اللي كانعرف دازو وفرحانين بزااف، أصلا الدولة هادشي اللي باغا وعارفا أنهم نقلوا”.
وشارك آخر، منشوراً لإحدى المترشحات، التي هددت فيه صراحةً بممارسة العنف ضد زميلةٍ لها، طالبت بمنع استعمال الهواتف في مباريات التوظيف بالتعاقد، حيث كتبت: “إوا يا البنات اليوما دوزنا التعليم. وأنا دوزت فإعدادية (نتحفظ عن ذكر الاسم)، وواحد الـ(لفظ قدحي) قالت للأستاذ، راهم كيجبدوا التيليفونات”.
وتابعت المترشحة التي تعتز بالغش في المباريات، في التدوينة ذاتها: “واش جاتك الغيرة أختي؟ إوا جبدي حتى أنت التليفون لاش حاسدة الناس، إوا حمدي الله منعتي. كنت واقفة قدام الباب كنسنى فيها بغيت نشطب بها الأرض، ولكن عندها زهر ما لقيتهاش. أقسم بالله لكان نتلاقى بها حتى نضيعلها كمارتها الـ(لفظ قدحي)”.
وعلق المترشح الذي شارك المنشور الأخير، فوقه بالقول: “هذه أستاذة الغد !”، في إشارة إلى أن أغلب من يحصل على منصب أستاذ، يكون قد مارس الغش في مباريات التعليم بالتعاقد، من جهة، إلى جانب أسلوبها في الحديث الذي لا يتلاءم مطلقاً مع من يُفترض أنه يربي الأجيال المغربية المقبلة، وهي ملاحظاتٌ، سبق وأثارها العديد من النشطاء سابقاً، نظراً لأن الموقف تكرر في أكثر من مناسبة.
واختار أحد المترشحين، الإعلان صراحةً على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي، عن قراره، الانتحار، بسبب عدم مروره للاختبار الشفوي من مباريات التوظيف بالتعاقد، حيث كتب: “اليوم الإثنين 30 نونبر هو آخر يوم في حياتي، عشت إنساناً صالحاً رغم سوء الفهم، كنت متيقناً بأن الدنيا ماشي ليا، وأنا والدنيا خطان متوازيان لا يمكن أن يلتقيا مهما امتدا”.
واسترسل: “وفي بلد بحال المغرب زاد الطين بلة، أطلب السماح من الجميع، وأوجه رسالة للغشاشين، هانا خليت ليكوم الدنيا ماشي غير التعليم، لن ترتاحوا، أقسم بمن أنزل السماء بأنني لم أغش ولو في سؤال واحد يوم المباراة، رسالة للغشاش لي خدا بلاصتي خاصو يتفكر دائما بأنه ساهم في أخذ روح ومكانه ملطخ بالدم، أقدر مشاعر الجميع لكن الدنيا والحياة لأصحابها والصبر ينفد، وأنا نفد صبري، ادعوا لي بالرحمة والمغفرة، إلى الأخرة. الوداع”.
وفي المقابل، فضل آخرون بت نوعٍ من التفاؤل على من لم يتمكن من المرور للاختبار الشفوي، حيث قال أحدهم: “أش هاد التخربيق، كنشوف هالي بكا والديه، ها لي باغي ينتاحر، واش كاين غا التعليم على ود 5000 درهم في الشهر متقدكم تا مع الكراء”.
وأردف الشخص نفسه: “وراعيو شوية فكروا في ثقافة المشاريع راه كاين بزاف الآفاق، خاص غا ناس تقلب، واش انتوما صافا كاتسناو مرة في العام هاذ الامتحان. لي كتاب ليه الله يسهل عليه، ولي مكتابش ليه راه مزال الأبواب مفتوحة الله يهديكم”.
وانتقد آخرون بشدة، عدم لجوء الوزارة إلى قبول العدد المطلوب من الأساتذة أي 17 ألف، مضروباً في 3، واكتفائها بضربه في 1.5، لاسيما وأن المباريات تعرف غشاً كبيراً، وقبول أقل من 30 ألف مترشح، للتنافس على المناصب المعلنة، يُقلل من حظوظ مرور المرشحين والمرشحات الذين اعتمدوا على أنفسهم، ولم يلجأوا إلى وسائل الغش.
تعليقات الزوار ( 0 )