Share
  • Link copied

منهم من اعتبرها شرطاً.. باحث يُبرز علاقة “الماريخوانا” بالتديّن عِند المغَاربة

لعبت نبتة القنب الهندي، أو “الكيف” أو ما يعرف بـ “الماريخوانا”، أدوارا بارزة على عدة مستويات، سواء الصناعية، والطبية أوالتجميلية، ولم يكن حضورها على المستوى الديني بالمغرب يقل أهمية عن باقي الأدوار السالف ذكرها، واعتبرتها الطائفة الهداوية شرطا من شروط الترقي الصوفي.

الباحث في تاريخ الإسلام،  وعلوم الآثار والتراث  يوسف المساتي، قال في حديث مع “بناصا” إنّ نبتة “الكيف” أو الماريخوانا، كانت دائما مثار جدل واسع، وذلك منذ زمن بعيد، ويصعب تحديد تاريخ دخولها إلى المغرب، إلا أن هناك بعض الدراسات تشير إلى أن دخول نبتة “الكيف” للمغرب كان في عهد الدولة السَّعْديَّة.

وأضاف أنّ دراسة الأستاذ والباحث الأثري أحمد أشعبان جعلت هذا الأمر مثار شك كبير، بيد أنّ تعاطي المسلمين المغاربة مع هذه النبتة، عرف نوعا من الإنقسام، إذ أن بعض الفقهاء أحلوها، وآخرون حرموها، وإنْ كان التحريم السّمة الغالبة، لكن الأمر يظل نسبيا ومتقلبا، وفق تعبير المتحدث.

وأوضح الباحث في التاريخ الإسلامي، أنّ الطوائف الصوفية كانت تتعاطى مع نبة “الماريخوانا” بشكل خاص جداً، حيث نجد مثلا أنّ الطائفة الهداوية كانت تعتبرها شرطا من شروط الترقي الصوفي.

وتابع المتحدث ذاته، أنّ منتسبي الطائفة الهداوية عرفوا بتدخينهم للكيف وتفننهم في صناعة الغليون (السبسي)، حتى أن الأمر كان مضرب الأمثال عندهم، إذ نجد على سبيل المثال، في السير الشعبية، إذا أراد مغربي وصف جمال إمراة قال لها: “الرق والحلاوة كي سبسي هداوة”.

وأكد يوسف المساتي، أنّ الطائفة العيساوية بدورها كان لها حضور وازن في المنطقة ولازالت حاضرة إلى اليوم، بل إن هناك محكمة “عرفية” تعرف بـ “بني عيسى” يتدخلون في النزاعات التي تحدث بين الأفراد أو القبائل، وتعتبر كلمتهم نافذة.

وهناك زوايا آخرى تستعمل نبة “الكيف” إذ أن هناك دراسة للأستاذ والباحث أحمد أشعبان الذي درس زوايا المنطقة تؤكد ذلك، إذ أن علاقة الصوفية بالكيف في المغرب هي استمرار لعلاقة كل الطوائف ذات البعد الصوفي بهذه النبتة.

وأضاف الباحث، أنّ هناك نوع من التطبيع مع نبتة الكيف، خاصة في المناطق التي تزرعها، بحيث أن تلك المناطق طورت تدينا خاصا بها، بل وكانت تصدره لمناطق أخرى، وهو تدين مُتسم بكثير من الانفتاح وهيمنة البعد الروحي عليه.

وتابع المتحدث ذاته، أنّ التدين المنفتح لتلك المناطق، يفسر ربما فشل التيارات المتطرفة أو حتى حركات الإسلام السياسي في الدخول للمنطقة، لأن لديها تقاليدها الراسخة ورؤيتها المختلفة للأمور، وهو أمر ليس طارئا بل منذ زمن، وتكفي الإشارة هنا مثلا إلى فتاوى ابن عرضون.

وأشار الباحث في تاريخ الإسلام، إلى أنّ علاقة نبتة الكيف بالتدين جد غريبة، فالطوائف الصوفية الإسلامية أو غيرها كانت تعتبرها من شروط الترقي الصوفي، دون تعميم ذلك طبعا.

كما أن التدين التقليدي كان يُناصبها العداء، لكن في الآن نفسه نجدها حاضرة في تاريخه، بفضل النقاشات التي تخلقها، كمثال النقاش الذي أثاره مولاي الحسن الأول عندما أرسل إلى العلماء يستفتيهم بخصوص النبتة فانقسموا بين مؤيد ومعارض.

Share
  • Link copied
المقال التالي