أما بعد ..
حلت الكارثة بالأمة المغربية في زلزال ضرب أعمق مناطق المغرب و موطن الأمازيغ الأحرار وأرضهم وترابهم الذي لايمكن تحت أي ظرف أن ينفصلوا عنه و تحت أي طارئ أو حادث و لو كان زلزال مدمر فاق السبع درجات على سلم ريشتر وأتى على الحرث و النسل و البنايات وفق خصوصية ثقافية لا يمكن تغييرها ولا تبديلها ببنايات إسمنتية تفقد جبال الأطلس رونقها و جماليتها.
أما بعد ..
عرفنا خلال هذه المحنة معدن رجال و نساء المغرب في هبة شعبية وطنية و ملحمة تنضاف للملاحم التاريخية للأمة عبر التاريخ، ظهر أبناء الشعب المغربي من طبقات مختلفة متراصين، وانطلقت بهم حملات التضامن العفوية وسارت القوافل المحملة بالمواد الغذائية و الملابس والأغطية و الخيام من مختلف ربوع المملكة وظهرت فئة من المؤثرين في عين المكان ونخبة من الصحفيين في ما إختفى البعض الآخر عن الحدث وأصبح في الهامش بعد أن كان يتصدر التوندوس والمواقع في نقاشات بدت في خضم هذا الحادث أنها مجرد هوامش لدى المجتمع كأصحابها(…).
أما بعد ..
حضرت المبادئ الإسلامية و المغربية الأصيلة المتمثلة في الصدقات والإنفاق والتعاون على البر والإحسان، و برزت صورة أمير المؤمنين و هو يواسي شعبه و يحرك الجيش والدرك و باقي المؤسسات من أجل التسريع بعملية الإنقاذ و الدعوة لصلاة الغائب رضى بقضاء الله و قدره و الدعاء للشهداء و الجرحى في هذه المحنة في ما اندثرت أصوات العلمانية وضرب القيم وإنتاج التفاهات والنقاشات الفارغة وحضرت تلاوة اللطيف في المساجد و الزوايا والجبال رغم الرزء الفادح الذي أصابها، ظهر بعض الدعاة يأمون الصلوات هناك و غاب المنظرون والمهللون لقيم لا مكان لها في مجتمعنا ولا تتقاطع مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف ولا المجتمع الأمازيغي المتشبث بدينه والصابر على ما لحق به.
أما بعد ..
لقد وضع الجميع أمام الاختبار وهي لحظة مهمة فيها أمل رغم الألم، وفيها منحة ربانية رغم المحنة الإنسانية وفيها نقطة إنطلاق نحو أفق جديد قوامه التنمية و تقريب الفوارق المجالية وتركيز الجهد والمجهود الذي تقوم به الدولة بشكل يضمن التكافئ، يقينا أن معظم سكان الحواضر الكبرى كانوا لا يعرفون أن تلك الدواوير التي أصبحت أسماءها نار على علم توجد فعلا بمملكتنا و بلدنا هذا كي لا أقول ربما بعض المسؤولين في قطاعات مختلفة وهي مناسبة والمناسبة شرط …شرط من أجل أن تدخل هذه المناطق في أجندة الحكومة وهو ما دعا إليه جلالة الملك خلال أول اجتماع من أجل تجاوز مخلفات هذه الكارثة.
أما بعد ..
بعض المؤثرين كالدكتور الفايد وعصيد وكُلاب كان بالود أن نراهم ومجموعتهم ينافسون الكتاني والنهاري ومول الفوقية ولخريسي والخالدي وغيرهم الكثير في ميدان التضامن والقوافل بدل الجدل وإنتاج خطاب ليس أولوية و لن يكون أولوية في مجتمع مغربي يتشبث بدينه وقيمه ويثق في من يتبنى خطاب هذا المجتمع الذي يتبع مرجعية واضحة ترسخت عبر مأسسة الحقل الديني و مؤسساته وعلى رأسها إمارة المؤمنين التي يتم استهدافها رغم أن ذلك لم و لن يفقدها قوتها الممتدة في المكان و الزمان.
أما بعد ..
رحم الله شهداءنا و نسأل الله الشفاء لجرحانا وحفظ الله وطننا من كل مكروه.
تعليقات الزوار ( 0 )