أعلن الخبير الإعلامي عبدالرحمن طهبوب الرئيس المؤسس لموسوعة “عربي بيديا” الإلكترونية، والتي تهدف إلى تعزيز المحتوى المعرفي العربي الموثق والمحقق على شبكة الإنترنت ومعالجة الخلل الحالي القائم، وفي نفس الوقت حماية الهوية والذاتية الثقافية العربية من التشويه والتحيز والتزوير أن النصف الأول من العام 2025 سيشهد ولادة الموسوعة التي وضعت نصب أعينها خطة من 3 مراحل على مدى 15 سنة، وقد تتجاوز صفحات “عربي بيديا” أكثر من مليار صفحة خلال هذه الفترة الزمنية، حيث من المقرر تدشين “عربي بيديا” في مؤتمر صحفي يُقام في دبي يوم الإثنين الموافق 5/5/2025.
وقال طهبوب: “هناك سبب، وألف سبب، يدفعنا إلى إنشاء وتأسيس هذه الموسوعة المعرفية الإلكترونية، حيث تشير معظم الدراسات أن المحتوى المعرفي العربي على شبكة الإنترنت العالمية حالياً ما زال أقل من 1%، ما يُشكل خطراً على هويتنا الثقافية العربية، ويعمق الهوة في الإنتاج المعرفي بين دول الشمال المتقدمة ودول الجنوب الأقل نمواً”.
وأضاف: “المعلومات هي أثمن إنتاج بشري على الإطلاق، وإذا كان من غير الصحيح أن نأكل مما لا نزرع، فالكارثة هي أن نقرأ ما لا نكتب، بل أن نترك الآخرين يكتبون لنا تاريخنا وجغرافيتنا وحضارتنا”.
وأكد الإعلامي طهبوب أن المعلومات ليست “بريئة” ويمكن لأي مغرض أن يدس السم في العسل، وأن يقدم لنا “وجبة” معرفية تتفق مع رؤاه وتوجهاته وأهدافه وغاياته التي قد نجهلها، وطالما أن الجيل الحالي، والأجيال المقبلة، باتت تعتمد في الغالب الأعم، على شبكة الإنترنت والمواقع والتطبيقات، للحصول على المعرفة والمعلومات، وفي ظل غياب منتج معرفي عربي، فإن أجيالنا ستظل لقمة سائغة للآخرين.
وقال الخبير الإعلامي عبدالرحمن طهبوب: “هناك موسوعات إلكترونية ذائعة الصيت باتت تُشكل “مرجعاً” لكل متصفح أو باحث عن معلومة ما، وللأسف فإن هذه الموسوعات العالمية غير أمينة بل ومنحازة، وهي تفرض علينا توجهاتها وأجندتها ورؤى من يقف وراءها، وهي تسمح لأي متصفح أن يقوم بتحرير المعلومات وحذف ما يريد، وتعديل ما يشاء، وفق هواه ومزاجه، وبما ينسجم مع ميوله الفكرية والعقائدية، ويأتي غيره ليقوم بتعديل أو إضافة أو حذف ما، وهكذا دواليك، من منطلق أن الموسوعة “تشاركية”، وبالتالي فإن هذه الموسوعات وإن كانت تقدم فيضاً من المعلومات، فهي لا تقدم “المعرفة” الموثقة والمحققة، وهي بالتأكيد ليست مرجعاً يمكن الوثوق فيه، حتى وإن كانت معلوماتها تتضمن الكثير من المعلومات الصحيحة والدقيقة، لأنها تجعل المتصفح قاريء ومحرر ومقرر.
وأضاف طهبوب: نحن في “عربي بيديا” لن نسمح لأي متصفح بتحرير أي معلومة أو حذفها أو تعديلها أو إضافة حرف إليها، بل نعطي المتصفح حق الإطلاع والقراءة والطباعة والمشاركة، ونعطيه الحق في إرسال رسالة إلى “المجلس العلمي” لموسوعة “عربي بيديا” في حال رغبته أو إقتراحه بتعديل معلومة أو إضافة جملة أو تصويب خطأ يعتقده، ويأتيه الرد من “المجلس العلمي”.
وأضاف: “كيف يعقل أن نسمح مثلاً لمتصفح مجهول الهوية والإنتماء، مجهول التوجهات، مجهول المستوى العلمي والثقافي، مجهول الأهداف والغايات، أن يقوم بتعديل صفحة معلومات عن أحد الخلفاء أو الصحابة، أو تتعلق بتاريخنا أو جغرافيتنا أو حضارتنا وخرائط جغرافيتنا وحدودنا. نحن في “عربي بيديا” نتطلع إلى تقديم محتوى معرفي موثق ومحقق، يتمتع بالمصداقية والمنهجية العلمية والدقة، وهو محتوى يشرف عليه مجلس علمي معروف ومشهود له من أهل العلم والاختصاص، في مختلف العلوم والمعارف والتخصصات.
وقال طهبوب: “نسمع الجمهور اليوم يقول بكل عفوية حين يريد الحصول على إجابة ما: “خلينا نسأل !!!!” أي نسأل محرك البحث كذا، ومحرك البحث هذا لا يفهم، ولا يتمتع بذكاء خارق، وهو لا يجيبك من عقله، ولا من رأسه، بل من معارف الآخرين التي تم رفعها وتحميلها على منصاته، وهو مثل الوعاء نضع فيه ما نريد من المعلومات والمعارف والأفكار الصحيحة وغير الصحيحة، سليمة النوايا أو خبيثة، متحيزة أو موضوعية، ولا رقيب ولا حسيب”.
وأكد أن “عربي بيديا” وإن كانت تحمل إسم “عربي” إلا أنها تتحدث بكل لغات الأرض، وهي ستقدم صفحاتها المعرفية باللغات الرئيسية العالمية وخاصة الإسبانية والإنجليزية، مؤكدأً أن “عربي بيديا” سيعتمد على “كلمات ذكية” بحيث تقودنا إلى صفحات أخرى وهكذا، وهي تتطلع في المرحلة الأولى من خطتها إلى طرح 5 ملايين “بذرة” معرفية كل سنة، ويتم تطوير هذه البذور المعرفية من قبل المجلس العلمي الذي يتعاون مع جيش من الخبراء والفقهاء والكتاب.
مشروع نهضوي معرفي
وقال الخبير الإعلامي المستشار عبدالرحمن طهبوب الرئيس المؤسس لموسوعة “عربي بيديا”: “هذا المشروع نطرحه ونطلقه باعتباره مشروع نهضوي لأمة، وهذه الأمة لا بد أن تنتج معرفة بما يوازي على الأقل ثقلها الديمغرافي، فكيف يكون العرب نحو 430 مليون نسمة ويُشكلون نحو 5% من البشرية ولديهم “محتوى” معرفي هو أقل من 1% على شبكة الإنترنت”.
وقال: “أثبت السنوات الماضية أن المنصات الغربية تشطب لنا المحتوى الذي لا يتوافق ومعاييرها المنحازة، وأجنداتها المنحرفة، وخضوعها إلى جماعات الضغط و”اللوبي” المسيطر على أنشطتها، من خلال الإعلان والتمويل والدعم اللوجيستي، ونحن كأمة لن نستجدي الآخرين، فالخليج العربي سيظل عربياً وإن غيرتم اسمه، والقدس عاصمة فلسطين وإن كنتم لا تعترفون بها”.
وأعلن طهبوب أن موسوعة “عربي بيديا” لن تكون المنتج المعرفي الوحيد الذي سيتم إطلاقه قريباً، بل سيتم تدريجياً الإعلان عن موسوعات ومشروعات وتطبيقات ضمن “الوقف المعرفي” بالتعاون مع مؤسسات وشركاء في العالم العربي من القطاعين العام والخاص.
ومن الجدير ذكره أن طهبوب كان قد أطلق في 5 يوليو 2013 محرك البحث “يا عربي” وقدم من خلاله المحتوى المعرفي الذي يحترم الهوية الثقافية العربية، وسياسة خصوصية واضحة وشفافة لا غموض فيها، وما زال يطور في هذا المحرك الذي قريباً سيقدم خدمات البريد الإلكتروني أيضاً، ويطلق مواقع ومنصات تواصل إجتماعي خاصة به.
تعليقات الزوار ( 0 )