رغم أن وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، أكدت أن المغرب عازم على تشجيع السياحة الداخلية هذا الصيف، إلا أن عدداً من السياح يشتكون من ارتفاع أسعار الخدمات الفندقية ووحدات الإيواء.
وأثار ارتفاع أسعار الفنادق ووحدات الإيواء السياحية، مع حلول فصل الصيف، وبداية الكثير من المواطنين التفكير في قضاء العطلة الصيفية، الكثير من الجدل، إذ بلغت أثمنتها في بعض المدن كالسعيدية 1470 درهما من فئة خمسة نجوم، أما أثمنة الشقق المفروشة فتجاوزت 600 درهم لليلة الواحدة، أما في الناظور فقد بلغ سعر بعض الفنادق من فئة أربعة نجوم 1300 درهم.
وقال مواطنون لـ “بناصا”، حجزوا في فنادق بمدينتي الناظور والسعيدية، نهاية الأسبوع، “إنه يجب إعادة النظر في هذه الأسعار التي وصفوها بالصاروخية، مما يعيق التشجيع على السياحة الداخلية، خاصة وأن عددا من الأسر المغربية، لازالت تعاني من تبعات الأزمة الاقتصادية المترتبة عن فيروس “كوفيد-19”.
وفي ظل ارتفاع أسعار الفنادق، يفضل العديد من المغاربة، قضاء العطلة الصيفية بإسبانيا أو تركيا أو البرتغال، نظرا لقلة تكلفتها مقارنة بالمدن السياحية المغربية، ولما توفره من خدمات تشجع على السياحة في فصل الصيف.
وفي هذا السياق، كتب عادل بنحمزة، القيادي في حزب الاستقلال، تدوينة على حسابه الشخصي في “فيسبوك”، “إن الكثير من المغاربة يفضلون الوجهة الإسبانية بعدد يقارب مليون سائح، والأمر في غالبيته لا يتعلق بوجاهة اجتماعية، بل فقط لأن الأسعار هناك أقل من مراكش وأكادير ومارتيل”.
وأشار بنحمزة إلى أن “هذا الوضع سيستمر إذا لم تتم مراجعة حقيقية للأسعار المعتمدة في كل القطاعات المرتبطة بالسياحة لأنها وللأسف تتعامل مع السائح بصفة عامة باعتباره فرصة لا يجب التفريط فيها”.
وفي هذا السياق، أكد يوسف الزاكي، رئيس المجلي الجهوي للسياحة بجهة الشرق، في تصريحات إعلامية، “أن المؤسسة التي يشرف عليها، وضعت خطة عمل للتعامل مع الوضع، مشيراً في ذات الصدد إلى أن الجهة الشرقية، تضم واحدةً من الوجهات السياحية المعروفة، كمدينة السعيدية التي وضعت مخططا للترويج الواسع على المنصات والوسائل المتاحة لجلب سياح الداخل”.
وأوضح الزاكي، أن المجلس الجهوي للسياحة، أعدّ تقريرا مفصلا بشأن أسعار المبيت في الفنادق وغيرها من الخدمات، وتبين أن بعضها معقول وفي متناول السائح المغربي، فيما البعض الآخر يحتاج إلى مراجعة كفيلة بتحفيز السائح.
ويذكر أن القطاع السياحي بالمغرب، تكبد خسائر فادحة، إذ أكدت وزيرة السياحة نادية فتاح العلوي، أن عدد السياح الوافدين انخفض بنحو 45 في المائة، خلال الربع الأول من العام الجاري، وتراجعت الإقامة في الفنادق بحوالي 42 في المئة، وانخفضت عائدات القطاع بنحو 15 في المئة، ودفعت هذه العوامل المسؤولين عن القطاع إلى التفكير في بديل ينسجم مع متطلبات المرحلة، لتنتهي إلى ضرورة التعويل على السياحة الداخلية للنهوض من كبوتها.
وكشفت دراسة أجراها موقع “ترافل نيوز” العام الماضي، أن قطاع السياحة، حقق العام الماضي، نموا في ليالي المبيت بنسبة 5 في المئة، لتبلغ أكثر من 25 مليون ليلة مبيت، بعائدات مالية بقيمة 78 مليار درهم في العام الماضي، وأشارت إلى أن 45 في المئة من المغاربة، يقضون عطلتهم في منزل الأهل أو أحد الأصدقاء، كما يقصد نحو 80 في المائة منهم الفنادق، و70 في المئة يقطنون في شقق أو فيلات للإيجار، أما حوالي 30 في المائة منهم فيتوجهون إلى شققهم أو منازلهم الصيفية الخاصة.
تعليقات الزوار ( 0 )