Share
  • Link copied

مغاربة واثقون في السلطات وآخرون دمر الحجر مشاريعهم وروابطهم المهنية

كشفت دراسة جديدة أنجزها فريق بحثي بمؤسسة منصات للأبحاث والدراسات الاجتماعية، عن معطيات تتعلق بعلاقة المغاربة مع التطورات المتلاحقة التي خلفتها حالة الطوارئ الصحية في المغرب، ونظرتهم لفيروس كورونا المستجد.

وعبر أكثر من نصف العينة التي اشتغل عليها البحث الميداني لمركز منصات، والمتمثلة في حوالي 2556 شخصا، في الفترة ما بين 4 و28 أبريل 2020 والتي تتوافق مع المرحلة الأولى من الحجر الصحي فيما يواصل الفريق البحثي موجة ثانية من البحث التي ترافق المرحلة الثانية من الحجر الصحي. ، أي ما نسبته 58.7% من المستجوبين، عن قناعتهم بفكرة الصناعة المخبرية للفيروس. في الوقت الذي عبر فيه حوالي 56 في المائة، من العينة نفسها، عن وخوفهم من فتك كورونا، وذلك بسبب ضعف وهشاشة البنيات الصحية والاستشفائية بالبلاد.

وعلاقة بقرار الدولة فرض حالة الطوارئ الصحية، حظيت هذه التدابير المتخذة من طرف السلطات العمومية المغرببة، بدرجة عالية من الثقة، بحيث أن 87.9% اعتبروها ضرورية، و 93% عبروا عن الرضا عنها و إن بدرجات متفاوتة. كما حظي قرار السلطات بإغلاق المساجد وأماكن العبادة بالقبول وهو ما عبرت عنه نسبة 96.1% من المبحوثين الذين اعتبروا أن ذلك كان إجراء ضروريا. وانخراط 73.4% من مجموع المستجوبين في عمليات للتوعية بمخاطر كورونا.

إلى ذلك، أوضح عزيز مشواط، الباحث السوسيولوجي، بمؤسسة منصات للأبحاث والدراسات، في تصريح لجريدة “بناصا”، أن خلاصاتها أثبثت في مرحلتها الثانية التي سيعلن عن نتائجها قريبا، أن العينة المستجوبة لا تعيش الحجر الصحي بنفس الطريقة ويمكن التمييز بين ثلاثة فئات: الأولى اعتبرت أن الحجر الصحي دمر مشاريعها، وروابطها المهنية ورابطة العمل وهذه الفئة تدافع عن رفع الحجر الصحي ومستعدة لكل المخاطر المترتبة عن ذلك.

وفئة ثانية، عاشت الحجر الصحي كتحرر من الأعباء ومن المسؤولية الاجتماعية ومن العمل ومن باقي الأعباء الأخرى، وهذه الفئة استفادت من الحجر الصحي وتحررت من العمل، بل هناك من كان عاطلا ووجد في هذه الفترة نوعا من التعويض خاصة مع ما قامت به الدولة من إجراءات اتجاه بعض الفئات الهشة.

أما الفئة الثالثة، فعاشت الحجر الصحي كنوع من المقاومة، حيث اعتبرت أن مواجهة كورونا في حد ذاته مهنة بالمعنى المجازي للكلمة وأيضا بالمعنى المباشر. فبالمعنى المجازي، اعتبرت هذه الفئة أن حماية الجسد تستحق كل الجهد في هذه الفترة من خلال العمل على اتباع الإجراءات الاحترازية بدقة وصرامة. وبالمعنى الحقيقي، هناك من حول هذه الجائحة إلى فرصة عبر ابتكار عدد من الحلول من أجل الاستجابة لحاجيات الناس والاستفادة من الظروف الجديدة في ابتكار مهن من قبيل ابتكار تطبيقات جديدة، وظهور مهن جيدة إدارة حوارات اللايف مثلا ، وتوصيل المواد الغذائية وغيرها.

وكشف مشواط، أن هذه الفئات يختلف تصورها للحجري الصحي تبعا لعدد من المتغيرات المرتبطة بالمستوى السوسيواقتصادي لأفراد العينة ومرتبط أيضا بمستواها التعليمي كما تختلف بحسب السكن والجنس و السكن.

موضحا هذا البحث الجديد، يهدف إلى فهم مدى إدراك الأفراد لطبيعة الوضع القائم سواء على مستوى تصوراتهم، ومواقفهم أوممارساتهم. ويحكم البحث منطق الاستكشاف والمواكبة باستحضار البعد الزمني حيث يواكب اللحظات الثلاث الكبرى للجائحة والمتمثلة في بداية الحجر، ومرحلة تمديده ونهايته المحتملة. واستمر ت المرحلة الأولى ما بين بين 4 و28 أبريل 2020 والتي تتوافق مع المرحلة الأولى من الحجر الصحي ويواصل الفريق البحثي موجة ثانية من البحث التي تواكب المرحلة الثانية من الحجر الصحي.

Share
  • Link copied
المقال التالي