يُتابع عشرات الآلاف من المغاربة المقيمين بالخارج باهتمام كبير أخبار الوطن الأم على مدار الأسبوع، وذلك بالرغم من حمأة الانشغالات بأرض المهجر، كما يتذكرون الصالح والطالح من الذكريات والأفراح والأتراح، ولا تمر مناسبة دينية أو وطنية إلا ويتبادلون فيها أطراف الحديث عن بلدهم المغرب.
ويقدر عدد المغاربة المقيمين بالخارج بأزيد من 4.5 مليون مغربي، حسب المعطيات والأرقام التي صرحت بها الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، يتوزعون بين أوروبا، والأمريكتين (أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية)، وأستراليا، ودول أفريقيا، وبلدان العالم العربي.
ويتفاعل أغلب مغاربة الخارج مع قضايا وهموم الوطن، ويظهر ذلك جليا من خلال المواضيع التي تتناولها مجموعة من الصفحات والمجموعات التي تزخر بها شبكات التواصل الاجتماعي، نظير صفحة”مغاربة كندا” أو “مغاربة أمريكا” التي تهدف لربط جسور التواصل بين المغاربة المقيمين بالقارتين الأمريكيتين وباقي مغاربة العالم.
جريدة “بناصا” رصدت اهتمامات مغاربة الخارج وتعلقهم بأرض الوطن من خلال نموذجين اثنين تحدثا عن متابعتهما الدائمة للأخبار من خلال ما تنقله الصحف الإلكترونية أو عبر شبكات التواصل، وتفاعلهما مع الأحداث الراهنة والتحولات التي تشهدها المملكة.
خالد، الذي يقيم بولاية ألبرتا بكندا، يتابع باستمرار كل صغيرة وكبيرة تجري في أرض الوطن، قال “إنني ورغم انشغالاتي الدائمة التي لا تنتهي، إلا أنني حريص على متابعة ما يجري من أحداث بالمغرب وخاصة في مدينتي بالدار البيضاء”.
وأضاف المتحدث ذاته، الذي يشتغل كسائق طاكسي بمدينة إدمنتون، أن جل المغاربة هنا يتفاعلون مع الأحداث التي تقع في المغرب، من الرياضة إلى السياسة، مؤكدا “أنا شخصيا كنت أتابع قضية الصحراء والانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب أولا بأول”.
وأشار خالد الذي حصل على الجنسية الكندية قبل أعوام، في حديث مع “بناصا” إلى أن جسده يشتغل هنا كالمعول بأرض “القيقب”، بينما تسكن روحه أرض الوطن، مضيفا أنه رغم استقراره مع عائلته هنا لما توفره البلاد من فرص له ولأبنائه إلا أنه يفكر في العودة يوما ما إلى أرض الوطن”.
بدوره، قال عثمان الذي يقطن بولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية “كلما اجتمع اثنان من المغاربة في مجلس ما إلى وكان المغرب رفيقنا الثالث”، موضحا “كنلقاو راسنا كنهضروا على المغرب بلا منحسوا سوا في الكورة ولا المواضيع الاجتماعية، حيث المغرب ساكننا في الدم”.
وأضاف، “واخا كنعيشوا هنا، خاصنا ضروري نعرفوا اش واقع في بلادنا، حيث كاينين واليدينا أو خوتنا أو حبابنا تما، وملي كنبغي نرجع في شي زيارة خاصني ضروري نكون عارف اشنو جاري أو طاري في بلادي، وأغلب الأخبار كناخودها غير من الفيسبوك”.
وأوضح عثمان أن الأشياء البسيطة والهدايا الأسرية التي يجلبها أغلب المغاربة معهم إلى أمريكا أثناء نهاية عطلهم بالمغرب، تصبح ذات قيمة، لأنها تذكرهم بالانتماء و بـ”تمغرابيت” وفق تعبيره، وأن حمل المرء لقميص به علم المغرب يعد بمثابة مفخرة لكل المغاربة.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أنه أحيانا يسافر كيلومترات إلى ولاية نيوجيرسي القريبة منه لكي يظفر بجلسة ماتعة مع أصدقائه المغاربة بأحد المطاعم المغربية المتواجدة بالمدينة نظير مطعم “oasis restaurant” أو مطعم “البهجة” بنيويورك وسماع أحاديث المغاربة.
تعليقات الزوار ( 0 )