نفى مصدر مسؤول رفيع المستوى ما تناولته بعض وسائل الإعلام عن إجراء اتصال هاتفي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب.
ونقلت قناة القاهرة الإخبارية عن المصدر قوله إن أي اتصال هاتفي للرئيس السيسي يتم الإعلان عنه وفقًا للمتبع مع رؤساء الدول.
وأضاف أنه كان يجب تحري الدقة المطلوبة خاصة في ما يتعلق باتصال على هذا المستوى، وفي هذا التوقيت الدقيق الذي تمر به منطقة الشرق الأوسط.
وكانت وسائل إعلام أمريكية نقلت عن ترامب تصريحات قال فيها إنه أجرى اتصالًا بالسيسي وطرح عليه فكرة نقل الفلسطينيين من غزة.
وكانت دعوة ترامب لتهجير فلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، بداعي عدم وجود أماكن صالحة للسكن في قطاع غزة جراء الإبادة الإسرائيلية، واجهت فعلًا رسميًا وشعبيًا غاضبًا في مصر.
وأكد مجلس النواب المصري حنفي جبالي رفض المجلس القاطع لأي ترتيبات أو محاولات لتغيير الواقع الجغرافي والسياسي للقضية الفلسطينية، مشددًا على أهمية الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، باعتبار ذلك خطوة أولى في مسار تحقيق السلام.
وقال جبالي، في كلمة ألقاها في جلسة البرلمان، الإثنين، إن الأطروحات المتداولة بشأن تهجير الفلسطينيين تتجاهل تمامًا الحقيقة الراسخة بأن القضية الفلسطينية ليست مجرد نزاع جغرافي، بل قضية شعب يناضل من أجل حقوقه التاريخية المشروعة، وإن القضية الفلسطينية لا تمثل فقط معركة نضال شعب من أجل حقوقه المشروعة، بل تجسد اختبارًا لقيم العدل والسلام والاستقرار.
وأضاف جبالي أن وقوف مصر إلى جانب فلسطين ليس مجرد التزام سياسي، بل انحياز للحق والجانب الصحيح من التاريخ، لا سيما مع معاناة الشعب الفلسطيني العصي على الانكسار من انتهاكات جسيمة، بما فيها استباحة دماء الأطفال والنساء والشيوخ على مرأى ومسمع من العالم.
وزاد: اتفاق وقف إطلاق النار جاء في مرحلة فارقة تجرّعَ فيها الفلسطينيون مرارة الحصار والتجويع والقمع لأكثر من 15 شهرًا، في ظل عجز دولي مريب عن مواجهة تهديد خطير للسلم والأمن الدوليين، مؤكدًا أن بلاده تركز جهودها على تثبيت الاتفاق، وضمان تنفيذ بنوده بمراحله الزمنية الثلاث، ومنع أي تصعيد جديد، مع الاستمرار في تقديم الدعم الإنساني والمساعدات الحيوية التي يحتاجها أهالي غزة.
وتابع: لا يمكن إغفال الخطر الكبير الذي تمثله الأطروحات المتداولة بشأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم، بعد أن قدموا آلاف الشهداء وضحوا بالغالي والنفيس، والشعب الفلسطيني ليس مجموعة من الأشخاص الذين يبحثون عن مأوى، بل شعب له تاريخ عريق، وأرض مقدسة، وحق أصيل لا يسقط بالتقادم.
وأكد أن مثل هذه الأطروحات تحاول الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني، ولا تقتصر على تهديدهم وحدهم، بل تمثل خطرًا جسيمًا على الأمن والاستقرار الإقليميين، لما قد تسببه من عرقلة جهود استدامة الهدنة الحالية، ووصولها إلى وقف دائم لإطلاق النار، بالإضافة إلى أن تهجير الفلسطينيين معناه نقل الصراع إلى أراض أخرى، بما يحمله ذلك من تداعيات كارثية على المنطقة بأسرها.
وختم جبالي بالقول إن الحل الوحيد لتحقيق السلام الدائم هو تنفيذ حل الدولتين، بما يضمن للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
تعليقات الزوار ( 0 )