طالب مرصد إسباني، حكومة مدريد برئاسة بيدرو سانشيز، بالتريث قبل الشروع في تحسين العلاقات مع المغرب، وعدم جعل هذا الأمر من ضمن الأولويات في المرحلة الراهنة، لكون ذلك لن يغير أي شيء في طبيعة الأمور القائمة، في ظل استمرار الرباط في سلوكاتها الاستفزازية، والتي كان آخرها تشييد مزرعة للأسماك، قبالة الجزر الجعفرية.
وكشفت صحفية “ceutaactualidad”، أن مدير مرصد سبتة ومليلية، كارلوس إتشيفيريا، يرى أن “خلفية العلاقات بين إسبانيا والمغرب لا تزال هي نفسها، وهذا يعني أن الاجتماعات، في حال عقدها، لن تكون علامة على أن الأمور تسير على ما يرام”، مضيفاً أن “ذلك يمكن أن يحدث، ونأمل ألا يحدث، وأن الاجتماعات تفرض من قبل أولئك الذين ينقلون فكرة التطبيع”.
وأوضحت أن إتشيفيريا، اعتبر أن أحدث التطورات التي عرفتها العلاقة، كما هو الشأن مع مزارع الأسماك في المحيط الأطلسي، وأيضا بالبحر الأبيض المتوسط قبالة شافاريناس، لا تزال عبارة عن “استفزازات من قبل المغرب”، على الرغم من خطاب تطبيع العلاقات، متابعةً أنه في حال فتحت الحدود بطريقة خاطئة دون تحسن العلاقات، “فلن يكون ذلك علامة على التحسن، بل هو بالأحرى سقوط”.
واسترسل أن التقارير الإعلامية تتحدث عن وجود لقاءات بين مسؤولين مغاربة وإسبان، إلا أن ذلك، حسبه، “لا يعني شيئا”، متابعاً أن “الزيارات في حد ذاتها ليست علامة، فالعلامة هي تغيير في الموقف والتغيير في الموقف يجب أن يأتي أولا قبل كل شيء من المغرب”، مردفاً: “هناك فكرة خطيرة من الجانب الإسباني مفادها أنه يتعين علينا القييام بإيماءات”.
وأكد، ردا على أصحاب الطرح الأخير، أنه “إن لم تكن هناك إيماءات من قبل أولئك الذين توترت العلاقات معهم، فلن يكون لها أي معنى، فمن الأفضل أن يستمر الحال كما هو الآن”، مسترسلاً: “الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب لإعطاء الأولوية لإعادة فتح الحدود، فهي لا تمس بسبب قضية الوباء، ولأن إغلاق الحدود في الأجندة المغربية بشكل متقطع جزء من استراتيجتها فيما يتعلق بسبتة ومليلية”.
وأبرز أن “الوباء هو عذر مثالي بلا شك”، ولابد “من النظر إلى أبعد من ذلك بكثير: إلى العلامات التي تدل على أن هذا الأمر جزء من مسرحية مختلفة واضحة”، مضيفاً، بشأن الموعد المناسب لاستئناف العلاقات: “لا يوجد جدول زمني، وسيكون دلك بمثابة تخمين. ليست لدينا أسس للاعتقاد بأن العلاقات الثنائية ستتحسن في غضون شهرين أو ثلاثة أو ستة أشهر”.
وأردف المتحدث ذاته: “دعونا لا ننسى أن المغرب في حالة ديناميكية، ليس فقط فيما يتعلق بإسبانيا، ولكن أيضا مع الجزائر، بعد تدهور العلاقات”، موضحاً أن المغرب لا ينقل رسالة إلى إسبانا وبقية دول العالم، مفادها أنه “بحاجة ماسة إلى الوضع السابق وأن إعادة العلاقات”، حسب قول إتشيفيريا.
ويعتقد الأكاديمي ذاته، أنه “من الصحيح تماماً القلق بشأن تصعيد أحد الجيران، حتى لو كان الأمر متعلقا بجار آخر وليس أنت. ينتهي الأمر بإحداث معضلة أمنية. إنه توتر متزايد في منطقتنا وعلى أبوابنا”، مبرزاً، بشأن ما إن كان هناك مؤيدون للمغرب داخل سبتة: “نحن لا نرى هذا الوضع بالشروط التي تنشأ الآن”.
وذكر أنه “في بعض الأحيان يتم تمييز الناس والجماعات، وهو لا يتعين علينا القيام به، فهم مواطنون إسبان مثل أي شخص آخر، أشخاص ملتزمون بالمصلحة الوطنية”، متابعاً: “في المنطقة الرمادية بالتحديد، يمكن للمغرب، إذا لم يفعل ذلك بالفعل، وهو ما يفعله بالتأكيد، أن يشحذ هذا النوع من الرسائل لتوليد عدم الثقة في إسبانيا والاتحاد الأوروبي”.
وشدد على ضرورة: “أن نحافظ على التعايش بين مختلف الأديان، تلك الشكوك في المواقف المؤيدة للمغرب، عليهم التفكير كثيرا قبل التعليق عليها، لا يمكن التعرف على الشخص من خلال معتقده الديني”، مشدداً على أنه لا يمكن اعتبار أن المسلمين يخدمون مصالح المغرب، لمجرد أنهم مسلمين، لأن هذا الأمر، خطأ من حيث المبدأ.
تعليقات الزوار ( 0 )