تسبب الانفجار الوبائي الذي عرفته تارجيست، الواقعة بإقليم الحسيمة، في أواخر يوليوز وبداية غشت الماضيين، في إعلان السلطات المحلية تشديد القيود على تنقل المواطنين من وإلى المدينة، إلى جانب إغلاق السوق الأسبوعي، الذي كان نقطة التقاء تجار ومهنيي الدائرة كلها، والتي تضم إلى جانب الجماعة الحضرية، 7 جماعات قروية.
إغلاق المدينة، وخاصة السوق الأسبوعي، تسبب في ارتباك داخلها، وجعل التجار يدخلون في صراع مع السلطات في البداية، قبل أن تتغاضى الأخيرة، ويقوم المهنيون الذين اعتادوا على زيارة السوق، بعرض سلعهم ومنتوجاتهم بالشوارع المجاورة، ما أغضب سكان وأصحاب المحلات التجارية، الذين احتجوا على مسؤولي المدينة ونددوا بالتهاون في تطبيق القانون.
وسبق للساكنة والتجار، أن أعربوا في تصريحات لجريدة “بناصا”، التي سبق وتطرقت للأمر، عن استيائهم لما يقع، في ظل تجاهل السلطات لتحويل الشوارع المجاورة للسوق وساحة مسجد المحطة، والتسبب في تجمعات كبيرة للمئات من المواطنين، ما يهدد بتفشي فيروس كورونا، إلى جانب ما تحويل الشوارع، كل مساء أربعاء، وهو موعد السوق الأسبوعي، إلى ما يشبه “المزبلة”.
باشا المدينة وعد التجار بمراجعة القرار قريبا، خاصة بعد تأكيده على أن الوضعية الوبائية في المدينة قد عرفت تحسنا في الأسابيع الأخيرة، حيث لم تعد تسجل إصابات جديدة، فيما ظلت الجماعات المنتمية للدائرة، ترصد بضع حالات أسبوعيا، وهو ما تأتى يوم أمس الأربعاء، بعدما فتحت السلطات المحلية السوق الأسبوعي، لأول مرة منذ الـ 5 من شهر غشت الماضي.
وعلى عكس التشديدات الأمنية التي كانت تعرفها مداخل تارجيست في الشهرين الماضيين، سُمح بدخول السيارات بشكل طبيعي، الأربعاء، مع غياب نقاط أمنية في المداخل الثانوية للمدينة، إلى جانب فتح السوق الأسبوعي في وجه التجار والمهنيين، وهي الخطوات التي نالت استحسان الساكنة، التي عبرت في أكثر من مناسبةٍ عن غضبها من إغلاق نقطة الالتقاء الاقتصادية الوحيدة بالدائرة.
ودخل التجار بشكل طبيعي إلى السوق الأسبوعي، الأمر الذي خفف الضغط الكبير الذي كانت تعرفه الشوارع المجازرة، وأفسح المجال أمام أصحاب المحلات الذين سبق واشتكوا وضعهم لباشا المدينة، الأمر الذي رحب به مواطنون ومهنيون، واعتبروه “أمرا جيدا لكي تعود الحياة للمدينة، بعد شهرين من الإغلاق”، على حد قول أحد الساكنة في تصريح لـ”بناصا”.
وأضاف محمد، أحد باعة الخضر في سوق تارجيست، بأنه “كان يعرض سلعه داخل المرفق، لكن بعد قرار الإغلاق الذي جاء بعد عيد الأضحى مباشرة، اضطررت لعرض سلعي في الشارع المجاور، من أجل الحفاظ على استمراريتي في العمل، وعدم التوقف، خاصة أن وضعي المادي بسيط للغاية، والعودة إلى السوق أمر جيد، بالرغم من أنه قد لا يغير الكثير من حيث المبيعات”.
وتابع المتحدث نفسه، بأن “عرض السلع في الشارع يتسبب في العديد من المشاكل، خاصة مع أصحاب المحالات من تجار، وبالأخص إن كانوا يبيعون نفس المنتوجات، لأنهم يطالبوننا بالابتعاد عن محلاتهم”، قبل أن يزيد:”والمشاكل مع الساكنة ودعوات ديالهم لي كيدعيو علينا لأننا في الغالب في العشية كنكونوا عيانين ومكنجمعوش المخلفات، شي لي كيسوخ الشارع”.
من جانبه أشار أحد أصحاب المحلات المجاورة للسوق في تصريح لـ”بناصا”، بأن “فتح السوق من شأنه أن يعيد الحركية للمدينة، وينهي المشاكل التي كانت تعانيها في ظل الصارع الذي استمر بيننا وبين التجار والمهنيين الذين كانوا يعرضون سلعهم أمام محلاتنا”، مردفاً:”ماشي مباغيينهومش يسترزقوا الله، ولكن راه حتا حنا كنسترزقوا، والله يحسن العون للجميع”.
قرار سلطات تارجيست، لم ينل استحسان تجار السوق وأصحاب المحلات المجاورة، بل رحب به عدد من سائقي سيارات “الخطافة”، الذين كانوا لا يستطيعون المرور من الشوارع المجاورة للسوق لأنها كانت مملوءةً عن آخرها، ويستحيل المرور منها، مع صعوبة عبور شوارع أخرى قريبة، نظراً للاكتظاظ الذي كانت تعرفه، والذي تحول حاليا، من خارج “مرفق السوق”، إلى داخله.
يشار إلى أن إقليم الحسيمة، سجل 16 حالة في آخر تحديث للإحصائيات الوبائية، بعد يومين من عدم رصده لأي إصابات جديدة، ليرتفع عدد الحالات النشطة داخل ترابه، والتي تتلقى العلاج بمستشفى القرب بإمزورن أو بمنازلها وفق البروتوكول الصحي المعمول به، إلى 38.
تعليقات الزوار ( 0 )