بعد أيام من إيقاف المغرب للتنسيق الأمني والاستخباراتي مع إسبانيا، على خلفية المواقف العدائية للأخيرة بخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة، يحاول مسؤولو الجارة الشمالية إقناع الرباط باستئناف التنسيق، وذلك مخافة وقوع هجمات إرهابية خلال بطولة أمم أوروبا التي تنطلق في الـ 11 من يونيو الجاري.
وستدور أحداث كأس الأمم الأوروبية التي ستستمر إلى غاية الـ 11 من يوليوز المقبل، في 11 ملعباً في القارة العجوز، من بينها ملعب “لا كارتوخا” بمدينة إشبيلية، وهو الأمر الذي يثير مخاوف إسبانيا، سيما بعد تداول مجموعة من التقارير الإعلامية في الفترة الأخيرة، أنباءً عن وجود مخططات إرهابية قد تستهدف الجارة الشمالية.
وقالت صحيفة “OKDIARIO” الإسبانية، إن الأجهزة الأمنية الإسبانية طلبت من نظيرتها المغرب، العودة إلى التعاون، وإنهاء ما أسمته بـ”الحصار”، نظرا لأن اللحظة الحالية في ظل وجود بطولة رياضية كبرى، تعتبر “استثنائية”، وتحتاج إلى اليقظة والتأهب، مشددةً على أن التعاون الأمني مع المغرب، حاسم في السيطرة على الإرهاب.
وأضافت الجريدة أن إسبانيا لها القدرة على السيطرة على الإرهاب داخلياً، ولكن المساعدة، من قبيلة تلك التي يقدمها المغرب ضد الإرهاب، لا تُهدر أبداً، وهو الأمر الذي دفعها لوصف وقت قطع التعاون من طرف الرباط بـ”السيء”، لأنه يتصادف مع “كأس أمم أوروبا والتجمعات للأحداث الرياضية”، حسبها.
وتابعت أنه، بالرغم من أن الشرطة الإسبانية طلبت استئناف التعاون، إلا أن المغرب يتعامل ببرودة في ظل التصعيد الدبلوماسي الناجم عن استضافة حكومة بيدرو سانشيز، لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي من أجل الاستشفاء، مع مساعدته على الإفلات من العقاب، ومغادرته لأراضي المملكة الإيبيرية من دون محاكمة.
وأكد المصدر أن الاستخبارات الإسبانية في حالة تأهب قصوى، بسبب الأزمة وقطع المغرب لتعاونه، وفي ظل التحديات الكبيرة التي ستواجهها في الأيام المقبلة، والمتعلقة بدخول مئات الآلاف من المشجعين والمسافرين إلى البلاد، بسبب بطولة أمم أوروبا، وفصل الصيف؛ إما بغرض السياحة أو للسفر صوب بلدهم الأصلي في إفريقيا.
ونبهت الجريدة، إلى أن تبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية بين المغرب وإسبانيا، كانت تسمح للشرطة في المملكة الإيبيرية ببعض “راحلة البال”، حيث كانت الرباط تقوم بتحديد الأشخاص المشتبه فيهم، أو الذين يشكلون تهديداً محتملاً، وإخبار الجارة الشمالية، غير أن توقف التنسيق، غيّب الأمر، وجتى في حال حدوثه، يقول المصدر: فإنه ستحيطه “الشكوك حول مصداقيته”.
وأردفت الصحيفة أن التحدي الآخر الذي تواجهه الاستخبارات الإسبانية يتعلق بتأمين بطولة الأمم الأوروبي، حيث نقلت عن مصدر استخباراتي، أن “حدثا رياضيا بهذه الخصائص يضع خدمات المعلومات في بلد ما على المحك. لكي تعمل هذه الخدمات، من الضروري، تبادل التقارير مع الدول الأخرى، فيما يتعلق بالأمن، ولا يزال المغرب هو المعيار في هذا النوع من المعلومات”.
يشار إلى أن العلاقات المغربية الإسبانية تشهد أزمة غير مسبوقة، بعدما أقدمت حكومة مدريد على مراكمة المواقف العدائية تجاه الوحدة الترابية للمملكة، آخرها قبولها استضافة إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، بشكل سريّ، وبهوية مزورة، وتسهل مأموريته للإفلات من العقاب.
يجب على إسبانيا أن تعول على نفسها وتترك المغرب لأنها هذه الأخيرة هي من تتعامل مع الإرهابيين وتشجعهم.
من حفر حفرة يجب عليه أن يقوم بتوسيعها جيدا لكي لا يقع فيها هو بنفسه.
ليس الخوف من الهجمات الارهابية وإنما الضغط الداخلي الاسباني هو من يدفع حكومة خيطانو للتنسيق مع المغرب. إقصاء الموانئ الإسبانية من عملية العبور ضربة ما بعدها ضربة وخصوصا ميناء سبتة مليلية