اعتبر محمد الشرقاوي، أستاذ تسوية الصراعات الدولية وعضو لجنة خبراء الأمم المتحدة سابقاً، أنّ وصول وفد من قيادات وأعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، بعد تهنئة الرئيس الإسرائيلي الجديد، نفتالي بينيت، يُعيدنا إلى كيف كان الموقف المغربي وكيف أصبح اليوم.
وقال الشرقاوي، خلال مداخلة له، في الندوة التفاعلية التي نظمتها “بناصا” مساء يومه الجمعة، تحت وسم ” أبعاد ودلالات زيارة قادة حماس للمغرب”، إنّ هذه الزيارة تعيدنا إلى تاريخ إعلان الرئيس الأمريكي اعترافه بمغربية الصحراء، وبأن هناك تطبيع بـ”النسخة المغربية الإسرائيلية” من اتفاقيات أبراهام.
وأضاف أستاذ تسوية الصراعات الدولية وعضو لجنة خبراء الأمم المتحدة سابقاً، أنه أثناء الاتفاق الثلاثي، أصدر القصر الملكي بلاغين يفسر فيهما ماهية هذا التقارب او الانفتاح أو التطبيع، وأيضا مدى التزام المغرب بدعم القضية الفلسطينية.
وأوضح الشرقاوي، أن هذا السياق المغربي، كان يتماهى مع مكالمة هاتفية بين الملك محمد السادس، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في هذا الاتجاه وتأكيد أنّ الرباط لاتزال تؤيد القضية الفلسطينية وتدعم فكرة حل الدولتين.
وسجلّ المتحدث ذاته، أنه إذا وصلنا إلى الأسبوع الثاني من شهر يونيو، فإننا نشهد بأن هذه الزيارة هي أرفع مستوى دبلوماسي تحظى به القيادة في حماس على الصعيد العربي، إذ أن استقبال الرباط لهنية، له رمزية بعيدة، وأيضا عميقة.
وشّدد الشرقاوي، على أنّ حماس الآن أصبحت قوة فرضت نفسها بفعل نتائج القصف الصاروخي بين غزة وإسرائيل، وبالتالي فإذا كانت أوروبا أو إسرائيل تبحث عن التفاوض مع حماس بشكل غير مباشر فهذا يعني أن الحركة تكسب مزيدا من الواقعية السياسية.
وفي المقابل، يضيف الشرقاوي، هناك قراءة أخرى، حول تغير الموقف المغربي رسمياً من تأييد القضية الفلسطينية قبل سبعة أشهر على مستوى محمود عباس، ورام الله، وأصبح الآن التأييد على مستوى حماس وعلى مستوى إسماعيل هنية وبقية قادة الحركة.
وتساءل الشرقاوي، هل الآن ينطلق المغرب من أن هناك ثنائية في الموقف الفلسطيني؛ ثنائية غزة وثنائية الضفة؟ مُردفا: أن هناك إعادة نظر في الأسبوعين الأخيرين، وأن هناك مؤشرات واضحة على مراجعة الموقف المغربي، خاصة فيما يتعلّق بكفتي الميزان بين فكرة التطبيع وقضية الدعم لفلسطين.
ويرى المصدر ذاته أن هناك خطوة “تكتيكية” الآن بأن يستضيف المغرب حركة حماس على هذا المستوى، وهي زيارة ليس على مستوى حزب العدالة والتنمية، وليست على المستوى الرسمي التقليدي في الأعراف الدبلوماسية، بقدر ما يمكن تسميتها بـ”زيارة شبه رسمية” نظرا لمستوى الترحيب وأيضا الحظوة التي حظي بها قادة حماس في الرباط.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن خطاب التطبيع الذي كان يطغى على الرباط إلى حد كبير، أصبح الآن يتقلص أمام مجموعة من الشخصيات حول صنع القرار ممن ارتأو أن التطبيع كان مجازفة، وأن هناك حاجة مغربية لتوازن الموقف.
كما ينبغي أن نستحضر أن هناك رسائل متعددة باتجاه اسرائيل، بمعنى آخر، يضيف الشرقاوي، أن المغرب وإن طبع أو فتح مكتب الاتصال، أو فتح خط جوي بين الرباط وتل أبيب، فهذا لا يجعله في مرتع التطبيع على غرار الإمارات أو باقي الدول الأخرى.
وأوضح، أن هناك خطوة إلى الوراء وهناك خطوة إلى الأمام فيما يتعلق بالرباط التي تعتد بهذا التأييد، وأن ندرج فيه حماس علاوة على السلطة الفلسطينية، وبالتالي نسترعي انتباه البيت الأبيض وحكومة بايدن بأن هناك إمكانية أو هناك مرونة لدى الرباط في أن تلعب كافة الأوراق وتذكر الإسرائليين والأمريكيين بأن هناك اتفاق ثلاثي، إذ لم يتحقق، فإن هناك بدائل أخرى.
وخلص الشرقاوي إلى أنه يمكن قراءة هذه الزيارة بالواقعية السياسية، بمعنى استراتيجية المصالح، واستراتيجية استخدام الورقة الحمساوية، أكثر من الاعتداد بأن حماس هي التي فرضت نفسها، بمعنى أن الرباط لم تكن لترحب بحماس إلا لاعتبارات معينة.
وأشار أستاذ تسوية الصراعات الدولية وعضو لجنة خبراء الأمم المتحدة سابقاً، إلى أن ضمان أمن إسرائيل من الوجهة الأمريكية، أصبح مرتبطا بدور المغرب الذي أصبح يتمتع ببعض ما يمكن أن نسميه بـلغة شكسبير بـ (political leverage) أو النفوذ السياسي.
تعليقات الزوار ( 0 )