هاجم المحلل السياسي الإسباني إدواردو مادرونال، موقف حكومة بيدرو سانشيز، من الأزمة الروسية الأوكرانية، معتبراً أن مدريد اختارت الأمر الخطأ، بانحيازها للولايات المتحدة الأمريكية، وإرسالها لقواتها العسكرية من أجل الردّ على أي محاولة من موسكو، لغزو جارتها.
وقال مادرونال، في مقال تحليلي نشرته جريدة “lavozdeasturias”، إنه لا أحد يمكنه التشكيك في أن روسيا بوتين، “وريثة القوة العظمى السوفيتية، التي ماتت بسعادة قبل ثلاثين عاما، هي قوة إمبريالية عدوانية”، فبالإضافة إلى “تهديد أوكرانيا بـ 175 ألف جندي على حدودها، قامت موسكو بإخماد الثورات في كازاخستان بقواتها، وتنازع في ليبيا، وتعزز وصايتها على النظام السوري”.
وأضاف أن روسيا، تستعمل أيضا، “النظام البلاروسي القاسي لإطلاق موجات من اللاجئين، إلى الحدود البولندية، أو استخدام مفتاح الغاز من أجل ابتزاز الاتحاد الأوروبي الذي تضرر من أزمة الطاقة”، لكن، كل هذا، حسب مادرونال، لا يمكن مقارنته بالقوة الأمريكية العظمى، التي وصفها بـ”التهديد الرئيسي للسلام العالمي والمصدر الرئيسي للحرب والبؤس والقمع”.
وتابع أنه منذ “انتهاء الحرب الباردة قبل ثلاثة عقود، لم تشهد الولايات المتحدة يومًا واحدًا من السلام، ولا يومًا واحدًا لم تكن فيه مشجعة – بشكل مباشر أو غير مباشر، بشكل علني أو خفي – للحرب أو التدخلات المزعزعة للاستقرار أو الانقلابات، أو عمليات إعادة التوجيه الخفية للإطاحة بالحكومات المعادية”.
وأردف المحلل الإسباني نفسه، أن الولايات المتحدة الأمريكية، لم تكن في أي يوم، غير داعمة لـ”دول أو حكومات أو أنظمة دكتاتورية أو مستبدة مستبدة بسجل مثبت من انتهاكات حقوق الإنسان، ولكنها محمية بالهيمنة لكونها تابعة جيدة”، مسترسلاً أن إسبانيا، تشارك فيما يصل إلى 17 مهمة عسكرية خارجية، بعدة آلاف من الجنود، بعضهم تحت إشراف الناتو، وهو تحالف في خدمة الولايات المتحدة”.
وواصل أن إسبانيا، تعد موطنا لـ”أربع قواعد عسكرية، هي روتا، ومورون، وتوريخون، وسرقسطة، تستعملها أمريكا وحلف شمال الأطلسي بانتظام في عملياتهم الحربية”، مسترسلاً أن قاعدة روتا البحرية، التي تستخدمها البحرية الأمريكية حصريا، واحدة من أكبر وأهم قاعدة في العالم للبنتاغون، وهي موقع الدرع المضاد للصواريخ وتستخدم للعمليات في الشرق الأوسط”.
وأبرز أن إسبانيا، كان لها بالفعل وجود عسكري كبير في أوروبا الشرقية، وهي منطقة شديدة الخطورة، منذ سنة 2006، حيث شاركت في مهام الشرطة الجوية في بحر البلطيق، مردفاً إن إسبانيا تحتفظ بسبعة مقاتلات يوروفايتر، وما مجموعه 130 فردا عسكريا في ليتوانيا، كما أن هناك 305 جنديا في لاتفيا.
واستطرد أن حكومة سانشيز، تسعى لـ”إضافة نقاط إلى حلف شمال الأطلسي والبيت الأبيض، قررت اتخاذ عدة خطوات أخرى، وإرسال فرقاطة بلاس دي ليزو، وسفينة ماريتايم أكشن ميتيور إلى البحر الأسود”، مضيفاً أن وزيرة الدفاع مارغريتا روبلز، أشارت إلى أنه يتم تقييم إمكانية نشر قوات الناتو الجوية في بلغاريا والتي تشارك فيها إسبانيا، والتي ستضاف إلى تلك الموجودة في ليتوانيا”.
وأكد وزير الدفاع، يتابع مادرونال، أن موقف إسبانيا هو “الرد دبلوماسي وهناك خفض للتصعيد”، لكن “الناتو سيحمي ويدافع عن سيادة أي دولة تريد الدخول”. من ناحية أخرى، يسترسل المحلل السياسي نفسه، أعرب زعيم الحزب الشعبي بابلو كاسادو، عن دعمه لقرار الدفاع، وقال إن “حكومة إسبانيا ستحظى بدعمنا الكامل عندما يتعلق الأمر بالوفاء بالتزاماتها في إطار الناتو”.
وشدد في الختام، على أن زيادة تأطير إسبانيا في الجغرافيا السياسية لأمريكا، وخطط البنتاغون الحربية أكثر فأكثر “يعرضنا جميعًا للخطر، وأكثر من ذلك في وقت تعرض فيه زيادة التوتر في الشرق السلام في أوروبا للخطر”، وهي “تتضاعف في جميع المجالات – الاقتصادية، والسياسية، والدبلوماسية- وخضوع المصالح الوطنية للخطط الاستراتيجية وضرورات القوة العظمى في أمريكا الشمالية”، حسبه.
واختتم مادرونال، مقاله التحليلي، بالتأكيد على أن هذا الأمر، هو السبب الرئيسي، في أن الوقت قد حان، لرفع الرفض لأي حرب جديدة، وقول لا لـ”الحروب الأمريكية. لا في أوكرانيا ولا في أي مكان آخر”.
تعليقات الزوار ( 0 )