تداولَ إعلام عبري مشهدًا لوزير الدفاع يوآف غالانت وهو يتابع، من مقرّ غرفة العمليات، مجريات الهجوم الإسرائيلي على إيران، حيث ظهرت على شاشة عرض أمامه صورة لحريق كان يحاول تصويره على أنه ناجم عن الهجوم. لكن بدلًا من أن ينقل هذا المشهد للداخل الإسرائيلي الرسالة المرغوبة، وهي “نجاعة” الهجوم، أثار موجة من السخرية من القيادتين العسكرية والسياسية في إسرائيل؛ بعدما تبيّن أن الصورة المعروضة قديمة، وتعود لحريق اندلع في طهران عام 2021.
إذ قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية الخاصة إنه خلال الهجوم على إيران، الذي دام أربع ساعات فجر السبت، تَسابقَ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وغالانت على الظهور الأول أمام الجمهور الإسرائيلي من داخل قاعة العمليات المحصّنة المسماة “الحفرة”، حيث تقع تحت الأرض، أسفل مقرّ وزارة الدفاع في تل أبيب.
ويأتي هذا في إطار التنافس السياسي المتواصل بين الرجلين المنتميين لنفس الحزب؛ “الليكود” اليمني، ولحصد أي مكاسب سياسية قد تنجم عن هذا الهجوم. فقد عارض غالانت الكثير من قرارات نتنياهو خلال حرب الإبادة على قطاع غزة، المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بجانب “التعديلات القضائية” المثيرة للجدل، وقانون تجنيد الحريديم، وهو ما دفع الأخير إلى السعي لإقالته أكثر من مرة.
ولفتت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن مكتب نتنياهو نشر أولًا بيانًا مرفقًا بمقطع فيديو تحت عنوان: “رئيس الوزراء يوجّه الهجوم على إيران من الحفرة في الكرياه” (الاسم الذي يُطلق على مقرّ وزارة الدفاع). وبعد ذلك بقليل، نشر مكتب غالانت صورة يظهر فيها الأخير “وهو يراقب هجوم الجيش الإسرائيلي على إيران” من المكان ذاته.
وتابعت الصحيفة: “ظهر غالانت وهو يشاهد شاشة عرض تعرض لحظة انفجار في إيران، لكن تَبيّنَ فيما بعد أنها صورة قديمة لانفجار حصل في إيران عام 2021″.
هيئة “البث” العبرية الرسمية، أكدت بدورها زيف صورة غالانت، وأنها لحريق اندلع في طهران قبل عدة سنوات.
فيما قالت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية الخاصة إن رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي، دخل في السباق كذلك؛ حيث تداولت وسائل إعلام عبرية صورة له، وهو يقوم بتوجيه الأوامر لمرؤوسيه خلال الهجوم نفسه على إيران.
فضيحة وإحراج
في إطار هذا التنافس على الظهور، نالت صورة غالانت النصيب الأكبر من سخرية الناشطين الإسرائيليين على منصة “إكس”؛ حيث عَدّها بعضهم “فضيحة”، وسبّبت “إحراجًا” للقيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل. فقد قال أحد الناشطين: “قادة إسرائيل السياسيون والعسكريون ينشرون أيّ صُور من غوغل ليضحكوا بها علينا ويستهينوا بنا، إنها فضيحة”.
فيما وصف ناشط آخر الصورة بأنها “محرجة”، وتساءل مستنكرًا: “لماذا كل هذا الغباء بنشر صورة قديمة، والإيحاء أنها لتفجير في إيران خلال الهجوم الإسرائيلي”.
وعلق ناشط ثالث قائلًا: “إنهم (ساسة إسرائيل) ينشرون صورًا قديمة دون التحقق منها.. هل تضحكون علينا؟”.
بينما قال ناشط آخر إن تلك الصورة تعود لمجموعة من “المهرجين”، في إشارة إلى غالانت والقادة العسكريين الذين ظهروا معه في الصورة.
ورأى ناشط آخر أن هذه الصورة تفسّر كيف أخفقت إسرائيل في إحباط عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023.
ناشطون إسرائيليون آخرون نشروا، بدورهم، صورًا لقادة عسكريين إيرانيين وهم “ينفجرون من الضحك” على صورة غالانت.
ليعلق ناشط آخر قائلًا: “هؤلاء (ساسة إسرائيل) يهدرون وقتنا ويضحكون علينا”. وتساءل مستنكرًا: “إلى متى تضحكون علينا أيها المهرجون؟”.
وفجر السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي شن هجوم جوي على إيران دام لأربع ساعات، واستهدف مواقع عسكرية، فيما أكدت إيران أنها تصدّت بنجاح “لمحاولات الكيان الصهيوني مهاجمة بعض النقاط في العاصمة طهران والبلاد”.
بدورها، قالت وكالة “تسنيم”، المقرّبة من “الحرس الثوري الإيراني”، إن “الجيش الإيراني أفاد بمقتل عسكريين اثنين في الهجوم الإسرائيلي فجر اليوم”.
وقالت هيئة الدفاع الجوي الإيراني، في بيان، إن إسرائيل هاجمت نقاطًا عسكرية في محافظات طهران وخوزستان وإيلام، رغم تحذيرات المسؤولين الإيرانيين. وأوضحت أن أنظمة الدفاع الجوي تصدّت للهجمات بنجاح، لكن وقعت “أضرار محدودة” في بعض النقاط، وأنه يجري فحص مدى الهجمات.
تعليقات الزوار ( 0 )