شارك المقال
  • تم النسخ

مبروكي: العنصرية تنتشر بسهولة ويجب أن نتعلم كيف نعيش معها ونسيطر عليها

أعادت قضية مقتل الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد لدى اعتقاله من قبل الشرطة في الولايات المتحدة إلى الواجهة قضية العنصرية والتميز وأعطتهما زخما جديدا بعد أن كاد يتواريا نسبيا.

مبروكي: المغرب يحتاج قيم الدين البهائي .. وسلامة الوطن أولوية

وفي هذا الإطار قال الدكتور جواد مبروكي، والخبير في التحليل النفسي، إن العنصرية والتميز شيئان يتشابهان ومن الصعب  أن نفرق بينهما في العلاقات الإنسانية وعلى أرض الواقع.

وأكد الخبير في التحليل النفسي، في تصريح لـ”بناصا” أننا “لا نرى العنصرية إلا عند الإنسان حيث تغيب عند الحيوان ويبقى هذا الأمر واقعا إنسانيا اجتماعيا مهما فعلنا، مردفا أنه يجب أن نتقبل وجودها ونعترف بها كمسألة مدمرة ونبحث عن سبل التجرد منها”.

وردا على سؤال هل العنصرية والتميز فيروسات كالوباء تماما؟ قال الدكتور جواد مبروكي، “بطبيعة الحال أن العنصرية مثلها مثل الوباء وتنتشر بسهولة، وهناك عدة أنواع وتبقى من خصوصيات الفرد والمجتمع وهذا منذ بداية تاريخ الإنسانية”.

وتابع قائلا أن “الأمر يبقى جميل لما نقول لا للعنصرية، لكن هل بالفعل أزلناها تماما من ذهننا؟ لا أظن هذا من المحال ويجب أن  نتعلم كيف نعيش معها وكيف نسيطر عليها”.

“مثلا هناك العنصرية بين الجنسين أي الذكر والأنثى والتمييز بينهما على أرض الواقع حيث الذكر يرى دائما المرأة أقل منه شأنا، وهناك العنصرية الجنسية حيث المثليين  يعانون من الاهانة والاحتقار، وهناك العنصرية بين الجهات الجغرافية حيث كل جهة ترى نفسها أعظم شأنا”.

و”هناك عنصرية اللون ولا زالت قائمة في كل المجتمعات حيث اللون الأبيض أفضل من الأسود، كما أن هناك العنصرية الدينية حيث كل دين يرى نفسه هو الأحق وهو الأخير والمؤمنين به هم المختارون عند الله”.

وشدد مبروكي، على أن “الطفل في بداية حياته لا يرى الفرق بين الأبيض والأسود أو بين يهودي ومسلم ويلعب مع الجميع بشكل طبيعي وتلقائي، ولكنه سرعان ما يصاب بوباء العنصرية من خلال حديث والديه وعنصريتهما الجغرافية والدينية واللونية”. 

و”هكذا يتهيكل ويتبرمج دماغ الطفل على العنصرية وهو بدوره ينشر هذا الوباء مع أقرانه في المدرسة وتتكون مجموعات مختلفة وكل واحدة تحتقر الأخرى”، مؤكدا على أن “الاختلاف والتنوع عن الإنسان مسألة طبيعية”.

ولكن لحماية وكسب مصالح سياسية أو اقتصادية نصنع العنصرية لإبعاد الأخر المختلف ونقتنع بها، وللعنصرية وجوها كثيرة ويكفي تسميتها باسم لا علاقة له بالعنصرية لكي تبرر أعمالها”.

وختم جواد مبروكي، والخبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي، حديثه بالقول إنه “لما يصاب الطفل من طرف والديه بوباء التمييز العنصري تأتي المدرسة لكي تكمل الهيكلة العنصرية عند الطفل، تحت دراع الدين والتاريخ وحب الوطن باعتبار وطنه أفضل الأوطان”.

 مشددا على أن هذه المقارنة تبقى تحريضا خفيا لشحن ذهن الطفل بالعنصرية التي تنتج الكراهية المسكوت عنها”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي