قبيل اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء، ومنذ استئناف العلاقات بين البلدين، كثفت وفود الدولة العبرية اتصالاتها واجتماعاتها في العاصمة المغربية الرباط، من خلال زيارات مختلفة لوزراء إسرائيليين ومسؤولين في القطاع الخاص والعام، بينما لم يقم أي من الوزراء المغاربة بزيارة إسرائيل، رغم أن نظرائهم الإسرائيليين قد زاروا المغرب في مناسبات عديدة.
وسجل النصف الأول من السنة الجارية، زيارات “مكوكية” لمسؤولين إسرائيليين شملت 4 وزراء و3 مسؤولين عسكريين كبار ورئيس الكنيست، تخللها توقيع اتفاقيات تعاون في القطاعات “العسكرية والاقتصادية والصحية والزراعية والنقل والتعليم العالي والشأن البرلمان والسياسي”.
وأكد الأكاديمي المغربي الخبير في العلاقات الدولية هشام معتضد في تصريح لـ”بناصا”، أن “تبادل الزيارات بين المسؤولين المغاربة والإسرائيليين انطلق قبل الاتفاق الثلاثي بين الرباط وواشنطن وتل أبيب من أجل بناء مقتضياته و الاتفاق على محتواه السياسي والاستراتيجي، وذلك بغية ضمان تنزيل خريطة طريق للتعاون الحيوي لمحور المغرب والولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل”.
الحفاظ على السرية
واعتبر معتضد، أن “مقاربة الزيارات بين المسؤولين المغاربة والإسرائيليين بخصوص تحقيق أهداف هذا الاتفاق الثلاثي انتقلت من السرية إلى العلن بالنسبة للمسؤولين الاسرائيليين، لكن الرباط تتشبت دائما بالحفاظ على السرية في تدبير زيارة مسؤوليها إلى إسرائيل من أجل اخذ الوقت الكافي لتشخيص التفاعل السياسي لهذا الاتفاق مع المحيط الاقليمي من جهة، وتقييم الانخراط السياسي المسؤول لدولة إسرائيل في تحمل مسؤوليتها التاريخية و السياسية اتجاه هذا الاتفاق الثلاثي من جهة أخرى”.
ويرى المصدر ذاته، أن “ديناميكية الزيارات لها دلالتها السياسية ومكانتها الاستراتيجية في قراءة فعالية الاتفاقات السياسية، لكن هذا الاتفاق الثلاثي مرتبط بقضاء سياسي مركب استراتيجيا وحساس تاريخيًا، وجد حركي دبلوماسيًا، لذلك فالرباط اختارت مقاربة المراحل في استئناف الزيارات بين المسؤولين المغاربة ونظراءهم الإسرائيليين، ولاتريد الاعتماد على الاستئناف الاندفاعي رغم وجود ضمانات اقليمية ودولية لنجاح هذا التوجه”.
الزيارات الإسرائيلية إلى المغرب رسائل طمأنة
وأكد المتحدث ذاته، على أن “اختيار إسرائيل الانتقال من المقاربة السرية إلى العلنية في زيارة مسؤوليها للمغرب مباشرة بعد إشهار الإتفاق الثلاثي يأتي لطمأنة الرباط على جدية الانخراط الاسرائيلي المسؤول في تحمل مسؤوليتها التاريخية وقيام مسؤولين من المستوى الرفيع العالي بزيارات مكوكية للقاء نظرائهم المغاربة هدفه إرسال إشارات للقيادة في الرباط على أن الالتزام السياسي هو من أعلى المستويات في الدولة الاسرائيلية”.
ويعتقد الأكاديمي المغربي، أن “الإفصاح الرسمي عن زيارات المسؤولين المغاربة لإسرائيل هي مسألة وقت فقط، والحسابات السياسة والدبلوماسية مرتبطة بتفاصيل دقيقة وصغيرة، وخاصة بروتوكولية للمشاركة في بناء التاريخ دون هفوات تسيئ للذاكرة المغربية والقضية الفلسطينية والفضاء الإقليمي”.
تعليقات الزوار ( 0 )