شارك المقال
  • تم النسخ

ماذا لو فشل رونالدو في النصر؟

وقفت مجموعة من الشبان الخليجيين والعرب في وسط ساحة «بيكاديلي سيركس» وسط العاصمة البريطانية لندن يشيرون الى أبرز اعلان في أعلى الساحة وهو يعرض صورة كريستيانو رونالدو في الرياض والى جانبها «زوروا السعودية»، ليعلق أحدهم بكل فخر: «هذا الاعلان يرفع رأس الخليجيين والعرب في كل مكان… هذا أبرز مكان لنشر الاعلانات في كل بريطانيا».

هكذا بدأت المملكة تقطف ثمار استثمارها الضخم في النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي كلف 200 مليون دولار في الموسم بعد انتقاله الى النصر، على مدى عامين، وهو مبلغ قدره السعوديون بأنه قريب من مليار ريال طيلة مدة العقد، لكن مباشرة بدأت خزينة متصدر دوري روشن السعودي في التضخم من بيع الملايين من القمصان التي تحمل الرقم «7»، وملاحظة الزيادات المهولة في أعداد المتابعين على حسابات نادي النصر على مواقع التواصل الاجتماعي بالملايين وليس بعشرات أو مئات الآلاف، عدا عن زيادة عدد الزائرين الى البلاد لهدف أساسي هو مشاهدة رونالدو يلعب مع النصر، أو اقتناء قميص النادي برقم «الدون».

بل انتقل الأمر الى حقوق النقل التلفزيوني حيث كشفت أنباء عن حصول قنوات عالمية على حقوق بث دوري «روشن» بعد اتفاقها مع رابطة الدوري السعودي للمحترفين بشكل مباشر، في أعقاب تعاقد النصر مع الأسطورة البرتغالية، ما ساهم في انتشار الدوري عالميا لأكثر من 125 دولة. وقال مصدر: «حصلت 37 قناة من قارات العالم كافة، على نقل مباريات الدوري السعودي، من الرابطة، أبرزها من البرتغال وإسبانيا والصين وتايلند وإندونيسيا». وأشار إلى أن حق النقل الذي تم منحه للقنوات الـ37 عبارة عن مباراتين في كل جولة، لعدد 125 دولة، وما زالت الرابطة تتلقى طلبات إضافية للنقل التلفزيوني. ومن الواضح ان الهدف هو نقل مباريات لفريق بعينه فيه نجم عالمي اسمه رونالدو، ولهذا بدأت القنوات العالمية بنقل مواجهات الدوري، بدءاً بمباراة النصر والاتفاق، الأولى رسمياً للنجم البرتغالي.

الآن كل الحديث تركز على التأثير الايجالي لرونالدو على السعودية كبلد بشكل عام، وعلى كرتها بشكل خاص، والعوائد المالية الضخمة لكلا الطرفين من هذا الارتباط، لكن ماذا عن العائد الفني في الملعب للنجم البرتغالي؟

في أول مباراتين رسميتين ظهر رونالدو باهتا ومنهكاً وبعيداً كل البعد عن لياقة النجم المحترف، بل هو اقل استعداداً من جهة اللياقة البدنية والذهنية مما كان عليه في الشهور الأخيرة مع مانشستر يونايتد أو المنتخب البرتغالي، وقد يكون تفاجأ بمستوى الدوري السعودي الذي لا ترحم منافساته، فكان ظهوره الأول في الدوري أمام الاتفاق خافتاً لكن فريقه نجح في تحقيق الفوز ما ابقاه متصدراً بفارق نقطة عن غريمه وعدوه اللدود الهلال، مع تبقي له مباراة مؤجلة. لكن في المباراة الثانية في نصف نهائي الكأس السوبر السعودية امام غريم قوي آخر هو اتحاد جدة، لم ترحمه جماهير «العميد» التي غنت طيلة المباراة «ميسي ميسي ميسي»، ومع كل هدف من الاهداف الثلاثة لفريقها، الذي انتصر 3-1، كانت تصدح بـ«رونالدو وينه… كسرنا عينه»، على غرار ما فعلته جماهير «الأخضر» السعودي بميسي في مونديال قطر 2022 خلال الانتصار الأعجوبي على الأرجنتين. ومع فزعة المئات من أنصار النصر ومن مشجعي الفرق الأخرى المحبين لرونالدو، للدفاع عنه، ظهر هناك من يقول: «ماذا عليه أن يفعل اذا لا يوجد هناك ما يعينه في الفريق؟»، أو بالأحرى ليس هناك من يمده بالتمريرات والكرات. وآخر يقول: «المدرب لا يلعب على قدرات رونالدو»، وهناك من لام الخشونة المتعمدة التي يحظى بها من المدافعين، لتبرز أسئلة مهمة جداً، أولها انه اذا استمر اخفاق النجم البرتغالي في أرض الملعب، مع المطالبات العليا باستمرار مشاركته اساسياً مهما حدث، ماذا سيفعل المدرب رودي غارسيا لمحاولة تعديل النتيجة والعروض التي قد تتطلب تغيير رونالدو، فهل يفعلها؟ أم يغامر بفقدان وظيفته جراء التمسك برونالدو رغم العروض الهزيلة؟ المدرب الفرنسي لم يتوان في اعتبار ان اضاعة رونالدو لفرصة ذهبية أمام الاتحاد غيرت مجرى المباراة لمصلحة الاتحاد، في مؤشر أنه لن يتردد في ذكر الوقائع كما هي.

الآن الجميع يركز على مدى تأثير رونالدو اللاعب، الذي يحتفل بعيد ميلاده الثامن والثلاثين الأحد المقبل، على نتائج النصر، الذي فقد لقباً هو السوبر السعودي، والجميع سيبقي عينيه على جدول الدوري لمتابعة التغييرات التي ستطرأ على فريق متصدر بفارق نقطة مع مباراة مؤجلة، في الاسابيع المقبلة، كون كثيرون يدركون ان النجم البرتغالي لم يعد هو ذاك النجم الفتاك صاحب الكرات الذهبية الخمس، ولهذا كتب أحد محبيه قائلاً: «أنا حزين من أجلك… حزين لتاريخك… حزين لاسمك… والله لا أقولها ساخراً… أنا بالفعل حزين لنجوميتك». قبل ان يستفيق الجميع ليستدرك أن هذا البرتغالي الموجود في الرياض ليس كريستيانو رونالدو النجم الكروي، بل هو كريستيانو رونالدو رجل الأعمال.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي