في الواقع وعلى الميدان تواجه روسيا أوكرانيا ومن ورائها الغرب كله بكامل ترسانته المتطورة، ومرتزقته والمقاتلين المتعاقدين ، وكان على بوتين ان يتوقع ذلك، ويحسب له الحساب ، لكن خططه وتكتيكاته العسكرية كانت فاشلة وتكبد جيشه خسائر فادحة وقتل احد كبار جنرالاته وقادته وهو يعيش الآن عزلة قاتلة لأنه لم يتعلم من الحرب العالمية الثانية ومن هتلر الذي كان جيشه ينتهج سياسة الصدمة المفاجئة والهجومات الكبيرة وتدمير المدن والذي استطاع من خلالها أن يسيطر على جل أوروبا في أيام وبدل ذلك اعتقد بوتين أن أوكرانيا مثل جزيرة القرم وانه يكفيه أن يدفع إليها بفرقه العسكرية تباعا وزن انه يمكن ان يحقق اهدافه بعملية خاصة وسريعة وحرب خاطفة تغتال الرئيس الاوكراني زيلينسكي بمجموعات فاغنر ومقاتلين شيشان ويغير الحكومة.
ونسب أن هناك استخبارات أمريكية على الأرض تكشف خططه قبل وقوعها الشيء الذي مكن الأوكرانيين من التقاط الانفاس والثقة في النفس ولو أدخل كل قوته منذ اليوم الاول لسيطر على أوكرانيا شساعة مساحتها في الأسبوع الأول ، ولعل هناك توجس،وهاجس آخر كان يشغل بوتين جعله يتردد في تدمير المدن وهو كلفة الحرب من الخسائر البشرية المدنية ودمار البنية التحتية فهو يخشى أن يخسر قلوب الأوكرانيين اذا ارتفعت أعداد القتلى من المدنيين ولذلك هو يلف، على المدن ولا يقتحمها ، وهو يخشى كذلك أن يتحول الى مجرم حرب يقف معتقلا في المحكمة الجزائية الدولية مثل زعيم صربيا اميلوشيفيتش الذي اتهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة بجرائم حرب من بينها الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية فيما يتعلق بالحروب في البوسنة وكرواتيا و كوسوفو. والذي قام رئيس الوزراء الصربي زوران جينجيتش آنذاك بتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة ليحاكم بتهمة ارتكاب جرائم حرب ز استمرت خمس سنوات والتي انتهت دون حكم عندما توفي في زنزانته في لاهاي وهو نفس ما حدث لراتكو ملاديتش والذي كان ضابطاً في الجيش الصربي. واتهم بالإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية التي حلت بالبوسنة والهرسك وكان أبرزها على الإطلاق مذبحة سربرنيتسا عام 1995 والتي راح ضحيتها ثمانية آلاف رجل وشاب مسلم.،
ومهما كانت نتائج الحرب وحتى لو دخلت القوات الروسية كييف وسيطرت عليها فقد فقدت الآلة العسكرية الروسية هيبتها، أمام فخر الصناعة التركية طائرة صغيرة مسيرة هي البيرقدار استطاعت ان تقهر أرتالا عسكرية وصواريخ ستينغر المحمولة على الكتف التي اسقطت طائرات السوخوي وصواريخ جافلين الأمريكية جزار الدبابات الروسية وصائد المدرعات إضافة إلى عزيمة إصرار ومقاومة الأوكرانيين البطولية واستماتتهم في الدفاع عن وطنهم ، وفي الخلف انتصرت أمريكا التي تتفرج بتهكم واستهزاء بعد أن اوقعت بوتين في المستنقع الأوكراني كما اوقعت سلفه جورباتشوف في افغانستان فسقط الاتحاد السوفياتي مترنحا ، وبعد هذه الحرب أعتقد أنه أمام الهزائم العسكرية المتتالية ، وبالعقوبات والحصار الاقتصادي الشديد هناك سيناريوهين لا تالث لهما إما سيسقط نظام بوتين القيصري وتتحول روسيا الى دويلات صغيرة ، وان الصين ستفقد بحيادها السلبي وعدم دعمها لحليفها الاستراتيجي مشروعها الامبراطوري ولن تستطيع تحقيق حلمها في السيطرة على العالم وقيادته، ولن تفكر مرة أخرى في محاولة ضم تايوان ، أما رئيس كوريا الشمالية فإنه يحاصر نفسه قبل أن يحاصروه ، ويعيش في عالم معزول، حتى أن شعبه لا يعرف أن هناك حربا بين روسيا والعالم ، أما إيران فسترى ما حل بروسيا العظيمة ، وتتعظ ، وستدرك أن الشعارات والأناشيد لا تجدي نفعا إذا ما حمي الوطيس ودارت رحى الحرب وأنها لا تحقق النصر وان أثر الصواريخ البالستية جد محدود ، ولذلك ستتنازل وتتخلى عن حلمها النووي الذي لم يفد حليفتها في شيء وستوقع الاتفاق مع الغرب في نهاية المطاف أما الجزائر فهي الآن تخبأ رأسها في الرمال ،وستعلم أن ما اشترته من روسيا من دبابات وصواريخ وترسانة عسكرية هو مجرد خوردة ، ولن تجرؤ. على شن حرب على المغرب لأنها رأت أن طائرة تركية صغيرة استطاعت أن تحطم فرقا عسكرية كاملة وتمحي أرتالا عسكرية من الخريطة في دقائق.
وهناك سيناريو ثاني كارثي يمكن ان يقع وهو يأس، المهزوم ، والذي تعبر عنه مقولة شمشون؛( علي وعلى اعدائي) ، ويستشف هذا من حديث بوتين الذي قال سابقا إن عالما لا توجد به روسيا لا يستحق أن يكون ، وقوله كذلك إذا متنا فسنكون شهداء وندخل الجنة ، أما الغرب وحلف النيتو، فلن تكون له الفرصة حتى للتوبة ، قد يكون كلاما عنتريا وقد يكون كلاما صحيحا ، وإذا حدث فستكون نهاية العالم ،لا قدر الله ذلك انه لم يبق في ساعة القيامة إلا 100ثانية كما كشفت راشيل برونسون، رئيسة علماء الذرة القائمين على «ساعة يوم القيامة»، والتي قالت: “تستمر ساعة القيامة في التحليق بشكل خطير، ويجب أن نستمر في دفع عقارب الساعة بعيدا عن منتصف الليل.
تعليقات الزوار ( 0 )