كشفت تقارير مختلفة، عن وجود وساطة قطرية تجري بين المغرب والجزائر لرأب الصدع بين البلدين، ولم ينف أي من البلدين إعلان وزير الخارجية القطري ماجد الأنصاري بشأن ذلك، ولم يصدر أي تعليق رسمي أو إعلامي من أي شخص مقرب من الرئاسة في الجزائر، التي نفت دائما وجود وساطة أردنية أو سعودية في الأزمة مع المغرب ورفضت إعادة العلاقات مع الرباط.
واستعرض تقرير صادر عن موقع “ميدل إيست مونيتور” يومه (الاثتين)، أن ما سلف ذكره، يشير إلى أن الجزائر تسعى فعلاً لإنهاء النزاع والتوصل إلى اتفاق مقبول، وأنها عهدت بهذا الأمر إلى قطر، التي أصبحت الوسيط المفضل هذه الأيام، بالتفاوض مع حركة طالبان الأفغانية، وتأمين خروج القوات الأمريكية من البلاد، وتوسطها بين الولايات المتحدة وإيران في سرية تامة حتى الوصول إلى تسوية.
وطبقا للتقرير، فإن المغرب يسير على نفس المسار، حيث وصف خطاب العرش الذي ألقاه الملك محمد السادس العلاقات مع الجزائر بأنها “مستقرة”، مما يعطي بعض الدلائل على أن هناك تحركات جادة للمصالحة تحدث خلف الكواليس.
ويمكن لكلا البلدين، بحسب المصدر ذاته، رؤية ما يحدث في القرن الأفريقي من حيث التغييرات الاستراتيجية والصراع على النفوذ في إفريقيا بين الغرب وروسيا والصين، خاصة بعد الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو، وأخيرا النيجر، إذ لا الجزائر ولا الرباط على استعداد للمخاطرة ببلدهما في هذا الصراع الذي لا توجد فيه فائدة حقيقية لأي من الطرفين.
وتعود الأزمة بين الجزائر والمغرب إلى عقود عديدة، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها قطع العلاقات بسبب النزاع الحدودي بينهما منذ استقلال الجزائر عام 196، عندما اندلع الصراع، فيما عُرف بحرب الرمال، وكانت الجزائر مدعومة من مصر التي دعم رئيسها جمال عبد الناصر الثورة الجزائرية بالمال والسلاح، واعتبر نفسه الأب الروحي لجميع الثورات العربية وكان معاديًا لجميع الملكيات العربية، واصفا إياها بالرجعية وأنصار الإمبريالية العالمية.
واستمر التوتر بين جيران شمال إفريقيا حتى تم تطبيع العلاقات عام 1988 بعد وساطة من المملكة العربية السعودية، ولم يمنع ذلك القنصل المغربي في وهران من وصف الجزائر بأنها “دولة معادية”.
وخلال اجتماع لدول عدم الانحياز قبل سنوات، دعا سفير المغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، إلى استقلال “القبائل” في الجزائر، لتصفية الحسابات ردا على دعم الجزائر لجبهة البوليساريو واعترافها بما يسمى بـ”الجمهورية العربية الصحراوية”.
وأشار التقرير، إلى أن أزمة الصحراء الغربية، تعد واحدة من أطول الصراعات السياسية والإنسانية في العالم، بحيث يسعى المغرب إلى توسيع حدوده إلى الصحراء الغنية بالفوسفات وبالتالي زيادة نفوذه في المغرب العربي، وفي غضون ذلك، تريد الجزائر الحد من النفوذ المغربي وترى نفسها أفضل المؤهلين لقيادة المنطقة المغاربية.
وبالتالي، فإن قضية الصحراء الغربية هي واحدة من أكثر القضايا تعقيدا وشائكة بالنسبة للجارين لحلها، واعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة المغرب مقابل انضمام الرباط إلى ما يسمى باتفاقات إبراهيم وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
تعليقات الزوار ( 0 )