شارك المقال
  • تم النسخ

لماذا تهتم أكبر وأخطر الشركات الإسرائيلية المختصة في صناعة الأسلحة بفتح مصانع لها بالمغرب؟

كشف تقرير صحافي أمريكي لموقع “Defence Web”، المتخصص في أخبار صفقات الأسلحة، أن شركات تصنيع الأسلحة في الدولة العبرية أبرمت المزيد من صفقات الأسلحة خلال فترات متتالية مع المغرب وبمستويات غير مسبوقة، علاوة على عزم تل أبيب فتح مصانع خاصة بها في صناعة الأسلحة بالمملكة المغربية.

وفي العام الماضي، وقع المغرب وإسرائيل اتفاقا من أجل انشاء إسرائيل مصنعين من طرف شركة “ألبيت سيستمز” وهي شركة تكنولوجيا دفاعية إسرائيلية، في المملكة المغربية متخصصين في صناعة طائرات عسكرية بدون طيار “درون”.

ووفقا للتقرير ذاته، فقد دخلت المغرب وإسرائيل في سلسلة متوالية من الاتفاقيات، لا سيما فيما يخص توريد الرباط بالأسلحة المتطورة، وذلك في خضم تحديث قواتها المسلحة، والتوترات التي تشهدها مع جارتها الجزائرية، حيث تجد إسرائيل نفسها تتمتع بصناعة دفاعية عالية التنافسية في العديد من قطاعات السوق، نظير المدرعات الثقيلة والطائرات بدون طيار وقطاع الإنترنت.

الاحتياجات العسكرية للمغرب واستباقية مصنعي السلاح الإسرائيليين

وقال التقرير، إنه لإثبات ثقتهما في هذه الشراكة وقع البلدان أيضًا اتفاقية إطارية في نونبر 2021 لتوفير مبادئ توجيهية للتعاون بين أجهزة الاستخبارات، وزيادة الروابط بين لاعبي الصناعة في البلدين، وشراء الأسلحة والتدريبات العسكرية المشتركة، ومنذ ذلك الحين، انطلقت مبيعات الأسلحة، مع عمليات التبادل والمبيعات الصناعية.

وسيتم تزويد طائرات F-16 المغربية بتقنيات إسرائيلية، بينما سيتم بناء طائرتين بدون طيار إسرائيليتين من BlueBird Aero Systems بموجب ترخيص، ومع ذلك، فإن المغرب يستخدم الطائرات بدون طيار الإسرائيلية، بتكتم شديد لسنوات.

ومع شراء فرنسا في عام 2014 لثلاث طائرات “هارفانج” بدون طيار مستعملة مقابل 48 مليون دولار، صنعتها شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية (IAI) بالتعاون مع شركة EADS آنذاك، تم توقيع العقود بمباركة ومساعدة من كلا الدولتين، بما في ذلك زيارات لوزراء الصناعة والشؤون الخارجية والدفاع الإسرائيليين، وتنظيم منتديين اقتصاديين مغربي إسرائيلي، واحد في كل دولة.

ومنذ ذلك الحين، استمرت العقود في التدفق، بما في ذلك الأنظمة المضادة للصواريخ والطائرات بدون طيار وأنواع مختلفة من الطائرات بدون طيار وUGVs وبرامج الأمن السيبراني. وفي عام 2021، طلب المغرب ذخائر هاروب وأربع طائرات غلف ستريم G550 للحرب الإلكترونية.

وفي عام 2022، طلب المغرب أنظمة الدفاع الصاروخي Barak MX مقابل 500 مليون دولار، ورادارات Elta، وأنظمة Skylock المضادة للطائرات بدون طيار، و150 طائرة بدون طيار من نوع Wander-B وThunderB من BlueBird، وفي عام 2023 طلبت المملكة تزويدها بـ200 دبابة Merkava وربما قاذفات صواريخ.

وأضاف التقرير، أنه في حين أن العلاقة بين البلدين تعود إلى فترة إنشاء إسرائيل، فإن التقارب في ضوء اتفاقيات إبراهيم قد أعطى دفعة حقيقية للعلاقات التجارية والشراكات الصناعية. وفي الواقع يمكن للمملكة أن ترحب بعدد متزايد من الشركات والمصانع الإسرائيلية على أراضيها، حيث يمكن أن تستفيد الأخيرة من انخفاض تكاليف العمالة، في حين أن الاستقرار في المغرب قد اجتذب منذ فترة طويلة لاعبين أوروبيين في الصناعة مثل إيرباص وسافران.

وتتطلع إسرائيل والمغرب الآن إلى تعزيز علاقتهما، بينما يسعيان للاستفادة المتبادلة من نقاط القوة في كل بلد، وعلى سبيل المثال، وقعت IAI مذكرة تفاهم مع جامعة الرباط الدولية لإنشاء مركز امتياز مشترك يركز على أبحاث الطيران والذكاء الاصطناعي، كما تتطلع Elbit Systems، وفقًا لمكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، إلى فتح موقعين في المغرب للوصول بشكل أفضل إلى السوق الأفريقية.

علاوة على ذلك، فإن السياق الجغرافي والمناخي الذي يعمل به الجيشان متشابه نسبيًا في كلا البلدين، حيث تنتشر الصحاري مع أراضي أكثر خصوبة، وبالتالي، فإن أحد أسباب عدم قدرة إسرائيل على تصدير سلسلة دبابات ميركافا الممتازة هو وزنها: وفي الصحراء، لا توجد أنهار أو جسور للعبور، لذلك من المعروف أن الدبابات الإسرائيلية مدرعة بشكل جيد، وبالتالي ثقيلة.

وعلى الجبهة السيبرانية، سلطت الأضواء على التعاون بين البلدين بسبب المزاعم المحيطة بـ Pegasus، وهو برنامج التجسس الذي طورته NSO الإسرائيلية. وبالفعل، فإن أجهزة المخابرات في كلا البلدين لها علاقات منذ عقود مع المخابرات المغربية التي كانت حريصة على محاكاة الموساد الإسرائيلي. على الرغم من كونها أكثر سرية، حيث إن مبيعات برامج وأجهزة المراقبة الإسرائيلية في ازدياد، بحسب المصدر ذاته.

تأثير زيادة مبيعات الأسلحة بين إسرائيل والمغرب

وأشار التقرير، إلى أن العلاقات بين المغرب وإسرائيل، أشعل الانقسامات مع جارتها الجزائر، حيث يتمتع البلدان بتاريخ عاصف في حرب الرمال، وتدعم الجزائر جبهة البوليساريو في حربها الحالية مع المغرب، وقطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما.

واستنادا إلى التقرير ذاته، فإن حقيقة حصول الرباط على أسلحة من الدرجة الأولى تشكل مصدر قلق خاص للمجلس العسكري في الجزائر، وقد يؤدي جنون المغرب من المشتريات العسكرية إلى توليد عقود أسلحة جديدة كبيرة للجزائر، والتي إذا كانت ستشتري معداتها بشكل رئيسي من روسيا، يمكن أن تستمر الآن في تعزيز تعاونها العسكري مع الصين.

ومن ناحية أخرى يبدو المغرب، حسب المتخصص في أخبار صفقات الأسلحة، أكثر ميلًا للحصول على المعدات الغربية، سواء من إسرائيل أو الولايات المتحدة، على الرغم من وجود عقود أيضًا مع بكين، مع تقارير عن طائرات Wing Loong بدون طيار تعمل في سماء المملكة.

وأشار التقرير، إلى أن ديناميكية العلاقات التجارية والصناعية بين البلدين في سياق عقود الأسلحة هي دليل آخر على الاهتمام العالمي بمنتجات الدفاع الإسرائيلية، وبفضل الاستثمار القومي الإسرائيلي الضخم، بمساعدة التمويل العسكري الخارجي الأمريكي، أصبحت القاعدة الصناعية الدفاعية الإسرائيلية منظمة بسرعة حول الحاجة إلى منتجات مبتكرة وفعالة، مع اعتبار التصدير أولوية حاسمة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي