وضعت الوكالة الإخبارية العالمية “رويترز”، صورة الطفل المغربي أشرف ضمن قائمة صور العام التي تختارها الوكالة كل سنة، والتي ظهر فيها باكيا بعد رؤيته جنديين إسبانيين على رمال الشاطئ إدراكا منه أنهم لن يسمحوا له بالدخول، وبالتالي فشل محاولته العبور لسبتة.
وكتبت رويترز أسفل الصورة ” أشرف، صبي مغربي يبكي وهو يسبح باستخدام قارورات بلاستيكية كطوافات، بالقرب من السياج بين الحدود الإسبانية المغربية، بعد أن سبح الآلاف من المهاجرين عبر الحدود، في سبتة خلال 19 مايو2021″.
وتابعت الوكالة الإخبارية ذاتها ” جذب الصبي انتباه وسائط الإعلام الدولية وهو يطفو في قميص مظلم تحت ملابسه وقارورات مربوطة بذراعيه، يبكي وهو يصل إلى الشاطئ لكي يقوده الجنود، لم يكن يريد العودة، ولم يكن لديه أي عائلة في المغرب، ولم يكن يهتم إذا مات بسبب البرد، لقد فضل الموت، الموت على العودة إلى المغرب”.
وفي السياق ذاته، تطرقت مجلة “الأتالايار” الإسبانية لقصة أشرف واختيار صورته من ضمن صور العام لرويترز، وأوردت أن مصور اللقطة “جون نازكا” قد سبق وصرح بأنه قد صُدم حين رأى منظر العشرات من المهاجرين غير الشرعيين الراغبين في التسلل لسبتة، وأن المشهد كان أشبه بمشاهدة ضحايا من فيلم حربي.
وأضاف المصدر نفسه أن المصور وفي خضم اليأس الذي أصابه من رؤيته لمنظر المهاجرين ، اختار الشاب المغربي الذي كان يسبح ضد تيارات البحر الأبيض المتوسط في كفاحه للوصول إلى أوروبا، وذلك من بين كل أولئك الذين يسبحون، مُشيرا إلى أن اللقطة استرعت انتباهه بشكل خاص وكبير، وإلى كون أشرف كان الوحيد الذي كان يعتمد على عوامة مع تسعة قارورات من البلاستيك مربوطة حول جسده لإنقاذ نفسه في حالة فشل عملية الهجرة.
يشار إلى أن أحد النشطاء الخيريين قد تتبع حالة اشرف، وأكد في تدوينة سابقة له أنه قد تم الاتفاق على نقاط كثيرة مع أشرف وأسرته، منها تغيير منزلهم العشوائي الضيّق جدا، وعودة أشرف للتكوين.
كما أشار الناشط ذاته إلى أن حالة أشرف صعبة جدا، وكتب” الطفل عاش اليُتم بكل معانيه منذ الصغر بحجم حرمان كبير جداً، لا أب لا أُم .. حتى صارت أسمى أمانيه ملابس جديدة كبقية أبناء المغاربة، رُبما قد تجد العذر لأشرف حين اختار المجازفة بحياته أمام الواقع الذي يعيشه، لكن لا عذر لنا جميعاً إن لم نستطع تغيير واقع أشرف وغيرِه من المغاربة الذين يُعانون بشكل خيالي”.
جدير بالذكر أن وسائل إعلامية عالمية قد تابعت تضمين صورة أشرف من ضمن صور العام لرويترز، كما استغلت المناسبة وتحدثت عن قصة الطفل وتناقلت لقطته الشهيرة مرة أخرى للتذكير بمعاناته في سبيل تحقيق حلمه بالهجرة.
تعليقات الزوار ( 0 )