شكل موضوع “آفاق الصناعة التقليدية بالمغرب ورهانات الرقمنة” محور لقاء دراسي نظم، السبت بالرباط، بمبادرة من الغرفة الفتية الدولية بالرباط بهدف تسليط الضوء على مستقبل الصناعة التقليدية ورهانات الرقمنة بالمغرب بعد أزمة كوفيد-19 .
ونظم هذا الحدث برحاب المدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم، بشراكة مع المندوبية الجهوية للصناعة التقليدية بجهة الرباط سلا القنيطرة و نادي “إيناكتوس” بالمدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم.
وبهذه المناسبة ، أكد المتدخلون أن مجال الصناعة التقليدية المغربية لا يمكن أن يتطور بدون تطوير الجانب الرقمي وبدون انتقال رقمي مدروس وموجه بهدف الإنفتاح على السوق الدولية وتسويق المنتجات التقليدية عبر التكنولوجيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي.
كما شددو على أهمية ومكانة الصناعة التقليدية بالمغرب بإعتبارها إحدى الرافعات الأساسية لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة و جزء لا يتجزأ من الاقتصاد الاجتماعي والتضامني من خلال إنتاج ذي حمولة ثقافية عريقة، معتبرين أن أزمة كوفيد 19 كان لها وقع سلبي على عدد من الصناع التقليديين والحرفيين كان من الممكن تجاوزها عن طريق الرقمنة بإستخدام الآليات التكنولوجية الحديثة.
من جانبه، قال منتصر معاذ ممثل الغرفة الفتية الدولية بالرباط أن هذا اللقاء هو مناسبة سنوية تحاول الغرفة الفتية الدولية من خلالها تسليط الضوء على موضوع معين لجذب الفاعلين الذين يمكنهم أن يقدمو قيمة مضافة في إطار فلسفة الغرفة التي تعمل على مجموعة من المشاريع التي تعنى بالشباب في مجال المقاولات والعلاقات الدولية والتكوين والتأطير بشكل عام خدمة للصالح العام”.
وأكد معاذ أن إختيار موضوع هذا اليوم الدراسي لم يكن بالسهل كونه يعنى بمجال التراث والصناعة التقليدية الذي بات يشهد تحديات قصوى و تهميش لفئة مهمة من المجتمع المغربي، مبرزا أن اجتماع اليوم من شأنه أن يعطي قيمة مضافة لهؤلاء الصناع التقليديين عبر انفتاحهم على الرقمنة لكونها أضحت معطى إجباري بالنظر للتطور الذي يشهده العالم.
كما أضاف أن لقاء اليوم هو فرصة لفتح نقاش جاد مع مختلف الفاعلين من صناع تقليديين وحرفيين وباحثين وطلبة للخروج بخارطة وطريق واضحة المعالم ترشد الصانع التقليدي للإنفتاح على السوق الدولية وتسويق منتوجه عبر آليات التسويق الالكتروني الحديثة في الرباط بشكل خاص والمغرب عامة.
ومن جانبه، شدد خالد رحيل، رئيس قسم الجودة والمواصفات بالمندوبية الجهوية للصناعة التقليدية بجهة الرباط- سلا- القنيطرة على أهمية هذه المبادرة التي من شأنها أن تعزز مجال الصناعة التقليدية ببلادنا خاصة في ظل التحول الرقمي الذي بات يشهده العالم بأسره.
كما أكد على ضرورة الإهتمام بمجال الصناعة التقليدية المغربية التي تحتل مكانة مرموقة في الثقافة المشتركة لجميع المغاربة والتي لا يخلو منها أي بيت مغربي. وحسب رحيل فإن “الحرف اليدوية التقليدية تصل إلى 172 حرفة مرتبطة بحياتنا اليومية ولا نستطيع أن نتخلى عنها”.
وقال زين العابدين برقلي، مستشار وفاعل في مجال الصناعة التقليدية “أن الغرفة الدولية الفتية بالرباط ارتأت أن تقوم بهذه المبادرة التي تهم الصناعة التقليدية كرافعة للتنمية من أجل بلورتها والإنفتاح على أفكار جديدة من خلال المعلوميات والنظم الحديثة “.
وأضاف “أن الصناعة التقليدية كمنتوج مغربي محض يجب أن يتخطى الحدود بالنظر للظرفية التي نعيشها والتي أصبحت تفرض على الصانع تسويق منتوجه للعالم أجمع ليمثلنا وذلك عن طريقة الأنظمة الحديثة”.
ويندرج هذا اللقاء في إطار برنامج عمل الغرفة الفتية الدولية بالرباط القائم على فلسفة التغيير الإيجابي والبحث عن الحلول المناسبة لمختلف المشاكل والتحديات التي تواجه المجتمع من أجل بناء عالم أفضل وخلق تأثير عالمي.
يذكر أن الغرفة الفتية الدولية بالرباط هي منظمة غير ربحية تستهدف الشباب المتراوحة أعمارهم بين 18 و 40 سنة، والملتزمين بإحداث التغيير داخل مجتمعاتهم.
تعليقات الزوار ( 0 )