Share
  • Link copied

لا يصيب النساء فقط.. اكتئاب الرجال بعد الولادة أو “الاكتئاب الأبوي”

يصاب الرجال باكتئاب ما بعد الولادة خلافا لما يعتقده الكثيرون كون الأمر يتعلق فقط بالنساء، وهو شعور بالكآبة والحزن من دون سبب، يؤثر على شخصية الرجل في التعامل مع الزوجة والمولود الجديد، وبناء على ذلك يشعر آباء على أنهم لا يريدون هذا الطفل لأنه يسبب الإزعاج لهم، ويتضايقون من صوته العالي، وبعض الآباء يرغبون في عدم الإنجاب مرة أخرى.

ووفقا لـدراسة أجراها باحثون من جامعة “أنجليا روسكين” في المملكة المتحدة فإن “اكتئاب ما بعد الولادة يصيب ما بين 6 إلى 13% من الآباء الجدد”، ويستطيع الأطباء تحديد علامات اكتئاب ما بعد الولادة عند النساء بمعدل أكثر من الضعف تقريبًا مقارنةً بتمييزهم له عند الرجال، وعادةً ما تؤدي الولادة إلى خلق حالات من الفرح وقدر من الإثارة وربما القلق، ولكن قد تتطور هذه المشاعر إلى ما قد لا نتوقعه وهو الإصابة بالاكتئاب.

ويقول “فيرين سوامي” -أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة “أنجليا روسكين” بالمملكة المتحدة، والباحث الرئيسي في الدراسة- إنه بدأ مع فريقه البحثي دراسة “اكتئاب ما بعد الولادة” بسبب تجربة شخصية، إذ جرى تشخيص إصابته (هو شخصيًّا) بهذا الاضطراب النفسي بعد ولادة ابنه الأول.

ويضيف “سوامي”، في تصريح لمجلة علمية أمريكية أنه  “بمجرد تشخيص حالتي، أردت إجراء مزيد من البحث في هذا الموضوع ومعرفة سبب اعتقاد كثير من الناس، مثلي، بأن الرجال لا يصابون باكتئاب ما بعد الولادة، وانتهينا إلى ضرورة أن يكون هناك وعي أكبر بأن هذا الاضطراب النفسي يمكن أن يصيب أيًّا من الوالدين لمدة تصل إلى سنة بعد ولادة الطفل.

وتظهر أعراض “اكتئاب ما بعد الولادة” عادةً في غضون الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة، ولكنها قد تبدأ في وقت مبكر، أي في أثناء الحمل، أو تظهر في وقت لاحق حتى سنة بعد الولادة، ومن أهم أعراضها التقلبات المزاجية الحادة، والإفراط في البكاء، وصعوبة التعلق بالطفل، والابتعاد عن العائلة والأصدقاء، وفقدان الشهية أو تناول الطعام بشكل يفوق المعتاد، وعدم القدرة على النوم (الأرق) أو -في المقابل- النوم لفترات طويلة، وفقدان الطاقة، والإصابة بنوبات قلق أو هلع أو غضب شديد، واليأس، والإحساس بالعجز، وانخفاض القدرة على التفكير بوضوح، وقد تتطور إلى حد التفكير في إيذاء النفس أو الطفل، أو الانتحار.

ولا تختلف أعراض الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة بالنسبة للآباء عنها لدى الأمهات، في حين يُعَد الآباء من الشباب الذين لديهم تاريخ من الإصابة بالاكتئاب ويمرون بمشكلات في العلاقة الزوجية أو معاناة مالية، الأكثر عرضةً للإصابة.

ويعد الآباء من الشباب، الذين لديهم تاريخ من الاكتئاب، ويمرون بمشاكل في العلاقة الزوجية أو المعاناة المالية هم الأكثر عرضة للإصابه بالاكتئاب بعد الولادة أوالاكتئاب الأبوي الذي يُمكن أن يكون له نفس التأثير السلبي على العلاقة بالشريك ونمو الطفل كتأثير الاكتئاب بعد الولادة عند الأمهات.

Share
  • Link copied
المقال التالي