كشفت الصحافية الإسبانية الشهيرة صونيا مورينو، أن المغرب يمتلك طائرات مسيرة إسرائيلية في جيشه، وقد استخدمها في المواجهة مع جبهة البوليساريو الإنفصالية منذ خرق وقف إطلاق النار في 13 نونبر 2020، لافتة إلى أن التعاون الأمني بين المغرب وإسرائيل يشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية وتجارة الأسلحة.
وفي مطلع تحليلها، أشارت الكاتبة بصحيفة “الإسبانيول” إلى أنه لطالما كان التعاون بين المغرب وإسرائيل في الشؤون الأمنية موجودًا، على الرغم من أنه قد تم تأكيده منذ توقيعهما على إعادة استئناف العلاقات الدبلوماسية في 10 دجنبر، بدعم من الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأضافت مورينو، التي تقطن بالمغرب منذ 2010، أنه تم الكشف عن استخدام طائرات إسرائيلية بدون طيار في الجيش المغربي بعد الهجوم المفاجئ للقوات المسلحة الملكية على جبهة البوليساريو الإنفصالية، والذي أنهى حياة قائد الحرس الوطني الداه البندير.
وتابعت نقلا عن مصدر دبلوماسي بالجبهة، أن الكمين، الذي أسفر عن إصابة جندي من الجبهة، في 7 مارس وقع بين نهري إرني وترنيت، في المنطقة الغربية من تيفاريتي، وذلك على بعد 55 كيلومترا من الجدار الأمني الذي يفصل الصحراء المغربية.
وأوضح المصدر ذاته، أن العملية كانت مهمة مشتركة، نفذت بطائرة مسيرة إسرائيلية من طراز هارفانج والتي وجهت الليزر إلى الهدف، وبالتالي مكنت مقاتلة مغربية من تنفيذ الهجوم من مسافة طويلة باستخدام صاروخ جو أرض واحد أو أكثر، أي أن مقاتلة من طراز F-16 تابعة للجيش المغربي أطلقت النار على الهدف الذي أضاءته الطائرة المسيرة الإسرائيلية.
ولم تؤكد القوات المسلحة المغربية الهجوم، وذلك على غرار النموذجين الصيني والإسرائيلي اللذين لا ينقلان هذا النوع من العمليات الدفاعية، بالإضافة إلى ذلك، قد يرجع الصمت أيضًا إلى حقيقة أن المغرب يواصل مفاوضاته مع الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على طائرات “ريبر إم كيو 9” بدون طيار.
طائرات بدون طيار أمريكية وإسرائيلية
وأدانت ما يسمى بـ”وزارة الأمن والتوثيق” في جبهة البوليساريو، استخدام الطائرات المسيرة الأمريكية والإسرائيلية في المواجهة مع المغرب منذ خرق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها المغرب طائرات بدون طيار في الصحراء، وأنه ومنذ نونبر 2020، تم تنفيذ هجمات أخرى ضد الجبهة.
وأضافت الكاتبة، أن نشطاء جبهة البوليساريو على شبكات التواصل الاجتماعي، شجبوا استخدام طائرات بدون طيار إسرائيلية الصنع في مطاري الداخلة والعيون على وجه التحديد، كانت جبهة البوليساريو هي التي التقطت في صورة الأقمار الصناعية وجود طائرة إسرائيلية بدون طيار في الداخلة في عام 2018.
ويتم تنفيذ معظم التعاون الأمني بين المغرب وإسرائيل سرا، كما ينطوي بشكل أساسي على تبادل المعلومات الاستخباراتية وتجارة الأسلحة، حيث أشار تقرير وزارة الأعمال والابتكار والمهارات البريطانية لعام 2014 إلى أن إسرائيل باعت أنظمة التحكم والاتصالات وأنظمة الحرب الإلكترونية للمغرب عبر دولة ثالثة.
كما كشف الباحث جوناثان همبل، خبير التصدير العسكري والأمني الإسرائيلي، في مقال في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أن الصادرات العسكرية الإسرائيلية يتم تسليمها سرًا إلى المغرب.
طائرات بدون طيار من طراز “مالك الحزين”
واستلم المغرب في فبراير 2020 ثلاث طائرات مسيرة من طراز “هيرون” حصل عليها في مارس 2013 مقابل حوالي 50 مليون يورو، مزودة بأنظمة ومعدات إسرائيلية متطورة، تم نقلها من إسرائيل إلى فرنسا، مطلية بالألوان المغربية وتم إرسالها إلى المغرب.
وقد طورتها شركة الطيران الإسرائيلية الرائدة في مجال الطيران والصناعات الجوية، وتشمل نظام التحكم الأرضي، وصيانة المعدات، وتدريب المشغلين، كما نجح المغرب في تحديث جيشه بعد انسحابه من العمليات الفرنسية في أفغانستان، وهي الآن تستخدم في الصراع مع جبهة البوليساريو.
وهي قادرة على التحمل على ارتفاع متوسط طويل لمدة تصل إلى 52 ساعة حتى 10.5 كم، ويمكن تزويدها بأنظمة كاميرات عالية الدقة ومعدات مراقبة أخرى، بالإضافة إلى ذلك، وترتبط بالأقمار الإصطناعية عندما تحلق خارج خط الرؤية لنقل المعلومات في الوقت الفعلي، أو عندما يكون من الضروري الطيران على ارتفاع منخفض فوق البحر.
وأوضحت الصحافية الإسبانية، أنه تم العثور على طائرات إسرائيلية بدون طيار في القواعد الجوية لمكناس، وبالقرب من مراكش، وفي الداخلة، ويتم تشغيلهم من قبل فريق خاص من الجيش الملكي، بيد أنه في العام الماضي نفى الجيش الملكي المعلومات التي كشفت مجلة “إنتليجنس أونلاين” حول حيازة طائرات إسرائيلية بدون طيار عبر فرنسا.
وفي هذا الصدد، قالت جبهة البوليساريو في بيان لها: “سنعرف كيفية التعامل مع الطائرات بدون طيار والأسلحة المغربية الجديدة، وسنعرف كيف نتكيف مع الواقع الجديد، كما فعلنا في الثمانينيات عندما أنشأوا الجدار الدفاعي بدعم من إسرائيل أيضًا”.
ووفقًا لمعلومات الباحثة إينات ليفي من المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية (ميتفيم)، والمتخصصة في العلاقات بين إسرائيل والمغرب، فإن التعاون المغربي الإسرائيلي في المعركة ضد جبهة البوليساريو، تعود إلى عام 1975 عندما ساعدوا في بناء الجدار العسكري.
إلبت هرمز 900
بدوره، أشار موقع Defense.com الإسباني الرقمي، إلى أنه منذ عام 2017، طلبت القوات المسلحة الملكية ثلاث طائرات من طراز Hermes 900 من شركة تصنيع الطائرات الإسرائيلية Elbit System، والتي يستخدمونها لمراقبة البلدان المجاورة، وتعتبر المراقبة والتنصت ونقل الاتصالات هي المهام الرئيسية لهذه الفئة من الطائرات.
وأوضحت الصحافية الإسبانية، أن نموذج الطائرة بدون طيار يعمل على ارتفاع 9000 متر بسرعة تصل إلى 250 كيلومترًا في الساعة، كما يمكن أن تطير لمدة تصل إلى 30 ساعة ولها حمولة تصل إلى 350 كجم.
وتربط الدولتان علاقات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية وثيقة منذ سنوات عديدة، وفي سنة 1963، افتتح الموساد مكتبا في المغرب ومنذ ذلك الحين حافظوا على العلاقات بين أجهزة المخابرات، مع عدة قواعد في البلاد، من بينها مشروع على الحدود مع الجزائر، وقاعدة جوية في شمال المغرب.
وزار وزير الخارجية سيلفان شالوم البلاد في عام 2003، حتى أنه تم الإبلاغ عن زيارة قام بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في عام 2019، والتي لم تتحقق بعد ذلك، لكن مارس 2020، حضر مسؤولون إسرائيليون مؤتمرًا لمكافحة الإرهاب في المغرب.
وأشارت الصحافية صونيا مورينو في ختام تقريرها، إلى أن هذا التعاون العسكري أدى إلى إعادة استئناف العلاقات الدبلوماسية في دجنبر 2020، حيث يمتد من قطاعات الزراعة والسياحة والأمن إلى الجوانب السياسية والاقتصادية.
تعليقات الزوار ( 0 )